حصيلة تفرض قرارات جريئة

انتهت المشاركة المغربية بدورة باريس الأولمبية الصيفية، واحتلال المرتبة الـ60، بتحقيق ميداليتين، واحدة ذهبية لسفيان البقالي، وأخرى نحاسية لمنتخب كرة القدم…
وقد أثارت هذه المشاركة، الكثير من الانتقادات وردود الفعل الغاضبة، أجمعت على ضرورة إحداث تغيير جذري، على مستوى المنظومة الرياضية عموما…
ومناقشة هذه الحصيلة، بما لها وما عليها، تنطلق من نوعية الميداليتين المحصل عليهما، وغياب أي تطور بالنسبة لأنواع، تحول مجرد حضورها وتحقيق الحد الأدنى، إلى مكسب مهم، يسجل ضمن خانة المكتسبات…
بالنسبة لألعاب القوى؛ فما زلنا نعتمد على إنجازات العداء العالمي سفيان البقالي، والضرورة تفرض إعادة النظر في مسألة إعداد الخلف، قصد العودة إلى بقوة لمنصات التتويج…
أما ميدالية كرة القدم، فتستمد قيمتها من كونها تمثل الرياضات الجماعية، الغائبة عن هذا الموعد الكوني، منذ عقود خلت، إذ يعود أول وآخر حضور إلى سنة 1968، عندما تمكن منتخب كرة السلة من التأهيل لدورة مونتريال.
ومنذ ذلك الحين كان لزاما على كل الرياضات الجماعية العاجزة عن التنافس وتحقيق التأهيل للدورات الأولمبية، فبالأحرى التنافس على الميداليات والمراتب الأولى، البحث عن سبل التطوير وتطوير آليات التكوين والإعداد الجيد…
وجاء منتخب كرة القدم المتعثر في أغلب مشاركاته السابقة، ليعيد كتابة التاريخ، بمداد يشرف هذه الرياضة التي تعيش طفرة وطنية غير مسبوقة، بعد الفوز بميدالية نحاسية، تقاس بالمعدن النفيس، بالنظر لأهميتها وتوقيتها، والزخم الذي منحته لجيل من اللاعبين الموهوبين المؤهلين لتشكيل الخلف، وامتلاك القدر على أخذ المشعل، من جيل حكيم زياش ويوسف النصيري وسفيان أمرابط وغيرهم…
تألق كرة القدم، عوض الإخفاق المدوي للملاكمة صاحبة أربع نحاسيات، بدورات سيول وبرشلونة وسيدني وريو دي جانيرو، أما الآن، فهناك تراجع مهول يتطلب محاسبة جامعة، يصر رئيسها ومن معه على الاستمرار بالمنصب منذ 23 سنة خلت، ومقابل الاعتراف بالفشل، نجد هذا الرئيس الأبدي يبحث كالعادة عن كبش فداء، فبعد البربوشي المقال على خلفية حصيلة دورة طوكيو، جاء الدور على فضلي بعد دورة باريس، وكأن جواد بلحاج الجاثم على هذه رأس الجامعة منذ أكثر من عقدين من الزمن، لا مسؤولية له، ولا يتحمل أي دور في هذا التراجع الخطير الذي أصبحت تعرفه رياضة الفن النبيل…
ما يحدث بجامعة الملاكمة، يمكن أن يقاس عليه بالنسبة للواقع المؤسف الذي تعيشه باقي الجامعات التي يصنف رؤساؤها ضمن خانة «الخالدون» بمناصب المسؤولية، رؤساء غير مستعدين للتنازل والاعتراف بالفشل، مع ضرورة فتح المجال أمام تغيير أصبحت تفرضه سيرورة الحياة، وذلك بمنح الفرصة لطاقات وكفاءات أخرى، مؤهلة لقيادة تغيير يفرضه هذا التطور المتلاحق الذي تعرفه الرياضة الدولية، وصناعة البطل على المستوى العالمي.

>محمد الروحلي

Top