إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أوممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…
< إعداد: عبد الصمد ادنيدن
الحلقة 14
الدكتورة مصطفى مودن.. قطرة دم صدقة قد تنقذ حياة بشرية
شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة فلا بأس من رحمة فئة من المرضى المحتاجين إلى قطرات الدم من أجل استمرار حياتهم فتكون صدقة جارية ينتفع بها. فلا يخفى على أحد منا الصعوبات التي تعيشها مراكز تحاقن الدم لتوفير الدم بجميع أنواعه للمرضى المرابطين في المستشفيات في حالات حرجة، حيث إن نسبة المتبرعين لا ترقى إلى المتطلبات التي هي في تصاعد، خلافا لعزوف المواطنين الأصحاء خصوصا في هذا الشهر الكريم، حيث يعتقد الناس أنه لا يمكن التبرع في يوم الصيام ناسيين أن مراكز التبرع تظل مفتوحة بعد الإفطار. سنتطرق اليوم إلى تنوير الرأي العام بمدى أهمية التبرع بهذه المادة الحيوية لإنقاذ حياة بشرية محتاجة.
يعتبر الدم مادة علاجية في مجموعة من الحالات المرضية التي لا يمكن تعويضها بمادة مصنعة، بحيث لا يمكن علاج الحالات الحرجة إلا بتوفيرها في دقائق معدودة لتفادي الموت. فالنقص المهول الذي قد يترتب على نقص الهيموغلوبين يتجلى في عدم وصول الاوكسيجين إلى خلايا الجسم وبالتالي اتلافها.
كثير منا قد يجهل ما للتبرع بالدم من ايجابيات، فالمتبرع المنتظم يجني فوائد صحية مباشرة بعد تبرعه مساهما في زيادة نشاط النخاع العظمي في تعويض الكمية المتبرع بها بإنتاج كمية جديدة، وبالتالي تنشيط الدورة الدموية وتقليل نسبة الحديد في الدم التي بدورها تحمي من بعض أمراض القلب والشرايين.
في كثير من الفرص سألت بعض المتبرعين عن إحساسهم بعد عملية التبرع فقد أجم كلهم على النشوة النفسية التي يحسون بها من جراء هذه العملية كاحساسهم بأهميتهم المجتمعية في المواطنة الصالحة وتقديم يد المساعدة لحياة بشرية.
قد يتسائل الفرد عن من بإمكانه التبرع بالدم : كل مواطن بالغ غير مسن يتمتع بصحة جيدة خالية من الأمراض المزمنة أو المعدية التي تنتقل عبر الدم يمكن أن يتبرع بدمه مما يجرنا إلى ذكر بعض الأمراض التي لا يمكن معاها التبرع وهي :
1. أمراض نزيف الدم.
2. الأمراض الوراثية.
3 . الأمراض العقلية.
4. أمراض الأنيميا.
5. الحمى الروماتيزمية.
6. الالتهاب الفيروسي للكبد.
7. مريض أو حامل فيروس السيدا.
8. الأمراض الصدرية المزمنة.
9. المرأة الحامل.
10. أمراض الغدة الدرقية.
11. بعض الأمراض المتنقلة جنسيا.
12. مرض الصرع.
13. مريض خضع لعملية جراحية لم يمر عليها أربعة أشهر.
إن مراكز تحاقن الدم أصبحت مجهزة بكل الوسائل لحماية المتبرع حتى لا يتعرض لأي خطر وتستغرق مدة التبرع 10 دقائق يمكنك بعدها مزاولة نشاطك المعتاد مع تجنب المجهود البدني الزائد أو الرياضة العنيفة خلال 24 ساعة بعد التبرع دون نسيان شرب السوائل بكمية زائدة في الساعتين المواليتين لعملية التبرع.
هناك بعض الأشخاص يبررون رفضهم للتبرع بالدم على أنه يعاد فيه البيع، وهذا مبرر خاطئ حيث أن الكمية المتبرع بها تخضع لبعض الصيانة، المعالجة وتحاليل مخبرية مكلفة ليصبح جاهزا للإستعمال، هذه التكلفة يتحملها المريض الميسور أو المؤمن عن المرض المحتاج للدم مع العلم أن المعوزين وأصحاب الراميد يستفيدون مجانا من هذه الخدمة.
يجب الإشارة إلى أن كمية 400 مليليتر المتبرع بها هي كمية ضئيلة بالمقارنة مع مجموع الدم الموجود في جسم الإنسان والذي يقوم بتعويضها خلال ساعات قليلة.
في زمن الكوفيد 19 أصبح المخزون الوطني ضعيف خصوصا بعد فرض الحجر الصحي على المواطن، هذا الحجر الذي لا يجب أن يكون لنا ذريعة لعدم القيام بهذا العمل الخيري تجاه مواطنينا المرابطين في المستشفيات في حالات حرجة، فعملية التبرع هي صدقة جارية تجعلك تعطي استمرارية للحياة البشرية فلا تتوانى في فعل هذا الخير فقد قال الله عز وجل في كتابه الحكيم: “من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا” صدق الله العلي العظيم.