بيان24: عبد النبي الطوسي
تم مؤخرا، العثور على جثة متفحمة وسط أرض فلاحية بجماعة بني خلوق قيادة بني مسكين الغربية دائرة البروج إقليم سطات، وبعد التشريح تم تحديد هوية صاحبة الجثة، وهي سيدة قدمت من هولندا عبر الطائرة إلى مراكش ومن ثمة أخذت القطار إلى مدينة الجديدة ومنها وبواسطة سيارة الأجرة انتقلت إلى سيدي بنور حيث يوجد منزل عائلتها الذي قضت به الليلة لتغادره صباح اليوم الموالي في اتجاه مدينة الجديدة ثم إلى البيضاء حيث اختفت عن الأنظار.
لم تعد الضحية تجيب عن الهاتف، لتبدأ رحلة البحث عنها من طرف أفراد عائلتها خاصة ابنتها الوحيدة المتواجد بالديار الهولندية.
وحسب مصدر مطلع، فإن الأبحاث والتحريات التي باشرتها عناصر الدرك الملكي قادتها إلى تحديد هوية المشتبه به، وذلك بعد الاستماع إلى مجموعة من الاشخاص من أبناء المنطقة أكدوا أنهم وقبل اكتشاف الجريمة  بقليل، طلب منهم شخص المساعدة لإخراج سيارته التي كانت عالقة بالقرب من مكان العثور على الجثة، وأعطوا مجموعة من الأوصاف المتعلقة بهذا الشخص الذي لم يكن سوى “س غ” الذي كان يهتم بخدمتها عندما تحل بأرض الوطن. هذا الشخص، يقول المصدر، تم إصدار مذكرة بحث وطنية في حقه والبحث عنه وتفتيش منزله، عمل على تسليمه نفسه لعناصر الامن بحي البرنوصي، التي عملت على تسليمه إلى رجال الدرك.
واستنادا إلى هذا المصدر، فإن المشتبه به، أفاد انه تعرف على الضحية لما يقارب ثلاث سنوات، وتوطدت معرفتهما بعد أن طلبت منه طلاء مسكنها، وبعد سفرها تبادلا الاتصالات الهاتفية وفي كل مرة كانت تحل بالمغرب كان يستقبلها بالمطار ويعمل على نقلها بواسطة سيارتها وقضاء حاجياتها وقضاء اليوم معها كاملا، كما انه اصبح يرافقها في جميع تنقلاتها مرة لوحد ومرة بمعية ابنتها التي عمل على إحضارها من المطار رفقة صديقتها. ويقول نفس المصدر، أن المشتبه به خلال التحقيق صرح أن العلاقة تطورت بينه وبين الضحية إلى علاقة عاطفية، إذ تحدثا عن الزواج والهجرة معا إلى الديار الهولندية، إلا أنها طلبت منه عدم البوح بعلاقتهما حتى الوقت المناسب.
وعن الحادث، يقول ذات المصدر، أن المتهم أفاد بأن الضحية اتصلت به وأخبرته بأنها حلت بأرض الوطن وستقضي ليلتها مع أفراد عائلتها بسيد بنور، وأن لها مشاكل مع إخوانها حول الإرث خاصة “ب”، وانه وبنفس الليلة اتصل به أخوها “ب” يشتكي هو الأخر من نفس المشاكل وعرض عليه قتلها مقابل اخذ نصيبها من الإرث الذي هو عبارة عن شقة، ليوافق على العرض، حيث التقى هو وأخاها في اليوم الموالي، بمحطة القطار عين سبع حيث كان ينتظر وصول الضحية التي اخبرها بأنه يريد إجراء مصالحة بينها وبين أخيها، وانتقلوا جميعا على متن سيارة تخص أخ الضحية.
واستطرد نفس المصدر، أن المتهم خلال التحقيق صرح أنه عندما توقفت السيارة بمكان الحادث، ترجل منها وأخذ مفتاح البراغي”كروازي”من الصندوق الخلفي ووجه به ضربة للضحية على مستوى الرأس، فيما حمل أخوها “ب ش” آلة حديدية ووجه لها ثلاث ضربات على مستوى الرأس وسحبها من السيارة  ورمى بها أرضا، وحاولا بعدها الفرار إلا أن السيارة علقت، مما اضطر معه إلى طلب مساعدة من الساكنة المجاورة، وطلب من أخيها التواري عن الأنظار.
وتابع ذات المصدر، أن المتهم أفاد بأنه اختفى عن الأنظار، وعاد بعدها لأخذ أخ الضحية الذي اخبره انه قام بحرق جثة الضحية، ليغادرا معا مكان الحادث، ويفترقا بمدينة سطات، مشيرا، إلى انه في اليوم الموالي عاد إلى مدينة سطات وعلم أن الدرك والشرطة حضروا إلى منزله ويبحثون عنه فقام بتسليم نفسه.
وأضاف الصدر عينه، أن المتهمين تم الاستماع إليهما وإحالتهما على انظار النيابة العامة لدى استئنافية سطات بعد انتهاء تدابير الحراسة النظرية، من اجل القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد وتشويه الجثة وحرقها، وطمس معالم الجريمة للمتهم الأول، والمشاركة بالنسبة للثاني الذي تم وضعه تحت تدابير المراقبة القضائية، في انتظار جلسة التحقيق التفصيلي التي حددت بتاريخ 19 يناير المقبل.