يواجه المنتخب المغربي لكرة القدم داخل الصالات، اليوم، منتخب طاجيكستان، في أولى مباريات المجموعة الخامسة لبطولة كأس العالم التي تضم بنما والبرتغال، والمقامة بأوزبكستان في الفترة الممتدة ما بين 14 سبتمبر الجاري، الى السادس من أكتوبر القادم.
ويقدم منتخب أسود القاعة، رغم غياب عنصرين مهمين بسبب الإصابة هما يوسف جواد وبلال البقالي، نفسه كواحد من أبزر المنتخبات على الصعيد الدولي، برتبته المتقدمة (السادس عالميا)، حسب تصنيف الفيفا، وراء البرازيل والبرتغال، وإسبانيا، وإيران، والأرجنتين.
خلال مونديال ليتوانيا سنة 2021، وصل المنتخب المغربي الى ربع النهاية، حيث خسر بصعوبة أمام البرازيل بهدف لصفر. وهاهو يصل للمونديال للمرة الثالثة على التوالي، بعد دورات تايلاند 2012، وكولومبيا 2016، وليتوانيا 2021، وبعد فوزه بكأس الأمم الأفريقية التي حازها لثلاث مرات متتالية سنوات 2016 و2020، و2024، وكأس العرب سنوات 2021، و2022 و2023، إضافة إلى كأس القارات سنة 2022، لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية والأفريقية.
ولم يقف أشبال المدرب الوطني الكفء هشام الدكيك عند هذا الحد، إذ توجوا أيضا بجائزة أفضل منتخب في السنة، وهى الجائزة التي تمنحها مؤسسة فوتسال بلانيت، أضف إلى ذلك توفره على أطول سلسلة مباريات دون هزيمة (50 مباراة).
كل هذه الأرقام تعتبر دلالات عميقة على أننا أمام منتخب يصنف، من جهة، ضمن مصاف الكبار، ومؤهل، من جهة أخرى، للمنافسة بقوة على اللقب العالمي. وبالتالي فالفوتصال بات أول نوع من بين الرياضات الجماعية الذي تتطلع من خلاله الرياضة الوطنية للفوز باللقب العالمي…
وتعكس هذه المكانة المتميزة قيمة العمل المبذول من طرف طاقم تقني يقوده بكثير من الكفاءة والخبرة، الإطار الوطني هشام الدكيك الذي يعد من خبراء اللعبة على الصعيد العالمي، حيث عرف كيف يتجاوز مراحل صعبة، إلى أن جاء الفرج بعد التغيير الإيجابي الذي عرفته إدارة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث وفرت له كل سبل النجاح، وكان في مستوى الثقة، والدليل على ذلك النتائج الباهرة التي تحققت في زمن يعد قياسيا، مقارنة مع نماذج أخرى، لازالت ترواح مكانها، رغم وجود إمكانيات.
ويرتكز أداء أصدقاء العميد سفيان مسرار على مجموعة من المرتكزات، أصبحت صعبة على المجاراة أو التجاوز، وتشكل بحق مدرسة وطنية حقيقية مبدعها ابن مدينة القنيطرة، وترتكز على انصهار كل ما هو فردي داخل تكتيك جماعي، وعلى إيجاد نوع من التوازن بين الواجبات الدفاعية والانتقال بسرعة نحو الهجوم، وكيفية ممارسة الضغط العالي، حيث تظهر قيمة الخضوع المستمر للمعسكرات التدريبية، والاستغلال الأمثل لتطور وسائل الاتصال عن بعد، قصد جعل اللاعبين المحترفين دائما على علم بكل التفاصيل والمعطيات، وأيضا المتغيرات التكتيكية، وخاصة من حيث السرعة في التنفيذ، وطريقة تغيير المراكز …
على هذا الأساس نحرص دائما على متابعة أسود القاعة، وكلنا أمل في أن يوفق فى الذهاب بعيدا في النسخة الحالية، لأنه منتخب يستحق أن يتوج عالميا، بعد تألق لافت عربيا وقاريا…
>محمد الروحلي