ديربي الإياب.. بين طموح الرجاء وأفضلية الوداد

لا حديث في الشارع البيضاوي هذه الأيام إلا عن مباراة إياب ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال التي ستجمع السبت المقبل بالمركب الرياضي محمد الخامس بين قطبي كرة القدم المغربية الرجاء والوداد، في كلاسيكو عربي قوي سيجرى على صفيح ساخن في الميدان وعلى المدرجات، مما سيضمن فرجة أكيدة سيستمتع بها الجمهور الرياضي في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج .
ويجمع المتتبعون الرياضيون على أن لقاء الإياب سيتميز بالكثير من الإثارة والتشويق، ذلك أن نتيجته النهائية ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات، لكون لقاء الذهاب الذي انتهى بالتعادل الايجابي (1-1) يعطي تفوقا نسبيا للوداد باعتبار الهدف المسجل خارج الميدان، مما سيجبر فرق الرجاء على الاندفاع نحو شباك الخصم من أجل التهديف، في حين سيكون الوداد مدعوا للحفاظ على تفوقه النسبي إما بالحفاظ على نظافة شباكه أو تحقيق الفوز بأية نتيجة .
ويدخل فريق القلعة الخضراء هذه المواجهة الحاسمة في ظل متغيرات تقنية هامة شملت على الخصوص الاستغناء على خدمات المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون جراء توالي النتائج السلبية، وتعويضه بابن الفريق الإطار التقني المغربي جمال السلامي الذي سيدخل تحديا كبيرا يتمثل في إرجاع الفريق إلى سكة الانتصارات والتي ستكون أولى حلقاتها التأهل إلى دور الربع من بوابة الغريم التقليدي الوداد.
بالمقابل، ينتظر أن يستعيد زوران مانولوفيتش خدمات ثلاثة لاعبين من العيار الثقيل، بعد عودتهم لاستئناف تداريبهم بشكل عادي علما أنهم غابوا في وقت سابق بسبب الإصابة، ويتعلق الأمر بكل من رجل الوسط المتألق وليد الكرتي والجناحين بديع أووك، وإسماعيل الحداد .
وفي انتظار إياب حارق يعد الجميع بالقوة والندية والإثارة، ينتظر المتتبعون بشوق معاينة فصل جديد من فصول التنافس الأبدي بين جماهير الغريمين البيضاويين، حيث ستكون مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس أو ملعب الرعب مسرحا لعرض آخر إبداعات مجموعات الالتراس، التي خطفت الأنظار خلال لقاء الذهاب وجعلت المتتبعين العرب في حيرة من أمرهم أمام جمالية الصورة وروعة الإبداع الجماعي، بل وسافرت بهم إلى عوالم التشجيع الاحتفالي الاستثنائي التي لا يمكن مشاهدته إلى في ملاعب البونبونيرا في الأرجنتين و ماراكانا في البرازيل و السان سيرو في ايطاليا .
ومع انطلاق العد العكسي للموعد الحاسم شرعت مجموعات الالتراس في تعبئة الأنصار وإعداد التيفوهات واللوحات التشكيلية وما يرافق ذلك من أغاني حماسية غالبا ما تضفي جمالية على الديربي الذي يعد بشهادة المراقبين من أقوى الديربيات العالمية وأكثرها متابعة، وهو ما شكل فرصة أمام الاتحاد العربي لكرة القدم للترويج بشكل أكبر للمسابقة التي يشرف على تنظيمها.
والواقع أن هذا التنافس الشريف المنقطع النظير عربيا وإفريقيا بين جماهير القلعتين الخضراء والحمراء أضفى قيمة استثنائية على الديربي البيضاوي في حلته العربية، ذلك أن أجواءه الحماسية و الدافئة عكست بما لا يدع مجالا للشك أن جماهير الفريقين كانت و لاتزال وستبقى علامة مسجلة على الصعيد العالمي، وهو ما ستعمل مجموعة قنوات ابو ظبي الرياضية مجددا على رصده من خلال تغطية استثنائية ستوظف فيها إمكانيات تكنولوجية ضخمة غير مسبوقة، لتعكس كل هذه القيمة وكل هذا التميز والذي يجعل من المملكة المغربية بالفعل بلدا استثنائيا.
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد العربي لكرة القدم عين مؤخرا طاقما تحكيما لإدارة هذا اللقاء سيتكون من حكم الوسط محمود البنا، بمساعدة مواطنيه تحسين أبو السادات كمساعد أول، وأحمد حسام كمساعد ثاني، إلى جانب الحكم الرابع أمين عمر.

***

استعدادات مكثفة

واستعداد للمواجهة الحارقة، فضل السلامي رفقة طاقمه المساعد المكون من يوسف السفري وهشام أبو شروان الدخول بالمجموعة الرجاوية في معسكر تدريبي مغلق ببوزنيقة، ابتداء من اليوم الخميس وإلى غاية يومه السبت، موعد المباراة، علما أن هذه الاستعدادات ستشهد غياب كل من عمر بوطيب وعمر العرجون، بسبب الإصابة وعبد الإله الحافيظي جراء فقدانه للتنافسية .
في حين، فضل فريق الوداد التنقل إلى مراكش لخوض معسكره الإعدادي بعيد عن الضغوطات، حيث أجرى مقابلة ودية مع فريق بيراميدز المصري انتهت بالتعادل السلبي (0-0).
وشكلت المباراة مناسبة أمام مدرب الوداد الصربي زوران مانولوفيتش لإقحام مجموعة من اللاعبين الاحتياطيين الذين يمكن أن يزج بهم في هذه المباراة الحاسم في ظل افتقاد القلعة الحمراء لخدمات مجموعة من اللاعبين الرسميين في مقدمتهم رجل الوسط صلاح الدين السعيدي، والمهاجم أيمن الحسوني، بداعي الإصابة، علاوة على المدافع الأيمن عبد اللطيف نصير ومتوسط الميدان يحيى جبران، بسبب العقوبة الانضباطية للاتحاد العربي.

***

8 لاعبين يغيبون عن الديربي

ستشهد مباراة الديربي البيضاوي في ثوبه العربي، غياب مجموعة من العناصر الأساسية عن فريق الرجاء والوداد.
وستعرف تشكيلة الوداد غياب خمسة لاعبين، ثلاثة منهم بداعي الاصابة ويتعلق الأمر بكل من صلاح الدين السعيدي، وليد الكرتي ثم زهير المترجي، فيما يغيب عبد اللطيف نصير ويحيى جبران، بسبب العقوبة الانضباطية للاتحاد العربي .
بالمقابل، يفتقد فريق الرجاء ثلاثة لاعبين أساسيين خلال المواجهة المذكورة ويتعلق الأمر بعمر بوطيب، وعمر العرجون ثم عبد الإله الحافيظي، فيما يسجل عودة محمود بنحليب الذي غاب عن مياراة الذهاب بسبب قرار من المجلس التأديبي للفريق الأخضر.

Related posts

Top