يتابع الرأي العام الرياضي على الصعيد الوطني بكثير من الاستغراب، ما يصطلح عليه بأزمة الملاعب بالبطولة الوطنية لكرة القدم.
ففي كل موسم تجد العديد من الأندية نفسها مجبرة على البحث عن ملعب لاحتضان مبارياتها، سواء بالمدن التي تنتمي لها، أو خارج الحواضر التي تلعب باسمها. مع ما يكلف ذلك من خسائر مالية وتقنية، وما يترتب عن ذلك من معاناة كبيرة للجمهور المطالب بالتنقل كل أسبوع لدعم فرقه المفضلة.
وتغلق الملاعب بدعوى الصيانة أو الإصلاح، إلا أن هذه العملية تكاد لا تنتهي، بل تتكرر سنويا، وفي توقيت غير مناسب تماما، دون الأخذ بعين الاعتبار رأي الأندية المعنية بالأمر أكثر من غيرها.
والمؤكد أن مركب محمد الخامس بالدار البيضاء سيتم إغلاقه خلال الأسابيع القادمة لمدة غير محددة، كما أعلن هذا الأسبوع عن إغلاق مركب الرباط، فريقا نهضة الزمامرة ورجاء بني ملال الصاعدين هذا الموسم لقسم الكبار يلعبان خارج ميدانهما، وهذا إشكال يطرح أيضا مسألة غياب دفتر تحملات يشترط على الأقل الحد الأدنى يضمن السير العادي لمباريات البطولة.
بالقسم الثاني يعاني فريق المغرب الفاسي الأمرين من اجل العثور على ملعب لاستقبال مبارياته، وقد تطلب منه الأمر التقدم بطلب للشركة المسؤولة عن ملعب مراكش لإجراء المقابلة القادمة ضد وداد فاس، ورغم موافقة الجهة المسؤولة عن الملعب، إلا أن السلطات الأمنية والإدارية رفضت طلب الماص ليتواصل الفريق رحلة الجولان عبر مختلف المدن المغربية، مع العلم أن سلطات مدينة مكناس سبق أن رفضت هي الأخرى طلبا تقدمت إدارة الفريق الفاسي لنفس الغرض.
يحدث هذا بالرغم من وجود ملعبين داخل العاصمة العلمية، هما الحسن الثاني والملعب الكبير، إلا أن عشوائية عملية الإصلاح أوقفت الحياة الرياضية بالمدينة، حيث تم إغلاق الملعبين معا وفي نفس التوقيت، دون تخطيط يحول دون التأثير على فريقي المدينة.
ولعل الشيء المؤسف أن المجهود الذي بذل مؤخرا من طرف جامعة كرة القدم بالعديد من المدن المغربية، لم يكن كافيا للحد من أزمة الملاعب بالبطولة الوطنية الخاصة بالأقسام الأولى، والمشكل الأزلي هو أن عشب الملاعب غير صالح للممارسة ويتعرض بسرعة كبيرة للتلف، دون أن تتخذ إجراءات وتدابير عملية للحيلولة دون تكرار المشهد كل موسم وكل سنة.
فهل يعقل أن تجرى بطولة بدون ملاعب؟
محمد الروحلي