تنتهي يومه الأربعاء زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب بدعوة كريمة من جلالة الملك محمد السادس.
زيارة الرئيس الفرنسي تأتي كتتويج لموقفه الصريح والإيجابي من سيادة المغرب على صحرائه. وعل هذا الأساس شكلت الزيارة خطوة نحو فتح أفق واسع للشراكة بين البلدين، وإعلانا عن انتهاء مرحلة التوتر وبداية فصل جديد في عهد العلاقات بين الشريكين التقليديين.
علاقات ثنائية مغربية فرنسية تنطلق اليوم بنفس جديد يتخطى تداعيات مرحلة من التوتر دامت لأكثر من عامين، وتحمل معها الكثير من التوقعات ضمن استعداد باريس لمواءمة مصالحها مع مصالح المغرب، وعلى رأسها تعزيز الشراكات الاقتصادية بين البلدين ودعم الاعتراف الفرنسي بالسيادة المغربية على الصحراء، إضافة إلى القضايا المتعلقة بالتعاون الأمني ودعم الأجيال الشابة وتعزيز قيم الفرنكوفونية.
ويرى مراقبون أن زيارة الدولة والهالة التي أحاط الإليزيه بها حلول ماكرون بالرباط، خاصة بعد الاعتراف الفرنسي الواضح بمغربية الصحراء، سترتقي بالعلاقات المغربية الفرنسية إلى مستوى جديد من الشراكة، مختلف عن علاقات فرنسا مع باقي الدول الإفريقية، لكونها ستمنح زخما جديدا لهذه العلاقات، وستضعها على نقطة تحول تاريخية على المدى القريب.
فمن خلال حجم الاتفاقيات التي تم توقيعها والبالغ عددها 22 اتفاقية، ومن خلال نوعية هذه الاتفاقيات وقوّتها، من المرتقب أن تتعزز جسور العلاقات المغربية – الفرنسية، الضاربة في التاريخ، وأن تتقوى العلاقات الاقتصادية لتبلغ آفاقا مستقبلية رحبة، بدليل أن الوفد الهام الذي رافق ماكرون، والذي ضم العديد من السياسيين والدبلوماسيين بمن فيهم وزير الداخلية ووزير الدفاع والأركان، بالإضافة إلى العسكريين ورجال المال والأعمال والمثقفين، ما يعكس حجم وثقل الاتفاقيات الإستراتيجية التي تم توقيعها بين مسؤولي البلدين، وما يؤكد وعود باريس السابقة بكونها تقف إلى جانب المغرب في الاستعدادات المتعلقة بكأس العالم لسنة 2030 بدليل أن عددا من رؤساء الشركات الكبرى رافقت ماكرون كشركة الطيران «أيرباص» و«إنجي» و«سافران» و«توتال إنيرجي» و»سوييز»، و«فيوليا» و«تاليس» وشركة «ألستوم» المتخصصة في القطار السريع والسكك الحديد.
ويبقى الموقف التاريخي لفرنسا من قضية الصحراء المغربية أهم النقاط التي ظلت تشد الاهتمام طوال زيارة الرئيس الفرنسي الذي أكد في خطابه أمام نواب الأمة «إن الحاضر والمستقبل في أراضي الصحراء يندرج تحت سيادة المغرب». وهو موقف تاريخي وهام جدا لكونه صادر عن دولة عضو دائم بمجلس الأمن، وفاعل مؤثر في الساحة الدولية ، وسيفتح الباب على مصراعيه لاختصار المسار الإيجابي للحل النهائي لقضية الصحراء المغربية.
مصطفى السالكي