يواجه الفريق الوطني المغربي لكرة القدم يوم الجمعة المقبل، منتخب الغابون، على أن يلتقي الاثنين القادم، وعلى أرضية ملعب “أدرار” بأكادير منتخب لوسوتو، برسم تصفيات كأس الأمم الإفريقية بالمغرب…
وبالرغم من الطابع الرسمي للمواجهتين، فإن النتيجة لا تهم بحكم أن “الكان” سيجرى بالمغرب، وليس هناك إشكال على مستوى خوض التصفيات؛ وهذا ما يفرض التعامل، مع المباراتين بأسبقية الإعداد، واختبار قدرات مجموعة من اللاعبين، وأهمية إدخال تغييرات بمجموعة من المراكز، قصد تعويض آخرين، دخلوا منذ مدة مرحلة العد التنازلي…
وأصبح من المألوف أن تثار حول اختيارات المدرب وليد الركراكي مجموعة من الملاحظات، وحتى الانتقادات، إلا أن الموضوعية تفرض القول، بأن هذا الإشكال لا يرتبط فقط بالمدرب الحالي للنخبة المغربية، وليس الأول والأكيد أنه لن يكن الأخير، مادام اختلاف في الآراء مرتبط عادة بمسألة الاختيارات، وغالبا ما يحضر الذاتي لحظة تقديم تفسيرات…
إلا أن مع الركراكي، لا يمكن أن تغض الطرف، أو لا يمكن أن “تغمض عينيك” تذكيرا بوصلة تواصلية شهيرة لإحدى القنوات التلفزية الخليجية، فالرجل تطغى عليه الذاتية والحسابات الشخصية، في كل تحرك أو مبادرة أو حتى خطوة، وهذا ما يجعل أغلب اختياراته موضوع نقاش حقيقي…
سبق أن تساءلنا نحن وغيرنا كثير، حول الأسباب التي تدفعه إلى تجاهل مجموعة من اللاعبين، رغم جاهزيتهم، في حين يتم التمسك بعناصر لا تمارس بصفة رسمية مع فرقها، ومع ذلك تجدها دائمة الحضور في كل المناسبات…
هناك أمين حارث، هناك جواد الياميق، ومراد باتنة وغيرهم… أما على المستوى المحلي، فتبقى حالة ربيع حريمات لاعب فريق الجيش الملكي، مثالا صارخا على التهميش المقصود، مع سبق الإصرار والترصد…
وحسب ما يتردد بقوة، فإن أسباب إقصاء هؤلاء اللاعبين بالذات، يعود لدوافع شخصية محضة، لا علاقة بكل ما هو تقني أو تكتيكي أو جاهزية بدنية، فهو يجر خلافات بعضها ارتبط أيام تدريبه لفريقي الفتح الرباطي والوداد البيضاوي، وإذا تأكد هذا فهذه -لعمري- قمة اللامسؤولية، إن لم نقل كلمة أخرى أكثر وصفا للحالة…
آخر صرخة في هذا الإطار، جاءت من طرف لاعب دينامو زغرب الكرواتي سامي مايي الذي يتواصل غيابه عن صفوف المنتخب المغربي، رغم جاهزيته، ورغم انضمامه لفريق عريق على الصعيد الأوروبي…
فقد عبر اللاعب عن استيائه بطريقة غير مباشرة على حسابه بوسائل التواصل الاجتماعي؛ بعد ساعات قليلة من إعلان القائمة النهائية للمنتخب المغربي، اذ نشر مدافع دينامو زغرب رسالة نصية قصيرة في (أنستغرام): “يبدو أن الأمر شخصي”…
وهو اتهام ضمني للركراكي، بأن هناك أسبابا شخصية تحكم تعامله مع اللاعبين وأفراد الأطقم المرافقة له، وهذا ما يطرح مرة أخرى عديد التساؤلات حول مدى استحضار مصلحة المنتخب المغربي في كل الاختيارات والقرارات…
وحين نتحدث عن حالة سامي مايي، لابد من الحديث أيضا عن حالة شقيقه ريان الذي اعتبر إقصاءه من حضور مونديال قطر بمثابة خطأ لا يغتفر، خاصة عندما تم تعويضه في آخر لحظة بلاعب اسمه وليد شديرة، رغم أن الأخويين مايي خاضا معظم المراحل الإقصائية…
بقي أن نطرح تساؤلا آخر، لماذا تمت التضحية بمدافع واعد كالمهدي بوكامير، قدم قناعات مهمة خلال الدورة الأولمبية، من أجل عيون أشرف داري الفاقد لإيقاع المنافسة الرسمية، والمنتقل حديثا للدوري المصري…!؟
محمد الروحلي