فضيحة طوكيو…

الفضيحة الديبلوماسية الجديدة التي اقترفها النظام العسكري الجزائري خلال اجتماع «تيكاد» المتعلق بـ «القمة الإفريقية اليابانية»، لا تزال تثير انتقاد واستياء واشمئزاز أوساط ديبلوماسية عديدة، وتناقلت صحف دولية تفاصيلها وعبثيتها.
لقد سبق للديبلوماسية الجزائرية أن اقترفت نفس الأسلوب في قمة سابقة بين اليابان وإفريقيا، وجربت «خطط» التسلل ذاتها في إسبانيا من قبل وفي الكثير من المحافل الدولية الأخرى، وذلك حتى صار الأمر منهجا ثابتا في عملها المجنون ضد المملكة، وبات العالم كله يسخر من هذه الرعونة «الديبلوماسية» لدى الجيران.
ما حدث في طوكيو هذه المرة جعل عددا من المتابعين يغضبون ويمتعضون من هذا الانحطاط الذي بلغته «بلطجة» الجيران، واكتشف الكثيرون حجم ما يحرك العسكر هناك من خواء في عدائهم المرضي ضد المغرب.
الجبهة الانفصالية والدمى المتحركة باسمها انكشفت عوراتها في اجتماع طوكيو، وتأكد من جديد أنها بلا أي وجود عدا ما يكفله لها النظام العسكري الجزائري من «خطط» تسلل وتزوير وتدليس، كما ثبت أن كل عملية جنون من هذا النوع تنتهي بخطوات تأييد واعتراف بصحة الموقف الوطني المغربي، وبانتصارات ديبلوماسية وسياسية وإعلامية لصالح المملكة.
وهذا ما حدث تماما هذه المرة، حيث استثمرت اليابان الفرصة لتجدد التأكيد على موقفها من التنظيم الانفصالي المسلح، ونفت أن تكون وجهت له الدعوة للحضور أو أنها تعترف به أصلا، وبالتالي اقترنت فضيحة ديبلوماسية العسكر في طوكيو بضربة ديبلوماسية وسياسية بمثابة صفعة وهزيمة قويتين، علاوة على سخرية عدد من وسائل الإعلام العالمية من التصرف الأرعن والمعتوه.
عسكر الجار الشرقي تلقى هزيمة في العاصمة اليابانية، وتفرج العالم كله على فضيحته، وأيقن الكل أن العداء المرضي للمغرب قائم على التزوير والتسلل والكذب و… الجنون.
ما حدث في اجتماع طوكيو يحيل على تجارب اجتماعات مماثلة مع قوى عالمية أخرى، حيث يجري الإعداد لاجتماعات الشراكة الثنائية عبر دعوة الدول الإفريقية بشكل مباشر، وهنا يكون الكيان الوهمي خارج الإطار نهائيا، أما لما يتم التعامل مع دول القارة من خلال هيئتهم المؤسسية، فإن الكيان الانفصالي يتمكن من التسلل بفضل ألاعيب العسكر الجزائري وخطة إخراج اليافطات من محفظة اليد.
وهذه معركة ديبلوماسية يستمر المغرب في خوضها من داخل الاتحاد الإفريقي لإنهائها بفضل تنامي عدد الدول المؤيدة للموقف الوطني المغربي، والمصرة على وقف العبث الذي تكرره كل مرة الديبلوماسية الجزائرية المريضة.
والكثيرون من أوساط اليسار، ومن القوى السياسية الديمقراطية والمنظمات الشبابية يتذكرون مهرجانات ومحافل ومنتديات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حيث كان التنظيم الانفصالي مدعوما بالأجهزة الجزائرية يمارس نفس هذه الأساليب التسللية والتدليسية، ويتصدى لها المناضلات والمناضلون المغاربة بقوة، وتوجد عديد حكايات وذكريات بهذا الشأن، واستمرار نفس الأساليب إلى اليوم يعني أن ديبلوماسية البلد الجار هوت في الدرك الأكثر انحطاطا من التيه والجنون والبؤس.
ما حدث في اجتماع طوكيو الأخير يفرض اليوم على مؤسسات وهياكل الاتحاد الإفريقي التدخل لفرض احترام الالتزامات والقواعد الأخلاقية والتنظيمية، وبالتالي الدفاع عن صورة القارة والاتحاد أمام العالم برمته، كما يفرض على ديبلوماسيتنا مواصلة التحلي باليقظة، والتصدي المستمر لمثل هذه السلوكات الرعناء وفضحها، وأيضا العمل لتغيير معطيات الواقع من داخل الاتحاد الإفريقي وأجهزته المسيرة لوقف عبث وحمق الجيران.

محتات‭ ‬الرقاص

Top