بمناسبة الدخول الثقافي.. 5 أسئلة إلى كتاب مغاربة

مالكة عسال: القادم الذي سيهيمن هو الإصدار الإلكتروني

بمناسبة الدخول الثقافي، توجهنا بأسئلتنا إلى مجموعة من الكتاب المغاربة، من أجيال مختلفة، للحديث حول أحدث إصداراتهم وحول المتابعة النقدية ومدى أفضلية الكتاب الورقي عن الرقمي.. إلى غير ذلك من القضايا.
اليوم مع الكاتبة مالكة عسال.

> ما هو أحدث إصداراتك؟
>> قبل الحديث عن آخر ما أصدرته، أنهي إليك أنه سرني جدا وبقوة خبر الدخول الثقافي، وعليه أبارك هذه المبادرة الرائعة، متمنية لكم التوفيق في ما تسعون إليه، كما أثمن اهتمامك ومجهودك، من أجل النهوض بالشأن الثقافي عبر جريدتنا المميزة بيان اليوم..
أما أحدث إصداراتي، فهو كتاب “الشعر الحداثي وإشكالية التنظير”، وهو مقاربة نقدية، حول الشعر الحداثي….صدر في فبراير 2020.

> كيف تعرفيننا به وتقربينا من محتواه؟
>> محتوى الكتاب ينقسم إلى شقين، شق نظري ويتضمن عدة نقاط من ضمنها، دواعي كتابة الشعر، هل هو ترميم لكسور الذات، أم هو توغل الذات في الوجود لإعادة ترتيب فوضاه؟ واضعة الإصبع على اختلاف التعاريف حول الشعر، التي تتفاوت ما بين الشعر كقافية ووزن وموسيقى، والشعر كشعور وتعبير عن عاطفة، أي عن إحساس الإنسان بما يضطرب في خلجاته.. محركة البحيرة الآسنة للشاعر، كيف يرى الشعر، وما هو الشعر بالنسبة إليه، ولماذا يكتبه؟ موضحة أن الشعر تركيبة فنية من أقدم وأرسخ أشكال التعبير، مشترك بين جميع الشعوب، بمحاورته العميقة للذات والفكر والموقف، انطلاقا من المحيط /الواقع، مُعَرّفة في نقطة أخرى بالشعر الحداثي الرافض للغة التقريرية المباشرة، الموشحة بالقرائن التقليدية، إلى شعر تأملي انطلاقا من رؤيا حدسية، تتجاوز الرؤية البصرية بشكل غير مألوف وخارج المفهومات السائدة، تتعانق كلماته في إطار علاقات جديدة تستوطنها شحنات رمزية، ليبني عوالم ينصهر فيها الشاعر بالكون/ بالأشياء.. مع إعطاء صورة حول الشعر الحداثي وخاصياته، وعلاقة المتلقي به، كمبدع ثان بعد المؤلف، يفتق أسراره ويكشف عمق دلالته انطلاقا من زاويته الخاصة، ومنظوره الشخصي، عارضة موقف بعض المتلقين النافرين من هذا اللون من الشعر المبهم، الذي أتت به صيرورة تاريخية وفق عصره الملتبس هو الآخر بالغموض، وما خلفه هذا التجديد من معارك نقدية تضاربت فيها الآراء، ما بين شعراء ونقاد عرب ومغاربة، مُثْرية البحث بآراء وأقوال مغربية وعربية.
والشق الثاني تطبيقي، ويتضمن إطلالة على الشعر الحداثي، من شرفات بعض التجارب المغربية من مختلف ربوع المملكة، ليس من باب الاختيار من حيث التميز، ولا من باب انتقاء الأسماء باعتبارها نماذج مكتملة، وإنما أدرجت ذكورا وإناثا من خلال مواضيع مختلفة، إما من حيث اللغة، أو من موقف نضالي، أو قضايا الإنسان وهمومه، أو تأمل وجودي، أو صور شعرية، أو من اتخذه بلسما لرأب أثلام لم تندمل.. والأسماء التي وشحت صدر الكتاب هي:
مليكة العربي معطاوي، زين العابدين أحمد اليساري، محمد الصابر، المصطفى فرحات، محمد رحو، محمد رشوقي
خالد بوذريف، نور الدين قبة، رشيدة الأنصاري الزاكي (مهاجرة بإيطاليا)

> هل هذا الإصدار هو امتداد لإصداراتك السابقة أم أنه يشكل قطيعة معها؟
>> لا ليس امتدادا لما سبق، ولا هو قطيعة مع الإصدارات السابقة، وإنما تنوع إبداعي، أتت به اللحظة بعد جنون الشعر، وهاجس القصة، والسفر في درب الرحلة، نهلت البعض منه من تجربتي الشعرية، لما كنت أضع إبداعاتي الشعرية على طاولة التشريح،؛ والبعض الآخر من التجارب الشعرية المختلفة، لما أباشرها، أو يضعها بعض النقاد على المحك.. ولما استحسن القراء مواضيعه، وقوبلت بالنشر على بعض الصحف والمجلات الوطنية والعربية، كان ذلك حافزا أقوى إلى مد قنواتي المبتدئة إلى أصول القراءات العاشقة (ما يسمى بالنقد)، والنهل من مشاربها العربية والغربية.

ما مدى المتابعة النقدية لما تنشرينه من إصدارات؟
>> لن أسميها متابعة نقدية مكتملة، وإن كان القراء يرددون أنها كذلك، بل أسميها قراءة عاشقة، أو إبداعا ثانيا، لأن النقد المكتمل، الذي يعتمد لتطوير الحركة الأدبية، ويساهم في السمو بها، يكون أكاديميا، وله أدواته الثاقبة، متشرب للمناهج النقدية على مختلف ينابيعها، ولا أظنني قد حققت هذا الهدف، ومع ذلك لم أغادر الميدان، فبين الحين والآخر، أحاول أن أغرف مما جد في عالم النقد حسب القدر المستطاع، وأباشر ما يصلني من كتب بأمانة.

> هل تفضلين أن يكون إصدارك القادم ورقيا أم رقميا؟
>> لدي إصدار رقمي تحت عنوان “متى نأكل تفاحة آدم”
وهو في عدة مكتبات إلكترونية، يكفي كتابة العنوان في غوغل، ويُلحِقك بعدة مكتبات إلكترونية، لكن لم أستحسنه، رغم أن القادم والذي سيهيمن هو الإلكتروني؛ ولكن أفضل الإصدار الورقي لعدة أسباب، أولا سيحتل أحسن رف من مكتبتي، ثانيا سأقدمه بإهداء لطيف إلى القراء يحتفظ به كتذكار، ثالثا ممكن حمله معي في الأسفار دون قيد أو شرط، رابعا المتعة الكبرى في لمس أوراقه بأناملي.

< إعداد: عبد العالي بركات

Related posts

Top