حقق الفريق الوطني المغربي لكرة القدم مساء الجمعة الماضي، انتصارا مستحقا على حساب منتخب إفريقيا الوسطى، بنتيجة ساحقة وصلت 4-1 لحساب الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم إفريقيا الكاميرون 2022، على أن يخوض يوم الثلاثاء القادم، مباراة العودة بمدينة دوالا الكاميرونية.
على المستوى الرقمي، النتيجة تبدو جد مطمئنة، إلا أن طريقة اللعب والتوظيف والأخطاء المرتكبة، تطرح الكثير من الملاحظات التي تسائل الطاقم التقني بقيادة المدرب وحيد خاليلوزيتش، والدليل أن الفريق الضيف الذي لا يعتبر من أقوياء القارة، تمكن من التسجيل بالجولة الأولى، وكان بإمكانه توقيع هدف ثان، بعد انفراد مباشر بالحارس مع بداية الجولة الثانية، إلا أن تدخلا موفقا من ياسين بونو حال دون ذلك.
كما كان بإمكان حكم اللقاء الإعلان عن ضربة جزاء واضحة، لفائدة هذا المنتخب المصنف 118 عالميا، وبالتالي، فإن إعادة بناء منتخب وطني جديد مختلف عن المنتخب الذي أشرف عليه المدرب السابق هيرفي رونار، تبدو عملية غير سهلة أو ميسرة، إلا أن هناك العديد من المؤشرات الإيجابية التي تسمح بإمكانية التفاؤل، والوصول إلى تحقيق الهدف الأساسي، ألا وهو تكوين تشكيلة نموذجية قادرة على التنافس بقوة، وعلى أعلى مستوى.
مباراة مساء الجمعة، أظهرت أن المنتخب المغربي عانى دفاعيا، فغياب ظهير أيسر متمكن، خلق ارتباكا واضحا على مستوى الخط الدفاعي ككل، فالرمي بسايس نحو الجهة اليسرى، أضعف كثيرا وسط الدفاع، وبالتالي فلا الجهة اليسرى كانت مؤمنة، ولا وسط الدفاع حافظ على مناعته، كما أن زهير فضال الذي لعب إلى جانب سامي ماي، لم يكن موفقا بالمرة.
بوسط الميدان، لوحظ أيضا نفس الارتباك، فتوظيف برقوق لم يكن موفقا خاصة بالجولة الأولى، كما أن عادل تعرابت ظل تائها، ولم يقدم حقيقة المطلوب خاصة على مستوى النزالات الثنائية، ولم يوفق في تقديم كرات سهلة نحو الخط الأمامي، وحده سفيان أمرابط الذي كان متميزا كالعادة، قام بدوره كاملا، ورغم أنه عانى من الثغرات التي كانت تظهر بين الفينة والأخرى بجناحي الدفاع.
مقابل هذه الأخطاء والهفوات والثغرات، كانت هناك إشرقات جميلة، قدمها النجمان حكيم زياش وأشرف حكيمي، اللذان كانا في مستوى منحهما حرية التحرك من طرف المدرب، ليشكلا بحق قوة حقيقية داخل النخبة المغربية، وكانا مفتاح الفوز البين من حيث الحصة، لكن في غياب الإقناع المطلوب كمجموعة.
وحيد خاليلوزيتش عبر عن عدم رضاه، بسبب الطريقة السيئة التي استقبلت بها شباك أسود الأطلس هدف التعادل، مؤكدا أن هذا المعطى كاد أن يمنح ثقة أكبر لعناصر منتخب إفريقيا الوسطى، وهو تصريح يختزل حالة عامة من عدم الرضا داخل الأوساط الرياضية على الصعيد الوطني.
والمطلوب الآن الاشتغال كثيرا قصد معالجة الاختلالات التي ظهرت خلال مباراة إفريقيا الوسطى، ولعل أبرزها إيجاد العناصر القادرة على ملء الثغرات التي تعاني منها التشكيلة الأساسية، ولعل أبرزها الجهة اليسرى، والبحث عن لاعب وسط بمهام دفاعية، إلى جانب المتألق أمرابط، بالإضافة إلى الاجتهاد أكثر في مسألة التوظيف، وذلك بوضع كل لاعب في المكان المناسب لإمكانياته البدنية والتقنية، ووضع حد نهائي لما يسمى ب “البريكولاج”.
>محمد الروحلي