فرصة كبيرة أمام الرجاء

يخوض فريق الرجاء البيضاوي يوم غد السبت، المقابلة النهائية لكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، في مواجهة شبيبة القبائل الجزائري، بعاصمة دولة البينين كوتونو، في سعي من طرف جهاز الكاف إلى تمكين كل دول القارة، من شرف تنظيم التظاهرات الكبرى والمناسبات التي تحظى بالاهتمام.
ويعتبر وصول الناديين المغاربيين لهذه المقابلة النهائية، مسألة جد مستحقة بالنظر إلى المسار المتوازن الذي أبانا عنه طيلة الإقصائيات، سواء بدور المجموعات، أو خلال دوري ربع ونصف النهاية، حيث تمكنا من عبور كل المراحل، بكثير من الإقناع والتألق، مما يجعل المواجهة بينهما قوية ومثيرة، وتعد بالكثير من العطاء التقني والفني.
فالطابع الحاسم للمواجهة، يجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات، وكل فريق سيراهن على التوظيف الأمثل لكل إمكانياته، قصد تحقيق التفوق، مع السعي لاستغلال مكامن الخلل بالطرف الآخر، وهذه معطى طبيعي وعادي جدا، خاصة في مثل المناسبات التي لا تحتمل التأجيل أو انتظار فرصة ثانية للتدارك.
على مستوى الدوري المحلي بكل من المغرب والجزائر، فالأمر مختلف نسبيا، إذ يحتل الرجاء المرتبة الثانية، وراء الوداد متزعم الترتيب، وإن كان هناك فارق مهم من النقط وصل إلى حدود الدورة 25 إلى ثماني نقط، وجاء تعثر الفريق الرجاوي في المقابلتين الأخيرتين، أمام الوداد في مقابلة الديربي، وتعادل بأكادير ضد الحسنية، ليزيد من تعقيد الأمور أمام أصدقاء الحارس أنس الزنيتي.
في المقابل، تتواجد شبيبة القبائل وسط الترتيب، ولا طموح له بالمنافسة على اللقب، كما أن الحصول على رتبة تسمح له بمشاركة خارجية، يعد صعب المنال، وهذا ما يجعل من المقابلة النهائية ضد الرجاء، فرصة وحيدة لإنقاذ موسمه، وتحقيق لقب، والحصول على حضور خارجي السنة القادمة.
إلا أن هناك معطى آخر، قد يكون له انعكاس على حضور الفريق المغربي خلال هذه المواجهة القوية، ويتعلق الأمر بغياب مجموعة من العناصر الأساسية، إما بسبب الإصابة، أو القرارات التأديبية، وهذا يعود الأمور نسبيا أمام المدرب التونسي لسعد الشابي المطالب بإيجاد الحلول الناجعة، تمكن تشكيلته من تجاوز تأثير هذه الغيابات الوازنة، هذا بالإضافة إلى الإرهاق الذي تعاني منه عناصر أساسية بالخط الأمامي، كبين مالانغو وسفيان رحيمي، نظرا لضغط المباريات المحلية والدولية.
كل هذه المعطيات وغيرها، تؤكد أن الحظوظ تبقى جد متوازنة، والتكافؤ يطبع مستوى الفريقين معا، وبالتالي، فإن المهمة لن تكون سهلة، ومن الصعب التكهن بفوز هذا الفريق أو ذاك، وحتى إذا كان هناك فوز لأحد الطرفين خلال مجريات الوقت القانوني قبل الوصول إلى الضربات الترجيحية، فإن الحصة ستكون صغيرة، ولن تسجل الكثير من الأهداف، بالنظر إلى أسلوب الحيطة والحذر الذي سيطبق من طرف المدربين.
نتمنى حظا سعيدا للرجاء الذي ينتظر جمهوره العريض استعادة اللقب الذي حققه سنة 2018، وتحقيق إنجاز قاري من شأنه تخفيف الضغط الممارس بلا هوادة على جل مكونات النادي الأخضر.

>محمد الروحلي

Related posts

Top