المغرب يلجأ مبكرا لاستيراد آلاف الأطنان من القمح الأمريكي

لا زالت الحصيلة السيئة للموسم الفلاحي المنصرم، ترخي بظلالها على الأمن الغذائي للمغاربة، حيث لجأت الحكومة مبكرا خلال هذه السنة إلى الأسواق الدولية من أجل استيراد الحبوب، بعدما نفذت الكمية القليلة التي تم إنتاجها من قبل الفلاحين المغاربة (52 مليون طن).
وفي هذا الإطار، أعلن المكتب الوطني للحبوب والقطاني مجددا، عن طلب عروض متعلق باستيراد 354 ألف و545 طن من القمح الصلب من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في إطار الحصص المستفيدة من التعريفية الجمركية.
وذكر المكتب، بداية الأسبوع الجاري، أنه سيتم الإعلان عن فتح الأظرفة المتعلقة بعروض منح تعويضية لتوزيع الحصص التفصيلية لسنة 2020، خلال خامس مارس القادم، مشيرا إلى أنه لا يمكن للحصة الممكن عرضها أن تقل عن 5 آلاف طن.
وحددت المؤسسة التي تشرف على عملية استيراد الحبوب من الخارج، يوم 31 ماي المقبل كتاريخ الأقصى لإنجاز عملية استيراد القمح من الولايات المتحدة، موضحا بأن أقصى الكميات المستفيدة من التعريفة الجمركية التفضيلية هي تلك الممنوحة لكل نائل، مع زيادة 10 في المائة.
وفي ظل التأخر الطويل للتساقطات المطرية خلال الموسم الفلاحي الجاري، يتوقع أن يتكرر نفس السيناريو الحالي العام القادم، نظرا لشح الأمطار التي غابت عن سماء الأراضي المغربية، وهو ما ستكون له آثار سلبية على الأنشطة الفلاحية البورية التي تعتمد على التساقطات المطرية فقط.
وبالرغم من المجهودات المبذولة من قبل وزارة الفلاحة التي خصصت بدابة السنة، ما يقارب 2.2 مليون قنطار من البذور المختارة، وكذا 680 طن من الأسمدة، وكذا برمجة مساحة 487 ألف هكتار للري بالدوائر الكبرى، منها 23% لفائدة الحبوب، إلا أن غياب التساقطات المطرية يحول دون الرفع من الإنتاج السنوي للحبوب بالمغرب.
وبحسب مؤشرات وزارة الفلاحة، فإن حقينة السدود ذات الأغراض الفلاحية بلغت بداية هذه السنة 45 في المائة فقط، عوض 57 في المائة في نفس الفترة من الموسم السابق، مرجعة ذلك إلى النقص في نسبة التساقطات المطرية.
ومن أجل احتواء الأزمة، ولو بشكل متأخر، اهتدت وزارة الفلاحة إلى ترشيد موفورات المياه على مستوى المدارات السقوية إلى جانب برمجة حملات تحسيسية لفائدة الفلاحين بهذا الخصوص.
غير أنه، بحسب مراقبين، فإن النشاط الفلاحي بالمغرب يجب أن يعتمد على التقنية من أجل التكيف مع التغيرات المناخية، وكذا للرفع من حجم الإنتاج، خصوص أن الماء سيعتبر في القادم من السنوات ثروة ناذرة في العالم بأسره.

< يوسف الخيدر

Related posts

Top