بدءا بمشترياتنا عبر الإنترنت، وصولا إلى مراقبة مدخل الدار. أمازون موجودة في كل مكان. واليوم تطمح إلى الهيمنة على الرعاية الصحية وتطبيقات المنزل الذكي.
لا شيء يوقف طموح أمازون للوصل إلى كل مكان وتقديم خدماتها في كل المجالات، حيث كشفت في الأسابيع الأخيرة عن خطط لاستثمار مليارات الدولارات في عمليتي استحواذ وصفتا بالعملاقتين. في حال تم الاتفاق حولهما سيوسعان من وجودها في حياة المستهلكين.
وتستهدف أمازون بصفقاتها مجالين هما الرعاية الصحية، من خلال استحواذها على ما قيمته 3.9 مليار دولار من شركة الرعاية المصنفة الأولى “وان ميديكال”، و”المنزل الذكي”
حيث تخطط لتوسيع وجودها القوي بالفعل من خلال اندماج بقيمة 1.7 مليار دولار مع “آي روبوت” مطور “رومبا” الشهير.
وليس مستغربا أن تثير الشركة، المعروفة بمجموعتها الواسعة من المعلومات حول المستهلك، المزيد من المخاوف حول الخصوصية بهذين الاندماجين، وحول الطريقة التي تجمع بها بياناتها وما تفعله بها. على سبيل المثال، يستخدم أحدث خط من رومبا أجهزة استشعار ترسم خرائط وتتذكر مخطط أرضية المنزل.
وتشير بعض التقديرات إلى أن عملاق البيع بالتجزئة يسيطر على ما يقرب من 38 في المئة من سوق التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة، مما يسمح له بجمع بيانات دقيقة حول تفضيلات التسوق للملايين من الأميركيين وغيرهم في جميع أنحاء العالم.
هل يمكن أن نوقف سيطرة عمالقة الإنترنت على بياناتنا الخاصة واستعمالها في التسويق والإعلانات أم أن الأمر أفلت من أيدينا؟
ويراقب Ring، الذي اشترته أمازون في عام 2018 مقابل مليار دولار، مداخل الأبواب ويساعد الشرطة على تعقب الجريمة، بغفلة عن المستخدمين.
وحاولت أمازون تهدئة المخاوف بقولها “نحن نتعامل مع توقيع راحة يدك تماما مثل البيانات الشخصية الحساسة للغاية الأخرى، ونحافظ عليها آمنة باستخدام أفضل الضوابط الأمنية التقنية والمادية في فئتها”.
وتهدف أمازون، مثل أي شركة، إلى النمو. في السنوات القليلة الماضية، اشترت الشركة شركة واي فاي الناشئة “ييرو” ودخلت في شراكة مع شركة البناء “لينر” لتقديم منازل تعمل بالتكنولوجيا. ومع آي روبوت، ستحصل على لبنة بناء أخرى للمنزل الذكي النهائي، وبالطبع المزيد من البيانات.
يمكن للعملاء عدم السماح لـ”آي روبوت” بتخزين تخطيط لمنازلهم. لكن المدافعين عن خصوصية البيانات يشعرون بالقلق من أن الاندماج هو طريقة أخرى يمكن أن تمتص بها أمازون المعلومات لدمجها في أجهزتها الأخرى أو استخدامها لاستهداف المستهلكين بالإعلانات.
وفي بيان، نفت المتحدثة باسم أمازون ليزا ليفاندوفسكي أن يكون هذا ما تريد الشركة القيام به، قائلة “نحن لا نستخدم الخرائط المنزلية للإعلانات المستهدفة وليست لدينا خطط للقيام بذلك”.
ولكن هل يكفي هذا ليخفف من المخاوف، خاصة في ضوء الأبحاث حول أجهزة أمازون الأخرى. في وقت سابق من هذا العام أصدرت مجموعة من الباحثين الجامعيين تقريرا وجد أن البيانات الصوتية من أجهزة “إيكو” من أمازون تستخدم لاستهداف الإعلانات للمستهلكين، وهو ما نفته الشركة في الماضي.
بالنسبة لشركات مثل أمازون، فإن جمع البيانات هو أكثر من مجرد البيانات من أجل البيانات، كما لاحظت كريستين مارتن، أستاذة أخلاقيات التكنولوجيا في جامعة نوتردام.
على سبيل المثال، أثارت صفقة “وان ميديكال” من أمازون تساؤلات حول كيفية تعامل الشركة مع البيانات الصحية الشخصية التي ستقع في حضنها.
وفي حالة إتمام الصفقة، قالت ليفاندوفسكي إن التعامل مع المعلومات الصحية للعملاء سيتم بشكل منفصل عن جميع شركات أمازون الأخرى. وأضافت أيضا أن أمازون لن تشارك المعلومات الصحية الشخصية خارج وان ميديكال “لأغراض الإعلان أو التسويق لمنتجات وخدمات أمازون الأخرى دون إذن واضح من العميل”.