أظهرت معطيات جديدة للمنظمة الدولية للهجرة عن تراجع أعداد الأشخاص المهاجرين بالقوارب عبر البحر الأبيض المتوسط، إذ لم يتنقل سوى 68 ألف، فيما سجل غرق 1549 فرد، على مدى الثمانية أشهر الماضية من هذه السنة (2018) أي من بداية شهر يناير إلى غاية أواخر شهر غشت الماضي، وذلك مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية (2017) حيث فاق عدد الذين تمكنوا من اجتياز مياه المتوسط، 124 ألف شخص.
وإذا كانت المعطيات قد أظهرت تراجعا في أعداد المهاجرين، فإنها مع ذلك أكدت استمرار المأساة، حيث تم تسجيل غرق 1549 فرد، فيما تم إحصاء نحو 2488 وفاة عبر العالم، من بين الراغبين في الهجرة الذين سجل اختفاؤهم.
وكشفت المعطيات التي قدمتها المنظمة الدولية، أن إسبانيا، تأتي على رأس لائحة بلدان الضفة الشمالية للمتوسط التي وصل إليها المهاجرون، إذ تجاوز عددهم 28 ألف و500 فرد، تليها إيطاليا، التي مقارنة بإسبانيا، وحسب أرقام لوزارة داخليتها، تمكن من الوصول إلى أراضيها فقط 19 ألف و874 شخص، علما أن إيطاليا كانت قد تربعت على صفحات الصحف والمواقع الإعلامية بمختلف أنواعها، إذ يتم تقديمها كأنها البلد المقصد الأول بالنسبة لعدد المهاجرين الذين يصلون لأراضيها عبر المتوسط.
هذا وتحتل اليونان المرتبة الثالثة على مستوى عدد المهاجرين الذين بلغوا إليها عبر البحر الأبيض المتوسط، حيث وصل إليها نحو 18 ألف و700، تتبعها جزيرة مالطا التي لم يتجاوز عدد الأفراد الذين تمكنوا من اجتياز المتوسط والوصول إليها، 705 شخص، فيما جزيرة قبرص لم يتعدى عدد المهاجرين الذين بلغوا أرضيها 172 شخص.
وحسب تعليق لمسؤولي وخبراء المنظمة الدولية للهجرة، وفق إحصاء 42 في المائة من عدد الذين وصلوا للضفة الشمالية للمتوسط، فإن إسبانيا تواصل استقبال أعداد مضاعفة من المهاجرين الوافدين عبر البحر الأبيض المتوسط، وذلك مقارنة باليونان، ولأكثر من ست مرات مقارنة بإيطاليا خلال شهر غشت الماضي، التي سجلت على مستوى عدد المهاجرين الذين وصلوا لأراضيها خلال هذه الفترة، أقل نسبة على مدى الخمس سنوات الأخيرة، حيث في العادة يشهد موسم الصيف تسجيل أكبر نسبة وصول للمهاجرين.
وأضافت فيما يخص إسبانيا التي وصل إليها أكثر من 28 ألف و500 من المهاجرين (بما فيهم نساء، أطفال ورجال)، أن غالبيتهم تم إنقاذها في مياه البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى أن أعداد الأشخاص الذين خاضوا مغامرة الهجرة عبر القوارب غرب البحر الأبيض المتوسط ارتفعت بشكل ملفت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، ففي شهر يونيو قارب عددهم 7 آلاف فرد، حيث سجل تحديدا “6926”، وفي شهر يوليوز تجاوز عددهم رقم 7800 فرد، أما في شهر غشت فقد تراجع العدد قليلا مسجلا رقم 5648 شخص.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة، أن ليبيا تبقى البلد الرئيسي الذي تنطلق منه قوارب المهاجرين نحو أوروبا وتحديدا الأراضي الإيطالية، فبعض من هذه القوارب تصل إلى مقصدها وبعضها الآخر تلتهمه مياه البحر مخلفة ضحايا، مشيرة أن عمليات الإغاثة يتم القيام بها على طول الممر البحري المؤدي إلى جزيرة صقلية، حيث يتمركز مراقبو المنظمة، في أبرز الموانئ التي تصل إليها بواخر الإغاثة، إذ يقدمون المساعدة القانونية للمهاجرين الذين تمكنوا من اجتياز محن البحر، كما يقومون بمراقبة شروط الاستقبال ويقدمون يد العون للسلطات الإيطالية في تحديد هوية الفئات الهشة من المهاجرين وتحديدا الأطفال والنساء.
فنن العفاني