حسنا فعل أوناحي، ولكن…!

تأكد انتقال الدولي المغربي عز الدين أوناحي من فرنسا إلى الدوري اليوناني، وحسب مصادر إعلامية، فإن هذا الانتقال يأتي على سبيل الإعارة، لمدة موسم واحد، مع إمكانية تفعيل بند الشراء…
وحسب نفس المصادر، فإن نادي باناثينايكوس اليوناني، دفع مبلغ ماليا لا يتعدى 500 ألف يورو، ستكون من نصيب أولمبيك مرسيليا، وفي حالة اقتناع الفريق اليوناني بعطائه، فإن يمكن تفعيل خيار شراء العقد من طرف النادي اليوناني، مقابل مبلغ يصل إلى 11 مليون يورو.
فهل يشكل هذا الانتقال الذي يبدو أنه جاء على عجل، منعطفا حاسما في مسار لاعب، يتفق الجميع على قيمته الفنية، وتوفره على إمكانيات فردية مهمة، إلا أنه في حاجة إلى فهم عميق لخصوصية عالم الاحتراف، وما تتطلبه من انضباط والتزام بالأسس التي تشترطها الممارسة على أعلى مستوى؟…
فمنذ انتقاله للدوري الفرنسي، وبالضبط لنادي أولمبيك مرسيليا، لم يتمكن أوناحي من فرض رسميته، إذ ظل حبيس كرسي الاحتياط طيلة موسمين كاملين، إلى درجة أن إدارة النادي فضلت التخلص منه، والبحث بكافة الطرق الممكنة عن سبيل لانتقاله بلا رجعة…
وهنا نطرح بعض التساؤلات، هل كان انتقاله لنادي جنوب فرنسا خيارا موفقا؟ وهل يتحمل وحده مسؤولية الإخفاق في هذا الاختيار؟ وأي دور لعب وكيل أعماله المهدي بنعطية في مسألة توجيه لاعب، كان يبلغ من العمر 22 سنة، عندما لفت الأنظار بمونديال قطر 2022؟
أسئلة كثيرة تحيط أجوبتها بمسار هذا اللاعب الذي يشكل ركيزة أساسية بتشكيلة المنتخب المغربي لكرة القدم، وعلى هذا الأساس تم الحرص على تواجده في كل المباريات الدولية، سواء الإعدادية أو الرسمية، على أمل استعادة مستواه وفرض رسميته بالأندية التي يلعب لها…
هناك نقطة حسنة تحسب لأوناحي، وتتجلى في معارضة انتقاله للدوري القطري، وهو الرفض الذي تطور إلى خلاف حقيقي مع وكيله، هذا الأخير يبدو أنه فكر في العائد المالي الذي يمكن أن تحصل عليه وكالته، أكثر من التفكير في مصلحة اللاعب، ومستقبله الرياضي…
وهنا يتبين أن أوناحي كان ضحية اختيار أول قاده لمرسيليا، ولولا الانتباه إلى تحوله لمجرد بضاعة تدر عائدات مالية، أكثر من مناقشة مصيره كلاعب، لا زالت تنتظره سنوات مهمة من الممارسة، لتحول إلى الخليج العربي، موقعا بذلك خيار اعتزاله المبكر ….
برافو أوناحي، والفرصة الآن أمامه لأخذ المكانة التي يستحقها كلاعب متميز، لكن عليه تغيير نمط حياته من أجل كسب القيمة التي يستحقها بعالم الاحتراف الأوروبي…

محمد الروحلي

Top