تتميز البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم هذا الموسم، بالعديد من السلبيات الضاغطة على مسارها، من بينها مشكل البرمجة وأخطاء التحكيم وإقالات بالجملة للمدربين، وأيضا كثرة إصابات اللاعبين، وتعدد الغيابات المؤثرة.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن الأغلبية الساحقة من الأندية الوطنية تعاني بنسب متفاوتة من غياب عناصرها الرسمية، خاصة بالنسبة الفرق التي تعرف تعدد المشاركات وطنيا وعربيا وقاريا، إلى درجة لم تتمكن فرق معينة من اللعب بتشكيلتها الأساسية منذ بداية الموسم.
أمام تعدد أنواع الأعطاب، وتجددها في الكثير من الحالات، تطرح بإلحاح العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام، إذ لا يعقل أن يغيب كل هذا العدد الكبير من اللاعبين عن صفوف الفرق، مع ما يترتب عن ذلك من تأثير سلبي من الناحية التقنية، مع العلم أن هناك فرقا تشارك بفعالية على المستويين العربي والإفريقي، على أمل تحقيق تتويج يغني رصيدها ورصيد كرة القدم الوطنية.
طبيعي أن هناك عوامل وأسبابا وراء هذه الحالة السلبية، وهناك مجموعة من القواسم المشتركة بين الأندية، من بينها ما هو مرتبط بتركيبة النادي أو مسؤولية اللاعب نفسه.
فضعف الإعداد قبل بداية الموسم الرياضي، وضغط المباريات، وسوء أرضية ملاعب المباريات، أو تلك الخاصة بالحصص التدريبية، وغياب الوسائل الضرورية الخاصة بالإعداد البدني، وافتقاد اللاعبين للطرق الاحترافية في كيفية استرجاع للطاقة الفردية، كلها عوامل لها تأثير مباشر على الحالة الصحية للاعبين.
أضف إلى ذلك غياب الاهتمام بالجانب الطبي داخل الأندية الوطنية، وعدم الحرص على ضمان الاستمرارية داخل الطاقم الطبي، وأهمية وجود تنسيق بين المعد البدني والممرض والمدلك والمسؤول الطبي، دون أن نستثني هنا احترام اللاعب نفسه لمسؤولية كلاعب يمتهن كرة القدم، والابتعاد عن الهوامش التي تؤثر بصفة مباشرة على بدنه وذهنه.
تعدد الإصابات تعود في بعض الحالات إلى ضعف التكوين بالفئات السنية، وهذا ما يجعل اللاعب معرضا باستمرار للأعطاب، وهذه الإصابات غالبا ما تكون عضلية تتجدد باستمرار، وتحول دون ضمان مسار عادي للاعب.
صحيح أن اللاعب معرض للإصابة، لكون الممارسة تقتضي مجهودا بدنيا، وحدوث التحامات جسدية، وتدخلات تكون في بعض الأحيان عنيفة، وهذا جانب له علاقة بالعوامل التي أسهبنا في ذكرها، وغالبا ما تكون حالات عادية ومعزولة
وعليه، فإن الأسباب متعددة والمسؤولية مشتركة، تتدخل فيها مجموعة من الجوانب المؤثرة بدرجة متفاوتة، وبالتالي فإن تخصيص اهتمام أكثر بهذا الجانب مسألة حيوية.
فهل درجة وعي مسؤولي الأندية الوطنية تمكن من جعل الملف الطبي وصحة اللاعب، وطريقة إعداده وتدريبه، والأرضية التي يتدرب فوقها، في مقدمة الاهتمامات على غرار الأسبقية التي تعطي لصفقات الانتقالات.
سؤال تبدو الإجابة واضحة بل جاهزة وتختصر كلمة واحدة وهي: لا…
محمد الروحلي