يتابع الرأي العام الرياضي الوطني، فصول معاناة لا تطاق، يعيشها فريق شباب المحمدية لكرة القدم، معاناة وصلت إلى حد، عدم التوفر على اللاعبين لخوض بداية الموسم الجديد…
خلال مباراته ضد الجيش الملكي في أول دورة بالبطولة الاحترافية، تمت الاستعانة بعناصر من فئة الشباب، كحل ممكن لتفادي تقديم اعتذار، وهذا دليل على أن فريق الشباب يمر بفترة قاحلة من تاريخه، تتطلب اتخاذ تدابير استعجالية، والوقوف على حقيقة الأسباب التي أدت إلى هذه الوضعية الكارثية…
فريق ممنوع من الانتدابات، لاعبون ينتظرون مستحقاتهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، تراكم الديون بمختلف الأشكال والأنواع، تسيير مبهم وتضارب المصالح، واختلاف الصلاحيات بين الشركة والجمعية…
إنها وضعية إدارية وقانونية غير سليمة تماما، يطغى عليها التفكير في المصالح الشخصية، أكثر من الحرص على ضمان سير عادي، لهذا النادي المرجعي والتاريخي…
ويتجلى عدم الوضوح في تحديد المسؤوليات، بخصوص المآل الذي وصل إليه الفريق، فرئيس شركة شباب المحمدية، أصبح بقدرة قادر مسؤولا بصلاحيات واسعة بنادي الوداد البيضاوي المتعدد الفروع، أما المسؤول الأول عن الجمعية الرياضية، فلازال متشبثا بالمنصب، وفضل -كما ادعى- قضاء ثلاثة أشهر خارج المغرب في عطلة مفتوحة، عوض الانكباب على تصحيح الوضعية القانونية للمسؤوليات داخل الشركة، وهو تعامل يدفع في اتجاه التأكيد على أن هناك رغبة في استمرار الوضع على ما هو عليه، خدمة لمصالح أطراف معينة…
وحسب التفسيرات التي يقدمها جزء من المحبين الحقيقيين للشباب، فإن وجود مبلغ مهم بحساب الشركة يصل إلى مليار و300 مليون سنتيم، هو الذي يدفع إلى التشبث بالمسؤوليات، والدليل على ذلك، أن رئيس جمعية الشباب فضل الاحتفاظ بوثيقة هشام أيت منا، والتي تثبت الاستقالة من الشركة إلى حين تجاوز مدتها القانونية، وسارع إلى إعداد وثيقة أخرى، كما أعطى لنفسه حق التوقيع بمفرده في الشيكات والحساب البنكي، وهو ما يتعارض كليا مع كل القوانين الجاري بها العمل…
وإذا كان هناك سكوت مريب للأجهزة المشرفة على الشأن الرياضي والكروي، لأسباب غير مفهومة، فإن السلطة المحلية في شخص السيد العامل، تحرص على سيادة القانون الذي يدخل ضمن اختصاصاتها، وضرورة تطبيقه دون لف ولا دوران، ولا تحايل، وهذا ما جعل “حمار المتلاعبين يقف في العقبة”، ولهذا نجدهم يتآمرون، يتلاعبون بالنصوص ويبحثون -في جنون- عن الثغرات الممكنة وغير الممكنة…
فهل يستحق فريق شباب المحمدية مثل هذا المصير المظلم والغامض؛ والسبب الرئيسي وراء هذه الوضعية المؤسفة أناس لا يترددون في ادعاء الحب والغيرة، تسلموا المشعل من أباء كانوا مثالا للاستقامة والتضحية، خدموا الفريق بإخلاص، لكن الأبناء لم يحفظوا الأمانة، بما يكفي من الصدق والإخلاص، وهذا مؤسف جدا…
محمد الروحلي