نظمت جمعية “كان يا مكان”، يوم الثلاثاء 29 يونيو الماضي، ندوة عبر الانترنيت بحضور افتراضي لجمهور واسع ومتنوع. وشكلت هذه الندوة فرصة للكشف عن نتائج دراسة حول الآثار متوسطة المدى لمشروع “تنوير” على التلاميذ المستفيدين منه والإعلان عن إطلاق مشروع ” تنوير مضاعف ” الذي يهدف إلى تمكين عشرات الآلاف من الأطفال الإضافيين من الاستفادة من إيجابيات هذا البرنامج المتعددة، وذلك بفضل حشد جهات فاعلة جديدة لضمان نشره على نطاق واسع.
ويعد مشروع “تنوير” مشروعا فنيا وتربويا أطلقته جمعية “كان يا مكان” منذ سنة 2011 في المدارس العمومية المتواجدة في الوسط القروي لفائدة 23000 تلميذ في المدارس الابتدائية، بهدف تعزيز القدرات والمهارات الشخصية والتعليمية لديهم. كما يجسد هذا المشروع رؤية خلاقة لجمعية “كان يا مكان”، إذ تكرس مهمة المدرسة الأساسية والمتمثلة، فضلا عن دورها الكلاسيكي، في تعزيز تنمية قدرات الأطفال ويقظتهم وإبداعهم، من أجل مواكبتهم في مشوارهم ليصبحوا راشدين سعداء ومسؤولين في المستقبل.
وتم اختتام الجزء الأول من الندوة عبر الإنترنت المخصصة لمشروع “تنوير” (عبر مشاهدة الفيلم الذي تم إنتاجه وعرضه في شتنبر 2019 خلال الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس الجمعية) بعرض قدمته أمل الشافعي، الخبيرة الاستشارية في البحث النوعي والكمي، بشأن النتائج الرئيسية لدراسة حول الآثار المتوسطة الأجل لمشروع “تنوير”. وكشفت هذه الدراسة المبنية على مقاربة نوعية، والتي أجريت في صفوف المستفيدين في جهتي أكادير ومراكش، عن العديد من الآثار الإيجابية والمستدامة لمشروع “تنوير” على الأطفال الذين أصبحوا من الشباب البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 20 سنة.
وبهده المناسبة صرحت أمل الشافعي: “لقد تمخضت عن مشروع تنوير أربع فئات رئيسية تهم التأثير الإيجابي في الشباب، إذ ولد فيهم طموحا وموقفا إيجابيا تجاه المستقبل، كما أدى بشكل واضح إلى تسهيل مشوارهم الدراسي وساهم في الحد من الهدر المدرسي، حيث أصبح هؤلاء الشباب جاهزين للاندماج الاجتماعي والمهني بشكل أسهل وهم في طريقهم لأن يصبحوا مواطنين مسؤولين.” .
كما تمكن المشاركون في هذه المناسبة من الاستماع إلى شهادة رشيدة مونتصيف، التي قامت بتنشيط جميع مجموعات التركيز التي تعد جزءا من هذه الدراسة. وقد قالت في هذا الصدد: “لقد أُعجِبت بشدة، أثناء العمل مع مجموعات التركيز التي تهم الشباب، بقدرتهم على التعبير عن أنفسهم بحرية وبقدرتهم على الحلم بحياة أفضل والمضي قدما وبكل ثقة لتحقيق أحلامهم، كما تأثرت بجميع القيم الإيجابية التي استوعبها هؤلاء الشباب الذين ما زالوا يوجّهون حياتهم، سواء أكان ذلك على سبيل التضامن أو الانفتاح أو الاحترام أو المساواة بين الجنسين “.
أما الجزء الثاني من الندوة عبر الإنترنيت فقد تم افتتاحه بعرض يهم جمعية “كان يا ما كان” قدمته السيدة مونية بنشقرون، المديرة العامة للجمعية، تناولت فيه سياق مشروع “تنوير مضاعف ” الجديد وأهدافه ومضامينه. “يعد العمل الهائل الذي تم تنفيذه لإنشاء مشروع “تنوير” ونشره وتحسينه وإثرائه بشكل استمر لمدة 11 سنة سيكون دون معنى لولا مشاركة كل خبرتنا مع الفاعلين الراغبين في وضعه بين يدي المستفيدين منه. فضلا عن ذلك، يروم العمل الذي أنجزناه هذه السنة، والذي شمل إنشاء موقع إلكتروني جديد، غني بالمعلومات، (www.kaneyamakane.com) إلى جانب إطلاق كبسولات ورشة عمل مصورة وكبسولات مشروع “تنوير” الجديد عبر الإنترنت وكذا تعبئة الشركاء (بمن فيهم الشركاء الجمعويون والماليون والمؤسساتيون…)، والسماح لأكبر عدد ممكن من الأطفال بالاستفادة من مشروع “تنوير”، إذ تعبر جميع الأطراف المعنية عن رغبتها في تعميمه، لا سيما من الأطفال الذين يدعون إلى “عدم حرمان أي طفل من هذا البرنامج”. وفي هذا السياق، صرح طفل من مراكش قائلا: “من لم يعرف الأنشطة (هكذا يسمي الأطفال مشروع “تنوير”)، لم يعرف شيء في حياته، بل إنه شخص ضائع”، وفتاة أخرى من أكادير قائلة:” إن مشروع “تنوير” شبيه بالعصا السحرية التي تمس الأطفال لتخرج الكنوز المخبأة بداخلهم.”
وسيتحقق هذا التعميم في المقام الأول من خلال البرنامج المخصص للجمعيات التي سترغب في دمج مشروع “تنوير” كليا أو جزئيا في أنشطتها، وذلك بفضل سيفيرين سوتيير، المسؤولة عن برامج جمعية “كان يا مكان”، التي قدمت جميع المحاور، بما في ذلك جميع المواد التعليمية التي سيتم توفيرها لهم.
في حين خصص الجزء الأخير من الندوة عبر الإنترنيت لتقديم الشركاء الرئيسيين المشاركين في بناء هذه المرحلة الجديدة من عمل جمعية “كان يا مكان”. وتشمل لائحة الشركاء الأساسيين، في المقام الأول، شريكا مؤسساتيا يتمثل في وزارة التربية والتعليم الوطنية في شخص كاتبها العام، بلقاسمي، الذي صرح، خلال تخليد الذكرى العاشرة لتأسيس جمعية “كان يا مكان” التي أقيمت في دجنبر 2019، قائلا: “يشكل المثال الذي نشهده اليوم شهادة حية على أهمية التعبئة من أجل دعم المدرسة المغربية التي تمكننا من تحقيق أشياء رائعة واستثنائية، وما شهدناه اليوم هو مثال يحتذى به. علاوة على ذلك، ستسمح هذه الشراكة على وجه الخصوص بإعادة استخدام العمل، الذي تمت بلورته، من أجل تحقيق غايات أخرى ذات أهمية أكبر”.
ثم تحدث الشركاء الممولون لمشروع “تنوير مضاعف”، بما في ذلك بينيديكت شوتز، مدير التعاون الدولي في موناكو وفيراس موازيني، مدير مكتب الدار البيضاء لمؤسسة دروسوس DROSOS، وهند مجاطي العلمي، مديرة التواصل والمسؤولية الاجتماعية لشركة “فيفو إينيرجي” VIVO ENERGY التي أطلقت شراكة مع جمعية “كان يا مكان” في يناير 2021، عن الدوافع الكامنة وراء دعمهم له.
وصرح فيراس موازيني في معرض حديثه قائلا: “بالنسبة لنا، الإبداع يساعد الأطفال والشباب في مواجهة تحديات الحياة المختلفة، كما تكمن أهمية مشاريع مت قبيل مشروع “تنوير” في قدرتها على تغيير السلوك بشكل ضمني أو علني، وبلا شك، سيسهم هذا المشروع في تشكيل مجتمع أكثر انفتاحا وشمولية وأكثر انخراطًا. ولهذا قدمنا دعمنا لجمعية “كان يا مكان”، لأن فلسفتها تسير في هذا الاتجاه، علاوة على ذلك، أظهر المشروع بشكل جلي أهمية الإبداع كأحد المكونات الأساسية في التنمية الشخصية لدى الأطفال”.
واستكملت الندوة عبر الإنترنت بتدخل كل من محمد الزعري، المدير التنفيذي لمؤسسة زاكورة للتربية المكلف بالبرامج والسيد مروان سبكي، المدير التربوي لأكاديمية “ABT-MF”، ممثلين عن جمعيتين ستكونان أول شريكين في مشروع “تنوير مضاعف”.
وفي الختام، وبعد فسحة من التبادلات والمناقشات، أشعرت مونية بنشقرون عموم المشاركين أنه سيتم تنظيم لقاء جديد في نهاية يونيو 2022 لتبادل النتائج الأولى لهذا البرنامج الجديد.
جمعية “كان يا مكان” تطلق “تنوير مضاعف”
الوسوم