بمناسبة الدخول الثقافي، توجهنا بأسئلتنا إلى مجموعة من الكتاب المغاربة، من أجيال مختلفة، للحديث حول أحدث إصداراتهم وحول المتابعة النقدية ومدى أفضلية الكتاب الورقي عن الرقمي.. إلى غير ذلك من القضايا.
اليوم مع الأديبة أمينة السحاقي.
- الأديبة المغربية أمينة السحاقي: المستقبل للكتاب الإلكتروني لكنني أفضل أن أصدر القادم من إصداراتي ور
بمناسبة الدخول الثقافي، توجهنا بأسئلتنا إلى مجموعة من الكتاب المغاربة، من أجيال مختلفة، للحديث حول أحدث إصداراتهم وحول المتابعة النقدية ومدى أفضلية الكتاب الورقي عن الرقمي.. إلى غير ذلك من القضايا.
اليوم مع الأديبة أمينة السحاقي.
* ما هو أحدث إصداراتك؟
– اسمح لي أولا أن انوه بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها من أجل النهوض بالثقافة وذلك من خلال جريدة بيان اليوم، متمنية لك وللجريدة الاستمرارية والنجاح. فيما يخص أحدث إصداراتي، فيتعلق الأمر برواية تحت عنوان “امرأة و خمسة رجال”، صدرت في مارس 2020.
*كيف تعرفيننا به وتقربينا من محتواه؟
– تروي الرواية (وهي باللغة الفرنسية) قصة امرأة شابة متزوجة تدعى مريم والتي اختفت في ظروف غامضة. وأثناء التحقيق والبحث في محيطها على مدى أسبوعين، يكتشف زوجها يوسف أنه عاش ثلاث سنوات تحت سقف الزوجية مع امرأة مختلفة تماما، عن زوجة كان يعتبرها ضعيفة وساذجة. وتجري أحداث الرواية في مدينة الدار البيضاء، في سنة 1981 حيث شهدت المدينة احتجاجات شعبية سميت ب “شهداء الكومير ا”. تطرح الرواية قضايا يتداخل فيها الاجتماعي بالسياسي، كما تتعرض لمواضيع مختلفة كالحرية والعدل والحب والخيانة. ويبقى الخيط الرابط هو رجل الأمن المفتش “خميس” المكلف بالتحقيق في قضية الاختفاء والذي- رغم الضغوطات التي تفرضها الظروف- يرفض التعامل بأسلوب القمع والعنف ويشتغل بما يمليه عليه ضميره، مؤمنا بأن “الحب”هو السبيل لمعرفة الحقيقة.
* هل هو امتداد لإصداراتك السابقة أم أنه يشكل قطيعة معها؟
– عند ممارسة الإبداع، يحصل تراكم بالضرورة، ومن الطبيعي أن لا يكرر المبدع نفسه ويعيد ما تقدم من إنتاج. لكل مرحلة إبداعية شواغل وأسئلة حارقة. فبعد استنزاف الحديث عن الذات و لواعجها إن كان على مستوى الشعر أو الرواية أو غيرهما، ينتقل الكاتب أو الكاتبة إلى العناية بالشاغل العام سياسيا واجتماعيا وثقافيا وتتوسع عنده الرؤيا وتتعمق وهو ينتج وفق مشروع مرسوم يحدد مساره الفكري والجماعي.
* ما مدى المتابعة النقدية لما تنشرينه من إصدارات؟
– ليست هناك متابعة نقدية لأعمالي بالمعنى الأكاديمي الذي يعتمد المناهج النقدية والأدوات الفعالة، والذي يتميز بالرصانة، بحيث يسعى للرقي بالمنتوج الأدبي، ما عدا دراستين نقديتين نشرتا في بعض الجرائد الوطنية. بالمقابل كانت هناك قراءات متعددة لأساتذة وقراء متمرسين أحبوا رواياتي، خاصة الرواية الأخيرة “امرأة و خمسة رجال”، منهم من رافقني في لقاءات أدبية دعتني إليها بعض الجمعيات الثقافية قصد تقديم الرواية.
* هل تفضلين أن يكون إصدارك القادم ورقيا أم رقميا؟
– ما من شك في أن المستقبل للكتاب الالكتروني، لكني أفضل أن أصدر القادم من إصداراتي ورقيا وذلك لاعتبارات مختلفة. أولا كل كتاب أصدره هو بالنسبة لي “مولود” جديد. والأم بطبيعتها تحب أن ترى وليدها، تضمه لصدرها، تحضنه وتشتم رائحته. ثانيا أحب أن تقع عيني على كتبي وهي على رف من مكتبتي كلما مررت من أمامها، بجانب كتب لأدباء اأعشقهم. ثم إنه من عادتي أن أحمل دائما نسخة من كتبي في حقيبتي. أنا من الجيل المولع بالكتاب الورقي الذي يعشق رائحة أوراقه ويعشق الكتابة على هوامش الصفحات. هذه المتعة لا يحققها لي الكتاب الالكتروني. علاقتي بالكتاب الورقي تشبه كثيرا علاقتي بالقلم. أنا لا أستعمل الحاسوب إلا بعد أن انتهي من الكتابة بالقلم. للقلم والكتاب الورقي سحر خاص قد لا يتذوقه إلا أبناء جيلي.
إعداد: عبد العالي بركات