تماما كما حدث مباشرة بعد دورة طوكيو الأولمبية، سارعت جامعة الملاكمة إلى حل الإدارة التقنية التي كان يترأسها المدير التقني للمنتخبات الوطنية عثمان فاضلي، عقب عقدها اجتماعا طارئا حول الإخفاق بدورة باريس الأولمبية 2024.
وذكر بلاغ للجامعة، أن جواد بلحاج، بصفته رئيسا للجامعة، عقد اجتماعا طارئا، مباشرة بعد عودة البعثة من باريس، لـ “الوقوف على مكامن الخلل، وراء الإخفاقات المتعاقبة بهذه الرياضة”.
حدد البلاغ الأسباب التي أدت إلى وضع حد لمهام الإدارة التقنية، في عدم التأهل الذكور للحدث الأولمبي، رغم مرور ثلاث مناسبات، وهي الإقصائيات الإفريقية بالسنغال سنة 2023، والعالمية بإيطاليا شهر مارس ويونيو وبتايلاند من سنة 2024، دون إغفال إخفاق العنصر النسوي بدورة باريس الأولمبية.
كما اعتبر بلاغ الجامعة، أن الإقدام على هذه الخطوة يعد هو بمثابة “احتواء للوضعية بشكل استعجالي، واتخاذ إصلاحات استباقية، بقرارات صائبة، تم اتخاذها في إطار تشاركي، يخدم الملاكمة المغربية في أفق المشاركة بأولمبياد الولايات المتحدة الأمريكية 2028”.
وأعلنت الجامعة أنه سيتم تشكيل لجن وطنية مؤقتة للإشراف على المنتخبات الوطنية لجميع الفئات، والإعلان عن طلب عروض الترشيح على المستوى الدولي، لتحمل مسؤولية قيادة الإدارة التقنية الوطنية.
انتهى البلاغ، والذي لا يختلف في محتواه وأهدافه عن بلاغ قبول الاستقالة التي سبق أن تقدم بها المدير التقني السابق منير البربوشي، مباشرة بعد دورة طوكيو، هذه الاستقالة التي قبلت على الفور، دون متابعة أو محاسبة، مما يعني أنه دفع إلى التخلي عن مهامه، وتحميله بمفرده مسؤولية الإخفاق تسهيلا لمهمة بقاء المكتب الجامعي الذي لازال مستمرا بمهامه، ويمكن أن يستمر كذلك إلى الأولمبياد القادم أو أكثر…
الكل يعرف أن سي جواد بلحاج يتربع على رأس هذه الجامعة منذ 22 سنة خلت، ولا يبدو أنه على استعداد للمغادرة، بعد أن طاب له المقام، مستغلا ضعف الفرق، وسهولة الحصول على تفويض للبقاء بالمنصب، أمام سكوت جهاز حكومي وصي، يبدو أنه يعيش زمنا آخر، غير زمننا…
حسب ما هو متداول، فإن ميزانية الإعداد الأولمبي الخاص بجامعة الملاكمة، فاقت المليار و300 مليون سنتيم، والنتيجة كما تعرفون عدم تأهل الذكور، وتواضع مشاركة الإناث، والذي لم يتحدث عنه بلاغ الجامعة الأخير، هو الأسباب التي أدت إلى مقاطعة بعض الملاكمين الرجال المتمرسين للمراحل الإقصائية، إذ تتحدث مصادر عن رفض المشاركة، احتجاجا على عدم توصلهم بالمستحقات المالية، ورفض المبررات التي قدمها لهم رئيس الجامعة…
موضوع جامعة الفن النبيل، الحاصلة تاريخيا على أربع ميداليات أولمبية، يتطلب مناقشة عميقة، والتطرق لكل الجوانب التي تؤدي فعلا إلى استمرار جهاز جامعي، يؤكد سنة بعد أخرى فشله الذريع، وكأن المشكل كما يتم التسويق له، يكمن فقط في تركيبة الإدارة التقنية، وليس في هيكلة الجهاز الجامعي ككل، جهاز يتحكم في تركيبته منطق الولاءات والانصياع للأوامر، وتنفيذ التعليمات دون مناقشة، ولا البحث في الدوافع والأهداف الحقيقة التي لا تخدم أساسا مصلحة الملاكمة والملاكمين…
فهذه الجامعة تكرس نموذجا صارخا، أصبح يحتذى به بالنسبة لباقي الجامعات، فيما يخص طريقة ضمان البقاء بمنصب المسؤولية لمدة أطول، كيفما كانت النتائج أو المحصلة النهائية، المهم أن الرئيس ومن يدور بفلكه، يربحون الوقت للاستمرار لمدة أطول، في استغلال فادح للقوانين التي يسهل اختراقها وتطويعها، كما يسهل البحث عن ثقوب داخل بنودها الهشة أصلا…
فمن هي الجهة المخول لها مناقشة واقع مثل هذه الجامعات، وما أكثرها، والتي يوجد على رأسها أناس همهم الوحيد البقاء بالمنصب، أما الباقي فمجرد تفاصيل يسهل تجاوزها أو القفز عليها، مادام الجهاز الوصي في واد، والممارسة الرياضية بواقعها الحالي في واد آخر ….
محمد الروحلي