بولمبيك الراكراكي

لم ينس مدرب الفريق الوطني لكرة القدم وليد الركراكي، وهو يقدم شروحاته بخصوص اللائحة التي أعدها استعدادا لمباراتي الغابون ولوسوتو، عادة الدخول في بولمبيك، والإصرار على الرد بطريقته الخاصة، على الجمهور والصحافة على حد سواء…
ففي أول جواب بخصوص دوره مع المنتخب الأولمبي، وخاصة خلال دورة باريس، وعوض توضيح الدور المنوط به فقط، فضل الدخول بمتاهات الردود المجانية، بوصف ما صدر من ملاحظات أثناء مباريات الدورة الأولمبية بـ “البولميك الخاوي”.
والواقع أن الملاحظات التي وجهت في حينها، كانت في مجملها منطقية، بل موضوعية إلى حد كبير، على اعتبار أن العمل كفريق مسألة أساسية ومعمول بها، إلا أن الطريقة التي سلكها “راس لافوكا”، أقل ما يقال عنها “سخيفة”…
فالتنسيق مع المدرب المتواجد بكرسي الاحتياط، لا يمكن أن تتم بطريقة فجة، واستحضار الذاتية أكثر من المهنية، فتطور وسائل التواصل، تعفي من الدخول في نوع من العنتريات انطلاقا من المدرجات، وأمام أنظار العالم، والأكثر من ذلك تكليف المساعد، بمهمة توصيل الملاحظات والتعليمات طيلة 90 دقيقة، أو أكثر، إلى درجة تؤثر على تفكير وتركيز، لا مدرب ولا المساعد، ولا حتى اللاعبين…
كما لوحظ أثناء المباريات، أن صاحبنا كان يصر على الظهور أمام عدسات الكاميرات والمصورين، كما أن الهواتف الذكية للجمهور المتواجد بالمدرجات، كانت ترصد بسهولة، مختلف إشارات وتحركات هذا المدرب، الذي يصر على الظهور خلال لحظات الفوز، إلا انه يختفي فجأة، بعد حصول الهزيمة، كما حدث ضد اسبانيا في نصف النهاية…
صحيح أنه هو المدرب المسؤول عن منتخبي الكبار، ومنتخب أقل من 23 سنة، كما أكد ذلك خلال اللقاء الإعلامي المنعقد أمس الخميس، لكن تنفيذ المهمة كان يقتضي نوعا من إظهار الاحترام اتجاه أفراد الطاقم التقني، وبالدرجة الأولى طارق السكيتيوي…
مباشرة بعد مونديال قطر، أظهر الراكركي عنترية لا مثيل لها، أما بعد إخفاق كأس إفريقيا للأمم بالكامرون، ظهر بشكل وديع، يقدم الاعتذار؛ ويعترف بحدوث أخطاء، إلا انه بعد دورة باريس والفوز بالميدالية النحاسية الأولمبية، عاد لينسب لنفسه هذا الإنجاز، متناسيا الدور الذي كان يقوم المدرب المباشر، اسمه طارق السكيتيوي…
كما لم ينس الافتخار بجدوى عمل يساهم فيه الجميع، ألا وهو إقناع بعض اللاعبين بالانضمام للمنتخبات الوطنية، ما دام هناك عمل جماعي، يساهم فيه أكثر من متدخل انطلاقا من المنقبين والوكلاء والعائلات، ورئيس الجامعة، وغيرها من الأطراف، بما في ذلك جهات غير معلن عنها، إلا أن وليد الركراكي أصر على الحديث عن نفسه، وإرجاع أي نجاح في هذا الملف، إلى شخصه بالدرجة الأولى…
بقي أن نهمس في أذن هذا المدرب الذي يحسب له إجادته تسلق الدرجات، وحرق المراحل، أنه لا الصحفيون ولا الجمهور ولا مختلف المتدخلين، يتابعون عن كثب كل التفاصيل، ويقفون على كل المستجدات، بما في ذلك التميز بين تواريخ الفيفا، والمواعيد التي يبقى التحاق اللاعبين الدوليين، مسألة تتحكم فيها رغبة الأندية التي ينتمون لها…

محمد الروحلي

Top