يستعد فنان الراب المغربي مايك وان – وهذا اسمه الفني- لإصدار ألبومه الغنائي الثاني الذي سيتميز بالاشتغال على التراث الغنائي الشعبي والفولكلور المغربي وتقديمه في قالب الراب، بالمناسبة كان لبيان اليوم حوار معه.
> كيف جاء اختيارك لهذا اللون الغنائي المسمى الراب؟
< عشت منذ الصغر في أجواء مطبوعة بالفن والغناء، مع العلم أن الحي الذي نشأت فيه، أي الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء معروف أنه تخرج فيه العديد من الفنانين والمجموعات الغنائية الشعبية على وجه الخصوص: ناس الغيوان، تكدة، السهام، المشاهب.. وفي الفترة التي بدأت تبرز لدي ميولات نحو فن الغناء، خاصة في بداية الألفية الثانية، كانت هناك فورة للون غنائي بعينه هو الراب، وبالتالي وجدت نفسي في خضم هذه الأجواء وانخرطت فيها بدوري مثل غيري من الشباب المجايلين لي، وأصدرت ألبومي الغنائي الأولي ضمن هذا الإطار.
> نود أن نتوقف عند ألبومك الغنائي الأول، ما هي مميزاته وما هي المواضيع التي يتطرق إليها؟
< هذا الألبوم الغنائي أنتج سنة 2016 بعد تجربة طويلة نسبيا من الممارسة الفنية في الميدان، وهو يضم اثني عشرة أغنية، تتطرق إلى قضايا متعددة، منها ما يتعلق بالحياة الاجتماعية للناس البسطاء ومعاناتهم ومنها ما هو مرتبط بالأخلاق والسياسة إلى غير ذلك من المواضيع التي حرصت على أن تكون مرتبطة بما هو معاش وراهني. ومن عناوينه: “التشرد”، “شكون اللي كان السبب”، “مؤمن مصاب”، “توبة”، “تهميش”، “الهداية”، “سميتها نعيمة”… وحاليا أنا بصدد الاشتغال على ألبومي الغنائي الثاني، غير أن هذا المشروع الغنائي سيكون مختلفا، على اعتبار أنني أعود إلى تراثنا الموسيقي من قبيل العيطة والركادة وعيساوة، وأحاول أن أقدمها في القالب الغنائي المتمثل في الراب والبوب. وأنا أعتمد على إمكانياتي الشخصية لإنتاج هذه الأغاني.
> هناك حكم سائد عن أغاني الراب بأنها تتضمن كلمات وقحة وتعابير خادشة للحياء، أين تتموقع تجربتك الغنائية؟
< ليس من الضروري أن يتم استعمال كلام “زنقوي” في أغنية الراب حتى تستحق اسمها، هذا الفن مرتبط أساسا بمحن الفنان وليس بالمخدرات والصعلكة كما هو شائع، وبالتالي أنا مبدئيا ضد توظيف كلام “خاسر” أو محاولة حصر أغنية الراب في هذه الخانة الضيقة.
> ما مدى حضورك في المهرجانات الغنائية وإلى أي حد تدعم مهرجاناتنا فن الراب؟
< للأسف نادرا جدا ما تتم المناداة علي للمشاركة في المهرجانات المعروفة على الصعيد الوطني، رغم تجربتي الطويلة نسبيا في ميدان الغناء، غناء الراب تحديدا، ورغم كذلك إصداري لألبوم غنائي يضم اثني عشرة أغنية في مواضيع مختلفة، فعلى سبيل المثال: مهرجان البولفار الذي يعنى بفن الراب، لم يحدث أن تمت المناداة علي للمشاركة فيه رغم دوراته العديدة التي مرت حتى الآن، عادة ما يتم المناداة على الفنانين الأصدقاء أو أولئك الذي يعتمدون على الإثارة لتقديم إنتاجاتهم.
ما أتمناه بهذا الخصوص هو أن يتم الالتفات إلى التجارب الغنائية الجديدة والعمل على دعمها.
> إلى أي مدى يدعم الإعلام السمعي البصري أغنية الراب، ما مدى حضور هذا الفن في إعلامنا بمختلف أنواعه؟
< أعتقد أن التلفزة المغربية لا تهتم كثيرا بأغنية الراب، وأنا شخصيا لم يحدث أن تم استدعائي للمشاركة في إحدى السهرات الغنائية أو البرامج الفنية، وبالتالي من الضروري أن تتم مراعاة الانفتاح على مختلف الأشكال الفنية والغنائية، بالنظر إلى تعدد الأذواق والميولات لدى المتتبعين والمتفرجين.
كيف تنظر إلى مستقبل أغنية الراب في المغرب؟
< أتمنى من الشباب الذين يتعاطون لفن الراب أن يحرصوا على خلق أسلوب خاص بهم، وعدم تكرار التجارب السابقة سواء في أمريكا وغيرها، فالفنان الذي يمضي مدة طويلة في ممارسة الغناء، دون أن يطور تجربته ويأتي بالجديد، لا أعتبره فنانا. أنا متفائل مع ذلك بمستقبل الراب، لأن هناك حاليا شبابا لديهم اهتمام بهذا الفن.
> حاوره: عبد العالي بركات