حقق المنتخب المغربي المحلي لكرة القدم انتصارين في المباراتين اللتين خاضهما بمدينة مراكش، أمام كل من النيجر وبوركينافاسو، استعدادا لمباراة الجزائر المزدوجة، برسم التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين 2020، بإثيوبيا.
جرب المدرب عموتة خلالهما العديد من لاعبي البطولة الوطنية، الذين قدموا عطاءات مشجعة، قبل المواجهة الرسمية الفاصلة، إلا أن هناك بعض الخيارات والأسبقيات، حرمت منتخب المحليين من لاعبين متميزين كان بإمكانهم تقديم دعم قوي وتشكيل منتخب تنافسي، قادر على الحفاظ على اللقب الأفريقي.
فمساحة الاختيار واسعة أمام المدرب الحسين عموتة، نظرا لوجود لاعبين جاهزين خاضوا مباريات قوية مع أنديتهم بالمنافسات القارية، كالوداد البيضاوي، الرجاء البيضاوي، حسنية أكادير، ونهضة بركان.
إلا أن هذه الخاصية لم يظهر لها أثر خلال المباراتين معا، نظرا لتزامنهما مع التزامات كل من المنتخب الأول، وأيضا المنتخب الأولمبي، وهذا ما اشتكى منه المدرب عموتة نفسه، عندما قال في اللقاء الإعلامي بمراكش إنه قلق من عدم السماح لبعض الأسماء من المشاركة مع المنتخب الذي يشرف عليه من الناحية التقنية، وأن المدرب وحيد خاليلوفيتش رفض تسليمه لاعبين وفضل بقاؤهم مع أسود الأطلس.
والغريب أن هناك لاعبين لم يعززوا المنتخب المحلي، كما غابوا عن صفوف المنتخب الأول، وهذا إشكال حقيقي، ربما يعيد لنا سيناريو نفس التعامل الذي سبق أن قام به هيرفي رونار مع المنتخب الأولمبي، خلال مباراة الكونغو الديمقراطية التي خسرها بالقدم، وفاز بها بالقلم.
فالحارسان التكناوتي والزنيتي والمدافع باعدي وصانع الألعاب وليد الكرتي وغيرهم من أبرز لاعبي الدوري المحلي، احتفظ بهم وحيد بكرسي الاحتياط، لكنهم لم يلعبوا ولو دقيقة واحدة خلال مباراة بوركينافاسو، وقد لا يظهر لهم وجود في مباراة اليوم ضد النيجر، ولم يعززوا صفوف منتخب عموتة، مع أن مباراة إقصائية هامة تنتظره يوم الجمعة 20 شتنبر الجاري.
إشكالية يمكن أن تتكرر في القادم من الأيام، إذا لم يكن هناك نقاش حقيقي يحدد الأسبقيات بين المنتخبات في جل الفئات، تحت إشراف الإدارة التقنية الوطنية، بعيدا ما يمكن وصفه بالأنانية المفرطة التي لا تقيم وزنا لتكافؤ الفرص بين جل الفئات الذين يدافعون عن نفس اللون والهوية والانتماء.
محمد الروحلي