نظمت كلية العلوم التابعة لجامعة ابن زهر بمدينة أكادير والمركز الوطني لمكافحة الجراد برعاية من الجمعية الدولية لعلم الجراد، مؤخرا، الدورة الثالثة عشر للمؤتمر الدولي لدراسة ظاهرة الجراد الصحراوي، نشأته وأضراره، تحت شعار “تحديات التغيرات المناخية والبيئية”.
وشهد الملتقى عرض العديد من الدراسات والورقات العلمية همت عدة محاور عن توقع مخاطر زحف الجراد، وتأثير التغيرات المناخية على تكاثر هذه الحشرة، وبيولوجية وإيكولوجية الجراد الصحراوي.
وتدارس المشاركون، على مدى خمسة أيام، مختلف التجارب والخبرات بين أكثر من 200 من المشاركين القادمين من حوالي 41 بلد حول العالم. وشارك خبراء وطنيون وأجانب في عدة ندوات ودورات تكوينية ومداخلات مختلفة خلال المؤتمر نشطها متخصصون في علم الجراد.
وأفاد الدكتور تهامي بن حليمة، الخبير المغربي والأمين التنفيذي السابق لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية، أن الجراد يعد من الآفات الرئيسية للإنسانية بسبب غزواته وتبعاته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الخطيرة. ويمكن لأسراب الجراد، خلال الغزوات، أن تغزو، في نصف الكرة الشمالي، مساحة 29 مليون كيلومتر مربع تمتد من ساحل المحيط الأطلسي في افريقيا إلى الحدود الهندية الباكستانية، عبر 65 دولة إفريقية وآسيوية.
وتظهر التجربة المكتسبة من الغزوات السابقة أن الجراد الصحراوي لا يمكن إدارته بشكل صحيح إلا إذا تم تنفيذ استراتيجية فعالة للوقاية بشكل مستدام في جميع أنحاء المناطق التي تشكل مواطن دائمة للجراد الصحراوي. وأضاف بنحليمة أنه يستوجب إجراء تدخلات سريعة، وأن عدم تنفيذ هذه الاستراتيجية سيؤدي إلى تعريض 65 دولة لكوارث في المجالات الزراعية والغذائية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية وحتى السياسية.
وتتطلب المراقبة العلاجية حشد موارد بشرية ومالية هائلة من البلدان المعنية ومن مجتمع المانحين الدولي، كما تتطلب رش كميات هائلة من المبيدات الكيميائية التي لها عواقب وخيمة على صحة الإنسان والبيئة.
وقال بنحليمة أنه إذا كان من الصعب خلال العقود الماضية (قبل القرن الحادي والعشرين) تحديد محيط المناطق التي ينتشر فيها الجراد الصحراوي، فإن المعرفة المتاحة حاليا بالإيكولوجيا الحيوية وديناميكيات الجراد، والفرص التي توفرها التقنيات وصور القمر الصناعي ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والتكنولوجيات الجديدة لجمع البيانات ونقلها، تمكن من إجراء استراتيجية المكافحة الوقائية بطريقة علمية وفعالة. وأشار بنحليمة إلى أن تنفيذ هذه الاستراتيجية، الذي دعت إليه منظمة الأغذية والزراعة منذ الستينيات، أصبح حقيقة واقعة في غرب وشمال غرب افريقيا منذ سنة 2006 وذلك بفضل التنسيق بين أنشطة مكافحة الجراد الصحراوي من قبل هيئة الفاو لمكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية (CLCPRO) الذي أنشئ في سنة 2002، ونظام الوقاية من طوارئ الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية العابرة للحدود (EMPRES) الذي تم تنفيذه في نفس المنطقة منذ سنة 2006. ذلك أن هذه المقاربة مكنت من مراقبة عودة ظهور الجراد بين سنتي 2007 و2017 وبالتالي تجنب تطور أزمات مماثلة لتلك التي وقعت في 2003/2005. كما أن اعتماد استراتيجية المكافحة الوقائية هذه (CLCPRO) على المستوى الدولي (الفاو والجهات المانحة) قد جعل من إدارة الجراد الصحراوي في غرب وشمال غرب إفريقيا “قصة نجاح” مثالية.
الظواهر الوراثية لأنواع الجراد
وتناولت الأستاذة كيري شو من جامعة كورنيل، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية الظواهر الوراثية الخاصة بمختلف أنواع الجراد، وعلم الجينوم، مؤكدة أن علم الجراد يعد من بين أفضل الأنظمة التي يمكن من خلالها دراسة العديد من العمليات المسؤولة عن الانواع الجديدة من الجراد، ويبين كذلك أسباب ظهور أجداد الجراد من ضمن آلاف من الأنواع التي نراها اليوم.
وقالت كيري أن تساؤلها شاق والإجابة عنه يتطلب التوفر على معرفة خاصة من مختلف المستويات. وتساءلت كيري في نفس السياق عن كيفية ارتباط أنواع الجراد فيما بينها ارتباطا وثيقا متناولة بعض الملاحظات التفصيلية، مع نظرية التباين والرؤى التطورية لتخلص إلى إمكانية اقتراح، بشكل منهجي، كيفية نشوء أنواع جديدة في مجموعات مختلفة، كما ناقشت وعملت على تقييم آليات التكاثر التي تم تداولها بشكل مشهور في علم الجراد.
التحديات المناخية للجراد الافريقي
وتحدث كل من أحمد حسن علي من جامعة نيروبي، كينيا، ومجدوب بشير من جامعة الخرطوم، السودان عن التحديات المرتبطة بالمناخ والتغير البيئي للجراد خصوصا الجراد الافريقي. وشهدت السنوات الأخيرة بعض التغييرات الملحوظة في درجة الحرارة اليومية وهطول الأمطار في السودان. كان هذا واضحا، يضيف الباحثان، في مواقع التكاثر الرئيسية في الغرب والشرق للجراد الصحراوي. وكان هناك تحول ملحوظ في توزيع الأنواع والأنواع الضارة الأخرى. وبالمقارنة مع الغزو الكبير للجراد الصحراوي في عام 1988، يبدو أن هناك القليل من الأدلة على غزوات أسراب الجراد بالكاد واضحة في مناطق التكاثر الرئيسية. قد يكون هذا بسبب انخفاض وتيرة النباتات الصحراوية المفضلة لدى الجراد، خاصة “الهليوتروبيومب” (Heliotropiumspp)، وكروفيلاريا ميكروفيللا” (Crotalaria microphylla) و”زيجوفيلوم” ( Zygophyllum)
ويبدو أن كثافة أنواع الجراد الأخرى وتوزيعها تتغير أيضا. وشوهد الجراد المهاجر وحوريات الجراد غير مكتمل النمو، وهو يسير مع حوريات الجراد الصحراوي في مناطق التكاثر الشرقية. وامتد انتشاره ليشمل المناطق المزروعة الرئيسية في الشمال وفي المناطق البعلية في وسط السودان. وأصبح الجراد المهاجر ( Anacridium melanorhodon) سائدا ، أيضا ، في المناطق خارج حزام السنط. وأصبح نوع الجراد ( Zonocerus variegatus) من الآفات الخطيرة في المناطق الغربية من البلاد التي بها كثافة سكانية عالية ومنازل مألوفة.
ميكانيزمات الانواع الجديدة من الجراد بشرق أفريقيا
وأكدت كلوديا هيمب من جامعة فورتسبورغ، ألمانيا أن منطقة شرق إفريقيا الجبلية تشتهر بدرجاتها العالية من التنوع البيولوجي، خاصة على طول ما يسمى بجبال القوس الشرقي، والتي تمتد عبر تنزانيا وجنوب كينيا. وصنفت الأقواس الشرقية تحت النقاط الساخنة العشرة الأكثر أهمية بالنسبة للاستيطان. وتحتوي هذه السلاسل الجبلية على الغابات المطيرة دائمة الخضرة بسبب الرياح الغربية التي تجلب الرطوبة باستمرار من المحيط الهندي. كما أن هناك براكين جيولوجية صغيرة متاخمة للفرع الشمالي لسلسلة القوس الشرقي، مثل جبل كليمنجارو أو جبل ميرو. وتظهر الدراسات الاستقصائية الأخيرة التي ركزت على الحيوانات أن هذه الجبال تضم أيضا تنوعا بيولوجيا عاليا ودرجة عالية من التوطين في الحشرات الكبيرة.
ويعد توسع الغابات خلال الفترات الرطبة والتراجع خلال فترات الجفاف أفضل تفسير لأنماط توزيع الأنواع الجغرافية الموجودة في جبال شرق إفريقيا. وخلال الفترات الجافة والدافئة، أصبحت الأصناف التي أصبحت محاصرة في المستوطنات الجبلية إما متأقلمة مع المناخ أو انقرضت. كما أن الترتيب الخاص للسلاسل الجبلية ربما سهّل بروز الانواع الجديدة من الجراد. وأشارت كلوديا إلى أن تقلبات المناخ هو، على الأرجح، سبب التنوع الكبير الموجود في جبال القوس الشرقي والبراكين الداخلية. وعليه فالجراد غير قادر على الطيران ومستوطنه المقيد يعتبر من الكائنات النموذجية المثالية لإلقاء الضوء على ميكانيزمات الانواع الجديدة من الجراد.
يذكر أن هذا المؤتمر يعتبر حدثا علميا دوليا يجمع كل ثلاث سنوات، وبعد تنظيمه في كل من الأرجنتين والولايات المتحدة وفنزويلا وكندا وإسبانيا وأستراليا وفرنسا وتركيا والصين والبرازيل، تم تنظيم المؤتمر لأول مرة في دولة أفريقية. وشهد حضور أكثر من 200 مشارك من 5 قارات. وتناول المؤتمر مختلف الجوانب المتعلقة بعلم الجراد من قبيل علم الأحياء، علم البيئة، علم وظائف الأعضاء، علم الغدد الصماء، علم الوراثة الخلوية.
***
يعد الجراد من الحشرات مستقيمة الأجنحة (Orthoptera)، ويوجد أكثر من 20.000 نوع من الجراد في العالم. يمتلك أرجلا خلفية قوية تساعدها على القفز، وهي حشرة آكلة للنباتات تستطيع القفز إلى 20 مرة أطول من جسمها.
وللجراد أعداء يتواجدون في الطبيعة يتمثلون بالطيور والفئران والثعابين والخنافس والعناكب. ويعد الجراد أكلة مفضلة عند كثير من الشعوب في آسيا وبعض الدول العربية، فحشرة الجراد غنية بالبروتين الذي يمثل 62% ودهون 17% وعناصر غير عضوية تمثل الباقي مثل: الماغنسيوم، الكالسيوم، والبوتاسيوم، المنجنيز، الصوديوم، الحديد، الفوسفور، وغيرها.
وتمر دورة حياة حشرات الجراد بثلاث مراحل أساسية هي البيضة، الحورية، الحشرة الكاملة وتختلف الفترة الزمنية لكل مرحلة تبعا للظروف الجوية السائدة، ويختلف طول عمر الجراد المكتمل النمو الفردي، إذا يتراوح ما بين شهرين ونصف إلى خمسة أشهر وبصفة عامة تعتمد مدة الحياة على الوقت المستغرق لاكتمال النمو من الناحية الجنسية، فإذا اكتمل النمو سريعا أصبح طول الحياة الكلي قصير.
الجراد يلتهم في الكيلومتر الواحد من السرب حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة (الجرادة تأكل 1.5-3 جرام – والكيلومتر المربع منه يحتوي على 50 مليون جرادة على الأقل). وتتغذى الحشرات على الأوراق والأزهار والثمار والبذور وقشور النبات والبراعم وبصفة عامة يصعب تقدير الأضرار التي يسببها الجراد بسبب طبيعة الهجوم العالية، حيث تعتمد الأضرار على المدة التي سيبقى بها الجراد في المنطقة الواحدة وحجم الجراد ومرحلة المحصول. عملية المسح المستمر ضرورية جدا لمراقبة الأعداد الحالية للجراد حتى يمكن تحديد طرق المكافحة المناسبة ·
أنواع الجراد
الجراد الصحراوي (Shistocerca Gregaria) ومن سماته أنه يستطيع السفر لمسافات طويلة، ويتناسل بكثرة حيث تضع الأنثى من 95 إلى 158 بيضة ولثلاث مرات على الأقل في حياتها، يتواجد في المناطق الصحراوية الجافة في أفريقيا وموريتانيا والمغرب والسودان وشبه الجزيرة العربية واليمن وعمان، وفي منطقة جنوب غرب آسيا الممطرة. وهناك أيضا الجراد الأفريقي المهاجر في أفريقيا.
توالد الجراد
يتوالد الجراد الذي يغير علي مصر والدول المجاورة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ثلاث مناطق هي : 1- شرق السودان واريتريا والحبشة 2- غرب السودان وشمال أفريقيا وبعض جهات الصحراء الليبية 3- بعض وديان اليمن والمملكة العربية السعودية
ويبدأ تكاثر الجراد الذي يهاجر لمصر في أماكن توالده، وهي شرق السودان واريتريا والحبشة أثناء فصل الأمطار في يوليوز وغشت. ويهاجر عادة في الخريف وأوائل الشتاء إلي ساحل البحر الأحمر القريب من أماكن توالده وهناك يتزاوج ويتناسل ثم تعود سلالته إلي أماكنها الأصلية أو يتكون منها أسراب البحر الأحمر في الربيع إلي اليمن والمملكة العربية السعودية وإيران. وفي بعض السنين بدلا من هجرة أفراد الجراد من أماكن توالدها إلي ساحل البحر الأحمر تطير شمالا إلي دول الشرق الأوسط ومصر حيث تتكاثر، ثم تعود سلالتها جنوبا بعد ذلك. وهذه الأسراب الآتية من أماكن التوالد إما أن تكون بالغة أو على وشك البلوغ.
الجراد المغربي (Dociostaurus marcoccanus)
تمر دورة حياة حشرة الجراد بثلاث مراحل أساسية هي: البيضة، الحورية، الحشرة الكاملة. وتختلف الفترة الزمنية لكل مرحلة تبعا للظروف الجوية السائدة.
تصل الحشرات الكاملة إلى طور البلوغ الجنسي خلال أسابيع أو شهور قليلة تبعا للظروف المحيطة بها. فتطول فترة النضج الجنسي عندما تكون الظروف غير مناسبة كأن تتعرض الحشرة لحرارة أو رطوبة منخفضة فتمتد هذه الفترة إلى ستة أشهر.
الحشرة مكتملة النمو يكون لونها أصفر وعادة ما يكون الذكر أزهى لونا من الأنثى. يمكن تميز الحشرة الأنثى بسهولة حيث يكون مبيضها ممتلئا بالبيض الذي يمكن رؤيته بسهولة إذا فصلت منطقة البطن عن الصدر. عند هذه المرحلة فإن الأسراب الضخمة تتفرق لتشكل أسرابا أصغر حجما. ذلك أن الجراد الذي يكتمل نموه أولا يستقر على الأرض ليقوم بالتوالد في حين أن الجراد الذي لم يكتمل نموه يواصل رحلته.
التزاوج
يتزاوج الجراد البالغ وتستغرق هذه العملية حوالي ثلاث ساعات وقد تطول لأكثر من 14 ساعة يقضيها الذكر فوق الأنثى حيث يتصل طرف بطنيهما وتمر الخلايا الذكرية إلى داخل جسم الأنثى حيث تلقح البيض. ويمكن للذكر الواحد أن يلقح عدة إناث. وتقوم الإناث بتخزين الخلايا الذكرية (الاسبرمات) داخل أجسامها لتعاود استخدامها في إخصاب أكبر مجموعة من البيض. في بعض الأحيان يكون عدد الذكور في السرب المكون من الحشرات البالغة أكبر من عدد الإناث وهذا يؤدي إلى حدوث التقاتل بين الذكور من أجل الحصول على الإناث.
مدة دورة الحياة
يختلف طول عمر الجراد مكتمل النمو الفردي. إذ يتراوح ما بين شهرين ونصف إلى خمسة أشهر (وإن كان قد أمكن الاحتفاظ ببعضه في أقفاص لمدة سنة) وبصفة عامة تعتمد مدة الحياة على الوقت المستغرق لاكتمال النمو من الناحية الجنسية، فإذا أكتمل النمو سريعا أصبح طول الحياة الكلى قصير
طرق مكافحة الجراد
توصل العلماء والمزارعون إلى العديد من الطرق لمكافحة الجراد. فحرث الأرض في أواخر الخريف يدمر البيض إلا أن هذه الحشرات تضع بيضها في الخريف. وعندما يفقس عدد كبير من البيض، يتحتَّم على المزارعين تسميم هذا الفقس بأقصى سرعة.
وهذه بعض الطرق:
* رش المبيدات بواسطة الطائرات والمرشات المختلفة.
* القضاء على الحشرات حديثة الفقس وحرقها في خنادق تحفر خصيصا لذلك.
* رش المبيدات بواسطة الطائرات والمرشات المختلفة.
* القضاء على الحشرات حديثة الفقس وحرقها في خنادق تحفر خصيصاً لذلك.
* استخدام الطريقة البيولوجية وذلك باستخدام فطر الـ Metarhiziuim (على شكل زيوت ترش من الطائرات) تصيب الجدار الخارجي للحشرة، وتخترق تجويف جسم الحشرة فيتسبب الفطر في موت الجرادة خلال (4 – 10) أيام، ومن مميزات هذا الفطر أنه ينتقل من حشرة إلى أخرى سريعا، ولا يؤذي النباتات والحيوانات والحشرات الأخرى في المنطقة كما تفعل الطرق الكيماوية.
تتركز تقنيات مكافحة الجراد حاليا على استخدام المبيدات بدلا من الأساليب القديمة التي كانت تعتمد على أسلوب الإخافة أو الإحراق في الخنادق. إن المبيدات المستخدمة حاليا من الأنواع ذات التأثير القاتل بالملامسة، حيث تقتل الحشرة بمجرد ملامستها لقطرات المبيد بشكل مبشر أو عن طريق ملامسة النباتات المرشوشة أو بابتلاع أوراق النبات المرشوشة. هناك مبيد الميتاريزيم الذي حقق نجاحا في المكافحة الفعالة للجراد أو النطاطات. من الضروري استخدام الرش الجوي في المناطق المصابة على نطاق واسع.
< محمد التفراوتي