توسع عمراني بدون مرافق حيوية بسطات

تعرف مدينة سطات توسعا عمرانيا وتزايدا سكانيا واسعا على مر السنين الأخيرة، فقد امتد البناء على أطرافها خصوصا الغربية والجنوبية بشكل سريع، خصوصا مع سياسة محاربة مدن الصفيح والتي تبلورت في المشروع الوطني “مدن بدون صفيح” كهدم حي قيلز وتعويض سكان بعض الدواوير والتجمعات السكنية العشوائية المجاورة للمدينة، وكذا بناء عدد كبير من التجزيئات والتعاونيات السكنية.
وإذا كان هذا أمر لابد منه وضروري للمدينة بالنظر لكثافة السكانية التي تعرفها من جهة وإعادة هيكلة أحيائها من جهة أخرى، فإنه لم يقترن بما تتطلبه المدينة وساكنتها من مرافق وحاجيات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها. وهي متعددة سنذكر بعضها وسنعود لكل منها في القادم من المقالات. لابد لأحياء المدينة الكبيرة من أماكن للترفيه واللعب والترويح عن النفس توفر للأطفال. لابد لها -أي المدينة-من مناطق خضراء وحدائق في المستوى، لابد لها من دور الشباب و مركبات ثقافية لممارسة الأنشطة الثقافية والفكرية (مسرح – سينما – موسيقى ….). لابد لها من ملاعب رياضية للقرب ومركبات سوسيو رياضية يمارس فيها الشباب هواياتهم الرياضية المختلفة. فهذه المرافق تظل قليلة بشكل ملحوظ ومنعدمة في بعض الأحيان خصوصا إذا استثنينا الجهة الشمالية للمدينة والممتدة الى حدود الغابة المتاخمة لها (ولنا عودة لها) فدور الشباب غير موجودة باستثناء الدارين الوحيدتين الموجودتين منذ زمن طويل وهناك مركب ثقافي وحيد بالمدينة يحتكر كل الأنشطة المنظمة ولا وجود لفضاءات خاصة بالأطفال، باستثناء الفضاءات المفوتة لخواص والمتمركزة شمال وجنوب المدينة والتي لا قدرة للمواطن البسيط على أداء مصاريفها. فلا وجود للمسابح البلدية فالمسبح الوحيد مفوت للخواص ترتاده الساكنة بالسومه التي يريدها أصحابه، وهناك مسبحين آخرين في ملكية أصحابها جنوب المدينة وتتطلب مصاريف مكلفة.
خاصه مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة وعلى ذكر المسابح يجب الإشارة إلى أن المسبح البلدي الوحيد الذي كان موجود بالمدينة قرب الملعب البلدي والذي أعير للأمن الوطني لحين توفر هذا الاخير على فضاء خاص لازال رهينة لدى هذه المصالح ولم يسترجعه المجلس البلدي رغم انصرام المدة.
فبماذا هذه البناية – المسبح-مشغولة؟ الله اعلم. كما أن ملاعب القرب لازالت قليلة جدا بالنظر لشساعة المدينة وكثرة شبابها العاشق لكرة القدم مما يجعله يتخذ من بعض ساحات وشوارع الاحياء ملاعبا يمارس فيها هوايته . يصبح فريسة في أيدي مالكي الملاعب الخاصة نفس الأمر يسري على المناطق الخضراء والحدائق التي تعرف خصاصا وانعداما أحيانا علما أن هناك مساحات فارغه بالعديد من الاحياء يقال والله اعلم . أنها خضراء لكنها في الواقع عباره عن تراب او اكوام من النفايات.
خلاصه القول ما أثرناه من مشاكل التي تعانيها ساكنة مدينة سطات والخصاص المهول في كل المرافق الحيوية التي من شأنها تلبية حاجياتها في كل المجالات تضل هذه المشاكل بعيدة عن إهتمام القائمين على الشأن المحلي بالمدينة كل في اختصاصه ولا يدخلونها في حساباتهم وفي أولويات اهتمامهم وتخطيطاتهم خاصة تصاميم تهيئة المدينة وتعميرها وإسكانها وإلا فما معنى بناء أحياء و تجزئات دون وجود المرافق؟ وكيف يحقق أصحاب هذه المشاريع السكنية أرباحا خيالية بالملايير وتسلم لهم رخص الاسكان دون التفكير في مصلحة الساكنة؟ إن القيمين على شأن هذه المدينة وجب عليهم الاهتمام بحاجيات الساكنة وأن يوقفوا مسلسل تفويت كل شيء، ويتصدوا في وجه لوبيات العقار وإلزامهم بتوفير كل المرافق المذكورة وليس الاغتناء وترك المدينة تسبح في مشاكل لا حصر لها على هؤلاء الحفاظ على ما تملكه الجماعة- إن بقي لهما ما تملك – لصالح المواطنين و لصالح حاجياتهم العديدة.

< محمد الوافق

Related posts

Top