بالرغم من أن عقد هيرفي رونار مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، تجدد تلقائيا، مباشرة بعد التأهل لمونديال قطر 2022، إلا أن السماسرة دخلوا السوق مبكرا، بالترويج لإمكانية عودة المدرب الفرنسي قصد الإشراف مجددا على الإدارة التقنية للفريق الوطني المغربي لكرة القدم.
نتحدث هنا عن الوكيل الجزائري فريد عياد الذي رافق رونار طيلة المدة التي درب فيها “أسود الأطلس”، ومارس وظيفته بحرية مطلقة، مستغلا علاقته الخاصة جدا مع هذا المدرب، علاقة حول بفضلها منتخبا وطنيا بكامله، إلى وسيلة لإبرام الصفقات والكسب المالي السريع.
إلا أن هذه الحرية المطلقة التي وجدها هذا السمسار داخل المنتخب المغربي، لا يبدو أنها توفرت له وسط المنتخب السعودي، ليتم التفكير في تغيير الأجواء بحثا عن فضاء أرحب، وفي هذه الحالة، فإن وجهة المغرب، تعتبر أفضل نظرا لعدة اعتبارات بناء على التجربة السابقة، ومعطيات ناجحة بالنسبة له.
وعلى ما يبدو، فإن نفس الهموم أصبحت تؤرق مضجع الإطار الفرنسي الذي قضى سنوات رائعة كمدرب المنتخب المغربي، ولا يمكن إلا أن يحن هذا “البوكوص” لاستعادة “الحياة السعيدة” التي عاشها بكثير من التفاصيل الرائعة بالنسبة له، سواء بأماكن مراكش الحمراء الحالمة، أو مدن مغربية أخرى، والأكثر من ذلك، فإن السفر المستمر والمتكرر بالسنغال البلد القريب إلى قلبه، لا يتطلب سوى ساعتين بالطائرة.
إلا أن كل هذه التفاصيل الخارجة عن الإطار الرياضي الصرف، لا تبدو متوفرة بالديار السعودية، ومن تم هناك تفكير في تغيير الأجواء بعد مونديال قطر، أو بعد كأس أمم آسيا سنة 2023.
إلا أن المثير في هذا المخطط المدروس، هو شن الحرب استباقية على محمد مقروف، مستشار رئيس الجامعة فوزي لقجع، والإعلامي المعروف بكفاءته وتجربته الغنية، ومساره المشرف كقيمة وطنية، يقدم خدمات جليلة للجهاز الجامعي، إطار من مستوى عال وضع نفسه في خدمة الصحفيين، سواء المغاربة أو الأجانب، بتسهيل مهامهم على أساس الاحترام المتبادل، وأخذ المسافة المطلوبة كما تحددها وظيفة كل طرف.
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذه الحالة، لماذا مقروف بالذات، وليس غيره؟ ولماذا الانتظار كل هذه المدة الطويلة للخروج بتصريح غير مبني على أي أساس؟ أسئلة تختزل الإجابة عنها، في حقيقة واحدة، هو أن مقروف خبر المجال الإعلامي جيدا، ويعرف كيف تدار الأمور بالكواليس، ويرفض الاستغلال المقيت للإعلام، وتحويله إلى وسيلة للسمسرة والابتزاز وإبرام الصفقات، على حساب منتخب يمثل شعبا بكامله.
“فهمتو دابا” أسباب النزول، ومنطلقات المؤامرة، وحقيقة المتآمرين سواء من الداخل أو الخارج…
>محمد الروحلي