بنكيران: المغرب مستعد للتعاون مع أمنيستي شريطة احترامها للضوابط التي تؤطر رسالتها النبيلة

فنن العفاني
جدد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، خلال استقباله، مساء أول أمس الخميس، للأمين العام لمنظمة أمنستي الدولية الذي يقوم بزيارة للمغرب منذ الخميس الماضي، التأكيد على انفتاح المغرب التام على المنظمات الدولية وخاصة منظمة العفو الدولية، واستعداده الكامل للتعاون معها والتجاوب مع تقاريرها، شريطة احترام  المنظمة للضوابط التي تؤطر رسالتها النبيلة وكذا القوانين والمساطر السارية المعمول بها في المغرب.
ويأتي هذا اللقاء الذي يعد الثاني من نوعه، لرفع الكثير من سوء الفهم الذي تسرب للعلاقة بين السلطات المغربية ومنظمة أمنستي على خلفية ملف الحملة الدولية التي أطلقتها هذه الأخيرة حول مناهضة التعذيب في عدد من بلدان العالم، من بينها المغرب، والتي وجهت الحكومة، على إثرها، انتقادات لأمنستي.
وتتضمن هذه الانتقادات حشر المغرب في حملة فيها الكثير من التحامل على المملكة التي خطت خطوات كبرى على مسار حماية والنهوض بحقوق الإنسان، خاصة على مسار مناهضة التعذيب.
ودعا رئيس الحكومة، خلال هذا المباحثات التي حضرها وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، ومدير برنامج أمنستي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيليب لوثر، منظمة العفو الدولية للتحقق من دقة وجودة المعلومات التي ترد على المنظمة في إطار صياغة تقاريرها، مجددا استعداد الحكومة المغربية لتقديم كافة التوضيحات اللازمة متى تمت استشارتها في هذا الصدد.
وخلال لقائه بالأمين العام لمنظمة أمنستي، لم يفت بنكيران التذكير بالأشواط الهامة التي قطعها المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، على صعيد تكريس ثقافة حقوق الإنسان وبلورتها في مختلف مجالات الحياة اليومية للمواطنين، بشكل جعل من المملكة مثالا يحتذى في المنطقة ونموذجا تسعى الدول المماثلة إلى الاستلهام من تجربته.
من جانبه، سجل الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، بارتياح، انخراط المغرب في مجموعة من الآليات الدولية في مجال تكريس حقوق الإنسان، وعبر عن تقدير منظمة العفو الدولية للمغرب كنموذج في مجال الدفع بثقافة حقوق الإنسان في المنطقة.
كما سجل الأمين العام لأمنستي الأشواط الهامة التي قطعها المغرب والتغييرات التي طرأت على الصعيد الحقوقي، خاصة مع إنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة، وسن دستور 2011، كما سجل، بارتياح، انخراط المغرب في مجموعة من الآليات الدولية في مجال تكريس حقوق الإنسان، وعبر عن تقدير منظمة العفو الدولية للمغرب كنموذج في مجال الدفع بثقافة حقوق الإنسان في المنطقة.
كما عبر الأمين العام لمنظمة العفو الدولية على تشبث المنظمة بجودة واستمرارية وانسيابية علاقات التعاون التي تجمعها مع المغرب، وأعرب عن استعدادها في هذا الإطار لمراجعة بعض الملاحظات الواردة في تقريرها الأخير للتأكد من صدقيتها.
يشار إلى أن الأمين العام لمنظمة أمنستي الدولية يقوم بزيارة للمغرب تمتد على مدى ثلاثة أيام، حيث التقى خلالها كلا من وزير العدل والحريات، والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ورئيس مؤسسة وسيط المملكة، ورئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، وعدد من البرلمانيين، فضلا عن ممثلي الهيئات الحقوقية والمجتمع المدني.

Related posts

Top