فوزي لقجع يفتح صدره لـبيان اليوم

 لم يتردد فوزي لقجع، رئيس جامعة كرة القدم، في اتخاذ موقف واضح في قضية إقصاء اللاعب حكيم الزياش من لائحة الفريق الوطني المشارك حاليا بنهائي كأس أفريقيا للأمم بالغابون، كما أعطى رأيه فيما يخص  التبريرات التي ساقها المدرب هيرفي رونار بخصوص هذا الملف الشائك الذي خلف الكثير من ردود الفعل الغاضبة والمنتقدة صراحة لإقصاء لاعب متميز.
   لقجع تطرق، في الحوار الخاص بـ «بيان اليوم»، إلى ترشيحه لعضوية اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم خلال شهر مارس القادم، ومدى ارتباط ذلك بالزيارة التي قام بها عيسى حياتو للمغرب، وكذلك إمكانية ترشح المغرب لتنظيم مونديال سنة 2026، وعلاقة هذا الملف الذي لم يحسم فيه بعد، بزيارة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو لبلادنا، والمميزات التي ترجح كفة المغرب هذه المرة مقارنة بالترشيحات الأربعة السابقة.
     ولم يفت رئيس الجامعة التأكيد على أن فرض مراقبة مالية على الأندية قصد حصول التوازن المطلوب داخل الممارسة الكروية على الصعيد الوطني خيارا لا رجعة فيه، بالإضافة إلى ضرورة الدخول لعالم البناء المؤسساتي ومجال الاستثمار والمقاولة الهادفة إلى الربح، وهذه شروط لا محيد عنها لبقاء الأندية ضمن منظومة الاحتراف.      
   تطرق لقجع أيضا، في هذا الحوار، إلى حقوق النقل التلفزي وتداعيات حرمان الجمهور المغربي من متابعة مباريات منتخباته، محددا بدقة وجهة نظره فيما يخص عمل الإدارة التقنية والشروط الموضوعة أمام جلب اللاعبين الأجانب، وتقييمه الشخصي للفترة التي قضاها حتى الآن على رأس الجامعة ومدى مطابقة ما تحقق مع برنامجه الانتخابي الذي ترشح على أساسه لتولي مسؤولية قيادة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.  
    كل هذه النقط وغيرها هي محاور الحوار الشامل مع المسؤول على الشأن الكروي الوطني، والذي دخل، منذ تحمله المسؤولية، في رهان التغيير، وفق مقاربة مختلفة تهدف إلى إصلاح واقع حال هذه الرياضة الشعبية التي تحرك ملايين العشاق بجل المدن المغربية..

> السيد فوزي لقجع، الكل يتذكر حملة ترشحك لرئاسة الجامعة، والآن وبعد أزيد من سنتين من ترؤسك الحهاز الجامعي، ماذا تحقق من البرنامج وما هي الإكراهات التي صادفتك، خاصة أن رؤيتك لبعض الأمور من داخل موقع المسؤولية مختلفة عن رؤيتها من الخارج؟
< أولا ولكي نضع الأمور في إطارها، سأقول إنني خلال فترة الترشح للرئاسة كان علي أشرح برنامجي وأتواصل مع مسيري كرة القدم. تصوري والنظرة وأتواصل مع مسيري كرة القدم. تصوري والنظرة الإستراتجية لتطوير اللعبة كانت تتضمن مجموعة من الأولويات التي يمكن تلخيصها في وأتواصل مع مسيري كرة القدم. تصوري والنظرة الإستراتجية لتطوير اللعبة كانت تتضمن مجموعة من الأولويات التي يمكن تلخيصها في الإستراتجية لتطوير اللعبة كانت تتضمن مجموعة من الأولويات التي يمكن تلخيصها في 3 نقاط:
النقطة الأولى هي البنية التحتية التي تضم الملاعب وكل ما يتعلق ببنيات التكوين. فعندما نتحدث اليوم عن غياب التكوين، يجب أن نعي أن هناك فرقا من القسم الأول لا تملك مراكز تكوين، باستثناء الملعب الرئيسي حيث تخوض المباريات. وهو إشكال حقيقي، وكان لا بد من معالجته من خلال الملاعب ومراكز التكوين سواء الخاصة بالأندية أو الجهوية التابعة للإدارة التقنية الوطنية ثم المركز الوطني للمعمورة.
بكل موضوعية فهناك خصاص يجب معالجته. وأظن أن ما تحقق في هذه النقطة يظل مشرفا ويمكن الافتخار به على شرط مواصلة العمل لسنوات، أي حتى بعد انتهاء ولاية الجامعة الحالية. يجب مواصل تعزيز البنية التحتية حتى لا تبقى الممارسة مشكلا.
النقطة الثانية هي التكوين. أظن أن اللاعب المغربي يمر بفترة فراغ خلال 10 سنوات فتبدأ مؤهلاته في البروز مع فرق الصفوة في غضون 20 سنة. أكثر من 90 بالمائة من الأطفال يمرون بمراحل فراغ تنعكس سلبا على مؤهلاتهم في سن الثامنة أو العاشرة. وهذا يرجع أساسا لغياب تكوين علمي حقيقي. إذن لا بد من المعالجة. وهذا فرض علينا إعادة هيكلة الإدارة التقنية لكي تشتغل وفق برنامج محدد سلفا مع التركيز على التكوين داخل الأندية والفئات الصغرى، وهو ما نطلق هذا السنة عندما قررنا توحيد طريقة التكوين من فئات الصغار إلى الشباب، ووزعنا قبل شهر ونصف نفس أدوات العمل على مكوني 16 ناديا بالمغرب.
اهتممنا أيضا بالإعداد البدني لأن اللاعب المغربي بالبطولة الوطنية أو الفريق الوطني الأول، يستطيع اللعب لـ40 أو 45 إلى 50 دقيقة في المباراة، في وقت نرى بطولات احترافية أخرى متقدمة ويخوض لاعبوها 80 أو 85 دقيقة بنفس للايقاع. هذا معطى أساسي كان لا بد من معالجته من الجانب التقني باستقدام مدربين للفئة العمرية 16 سنة ومكونين بدنيين يعملون وفق شروط علمية.
النقطة الثالثة هي الحكامة في التدبير. فمثلا فيما يخض البنية التحتية لا بد من الإشارة إلى أن مركز المعمورة الذي يعد رمز ومفخرة الكرة الوطنية كان من بين أولى الأولويات. الأشغال انطلقت وفي أقل من 10 شهور سيكون لدينا مركز يضاهي بل يتفوق على مراكز عالمية. وهو مركز تجمع كافة المنتخبات الوطنية والإدارة التقنية والطبية وغيرها.
وعودة للحكامة والتدبير المؤسساتي، فالجامعة منذ سنوات قطعت خطوات، لكن كان لا بد من تحرك الأوضاع داخل الأندية الوطنية. كان لدينا خياران: أن نفرض قرار انخراط الأندية وتنتقل من طريقة عمل إلى أخرى لا علاقة بالأولى. رفضنا ذلك لأنه يهمنا نجاح الأندية في تطبيق أدوات الحكامة. من الصعب بعد تجارب دفتر التحملات والاحتراف الأولى التي كان ناجحة على الورق، لكنها في الواقع عرفت مجموعة من التعثرات، لأننا نعيد نفس التجارب ونمضي في إطار مؤسساتي تدبيري لا يتم تطبيقه في النهاية.
لذلك ارتأينا أن نسير على منطق مواكبة هاته الفرق، وبدأنا ذلك بطرح طلب عروض بمكاتب دراسة قامت بقراءة لواقع الأندية بتشارك معها. فحصوا وثائقها. ووقفنا على نقاط القوة والضعف. استنتجنا من كل هذا خطة محاسبة تتم مناقشتها على الهيئة الوطنية للمصادقة عليها بصفة نهائية، وسيتم تطبيقها في كرة القدم التي ستكون ثاني رياضة بعد الغولف تعتمد خطة مناسبة. سنضع تصور أفضل ما هو متاح على الساحة الكروية، لكي تطبقه الأندية. مثال بسيط فعندما ترى كيف يقتني فريق ما مشترياته عبر طلب عروض. هذه الطريقة سنعممها على كافة الأندية، لأنه ما دامت قد طبقت في ناد أو ناديين أو أربعة أو ستة أندية فمن الممكن تطبيقها في 16 ناديا. مثلا هناك فريق يعتمد على التحويلات البنكية، وهذا أيضا يجب تعميمه. وبالتالي علينا تتويج هذا المسار بدفع الأندية لتغيير هياكلها التدبيرية لتتحول إلى شركات.
ولرفع اللبس وعدم تغليط الرأي العام كما ما يفعل البعض، أقول لهم أن الكرة الوطنية ستتطور نحو تدبير شفاف ومحكم. أعلم أن هذا سيضر بمصالح مجموعة من المتطفلين على كرة القدم، والذين يتنفعون على هامشها، وليعلم هؤلاء أن تاريخهم انتهى، وأن الأمور تستدعي اليوم العمل والحكامة الجيدين.
لا يجب نسيان أن فرقنا تدبر ميزانيات توازي ميزانيات مقاولات صغيرة، ما يعني أن عليها التحول لشركات. وفي هذا الإطار سنعمل على مواكبة الأندية التي سنضع رهن إشارتها مكاتب دراسات تحولهم إلى شركات مع المحافظة على هويتها، لأننا نمنح الفريق 30 بالمائة من الأسهم والمحافظة على حقوق المستشهرين والمنخرطين، لكنها تضمن شفافية التدبير وهو الأساسي والمهم بالنسبة لنا. والمهم أيضا أنه لكي تجد الآليات التدبيرية والتطور المستمر، رد فعل إيجابي، شرعنا في تكوين فوج أول من 60 فردا مع معهد ليموج الفرنسي للتكوين في مختلف المجالات من بينها الجانب الإداري والمالي. وأشعرنا الفرق إذا كانت تملك أفراد بمؤهلات لكي نمنحهم الأولوية. نحن على تكوين شباب مغاربة يلتحقوا بالأندية من أجل تسهيل الأمور على الرؤساء والمكاتب المسيرة لتدبير شؤون الفرق وفق ضوابط محكمة.
الحديث عن هذه الجوانب الأساسية مرتبط ببعد استراتيجي، لكن إذا تطرقنا إلى الأليات اليومية فسنجد أنه -وكما تعلمون- فالكرة لم تعد  كالسابق عندما كان تلعب بـ “ميكازا” أو “أديداس”، أما اليوم فنحن نقتني 5000 كرة من الطراز الحديث. نفس الشيء بالنسبة للتحكيم هناك أدوات خاصة حديثة ودورات تكوينية وتربصات وغيرها. إذن البعد الاستراتيجي يضم 3 ركائز، منها المؤسساتي التدبيري والحكامة ومنها البنية التحتية مرتبطة بالملاعب ومراكز التكوين. لقد وصلنا إلى إصلاح 62 ملعبا. وأنا عندما قدمت لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو برنامج تطوير الكرة المغربية والإنجازات المحققة، فقد استدعانا إلى باريس لتقديم عرض أمام جميع الاتحادات الكروية وأخذنا ما انجزناه على الصعيد الوطني كنمذج. على أي حال يقال “مطرب الحي لا يطرب”.
> يلاحظ أن عملك لم يتضمن فقط النجاحات، وهناك بعض الإحباطات؟
< من الصعب أن نتناسى أن كرة القدم كباقي الرياضة تظل مرتبطة بالنتائج خاصة نتائج المنتخبات الوطنية. وعندما لم تسجل نتائج في المستوى، يصعب رفع وتيرة العمل نظرا لحجم الانتظارات، فتحقيق النتائج أمر طبيعي في الرياضة بصفة عامة. شخصيا أومن بكون الرياضة هي أساسا نتائج فوق ميدان التباري. والأمر الثاني المحبط هو أن الانتظارات والطموح أكبر من المعرفة الدقيقة للواقع الذي نعيشه.
وهذا يعني أن المنطق لا يتم تطبيقه بشكل سليم داخل منظومتنا الكروية، لأنه عندما تقوم بتشخيص واقع معين فأنت تدرك كيف ستعمل وكيف ستتحقق النتائج؟ لكن للأسف في كرة القدم والرياضة بصفة عامة، ليس هناك اهتمام بمعرفة الواقع بشكل دقيق. لا تتم دراسة الإكراهات والصعوبات، بل يتم الاعتماد على مقارنات جاهزة يعبد الإعلام الطريق إليها، لندخل بعدها في متاهات ونتصور طموحات وانتظارات لا توازي بموضوعية الإمكانات الذاتية.
الصعوبة الثالثة تتجلى في إدخال فلسفة التدبير الحكيم بقواعد علمية لمنطق التدبير الحكيم لكرة القدم، وهو ما يفرض الليونة في التعامل وإخضاعه للمواكبة، لأن الأمر يخاطب الثقافة يخاطب عقلية ورواسب وتاريخ … وليس الممارسة فقط.
> عند الحديث عن الإحباطات على مستوى النتائج، يقال إن هناك بلدانا لا تتوفر على نفس إمكانيات المغرب، ومع ذلك تتفوق علينا؟
< طيب أنا اشرح، فعندما نتحدث عن المنتخبات السنية كمنتخب 17 سنة، فالمفروض أن يكون العمل معها قد انطلق قبل 7 سنوات. وهنا لا أدافع هنا عن ناصر لارغيث أو غيره. أيضا من يلعب رفقة منتخب أقل من 19 سنة كان عليه أن يبدأ العمل معه قبل 9 سنوات. وكما قلت سابقا فاللاعب سلسة تبدأاأ من 10 سنوات إلى غاية 20-21-22 سنة حيث يجب أن يكون جاهزا للمنافسة عل  أعلى مستوى. مهما كانت جهود أندية النخبة بجلب أفضل المدربين والمعدين البدنيين، فالنتائج لا توازيها، لأنه ليس هناك ما نسميه بقدرة الاستيعاب. خذ مثلا تلميذ لم يجتز المرحلة الثانوية،  وأحضرت له أستاذا من الكامبريدج ليدرسه داخل الجامعة. فالقدرة الاستيعابية للاعب كيفما كان اجتهاده في الفئات العمرية، لن يستطيع تخطيها لأنه يعاني أساسا من خصاص هيكلي مستمر.
الآن هذه الفرق الإفريقية التي تتفوق علينا، تشتغل على التكوين. سبق لي زيارة مالي التي لا تضم سوى ملعبين، لكن لديهم ملعب ترابي يعملون فيه من الثامنة صباحا إلى الثامنة ليلا وفق مناهج علمية حديثة. دخلوا في شراكات مهمة، فمثلا في الكوت ديفوار أنشؤوا أكبر مدرسة مع نادي أجاكس أمستردام الهولندي، وغانا لديها شراكة مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي. هؤلاء انتبهوا إلى مشكلة التكوين منذ سنوات، وهو ما مكنهم من أن تكون لديهم فرق تضمن لهم نتائج مستمرة. فنيجيريا وغانا تضمن لسنوات التأهل للألعاب الأولمبية، ويبلغون مراحل متقدمة ويشاركون في فئة الفتيان، كما يتأهلون بسهولة لكأس العالم. كما أنهم يصدرون لاعبين قادرين على اللعب بأندية عملاقة كالمان يونايتد و السيتي غيرهما.

هؤلاء على عكس ما نظن نحن، لديهم مستوى اشتغال على مسألة التكوين يفوق مستوانا بعشرات مرات، وليس فقط الاعتماد على إمكانيات أقل كما قد يعتقد البعض. وللعلم فنحن قبل إقرار الإدارة التقنية، كان التكوين عندنا يساوي صفر، “خليني” من المعسكرات وما يشابهها. فالتكوين عمل متواصل واشتغال مستمر. ولو أردنا اليوم احتساب تكلفة التكوين من أدوات اشتغال خاصة بالفئات السنية وأجور مكونين بالأندية والإدارة التقنية فهي تكلفة تصل لأرقام لا يستهان بها، علما بأن ما كان يسمى في السابق بالإدارة التقنية برئاسة  مورلان كانت تشتغل على تكوين المدربين فقط.
نحن لم نستطع تقديم منتوج أفضل من دول إفريقية أخرى لها ظروف اشتغال عامة أقل بكثير من ظروفنا.  فعلى مستوى الملاعب مثلا نملك تجهيزات جد  متقدمة مقارنة دول إفريقيا باستثناء جنوب إفريقيا، بل إننا تجاوزنا بلدان شمال إفريقيا. هناك ايضا عدد المدربين وتكوينهم. ولا ننسى أن الظروف لبلادنا متميزة . صعب أن تجد بلد درجة حرارته تصل لـ 27 درجة لـ 10 شهور من أصل 12 شهرا. وهنا مواد طبيعية. والجميع يعلم الظروف بدول إفريقيا، وكمثال رأينا ملعب منتخب الرأس الأخضر الذي كان يحتل صدارة المنتخبات الإفريقية، ويتواجد بمنطقة لإنتاج الطاقة الريحية وبأرضية ذات عشب اصطناعي من درجة متأخرة.
> لدى ملاحظة تتعلق بوجود فرق تنتمي لمدن كبيرة، لكنها لم تستطع فرض ذاتها وتقوية حضورها لدى فعاليات مدينة ما، كيف ستساهم الجامعة في ترسيخ فكرة أساسية لدى جميع مكونات المدينة بأن الفريق ملك لهم وليس ملك شخص أو عائلة؟
< أظن الآلية الأساسية هي التدبير المؤسساتي بالنادي. وهنا لن أقدم نماذج أندية عالمية، بل سأستشهد بنماذج لفرق مساوية لنا. مثلا نادي الأهلي المصري. فعندما تتجول بالقاهرة تشعر بأن هذا النادي بكل مظاهره ملك فئة عريضة من المجتمع القاهري. لماذا؟ لأن هناك بناء مؤسساتي. هناك مجلس إدارة وشركة وانتخابات وإدارة ومقر النادي وفروع وأشياء أخرى كثيرة.
 هذا البناء المؤسساتي هو الأساس. وإذا واصلنا نحن السير في هذا الاتجاه، سنظل نربط تدبير الفريق بالشخص، أي النادي هو الرئيس والرئيس هو النادي. وهذه علاقة مغلوطة. عندما نربط كرة القدم برئيس جامعتها والجامعة برئيسها، في وقت يتوجب أن تشتغل المؤسسات، وأذكر مرة أخرى أن تحويل النوادي إلى شركات ليس قرارا منفردا أو متسرعا، بل عملا دام لسنتين. وسردت لكم تفاصيل المواكبة. ليس صعبا أن تقدم تقريرا ماليا بالنفقات والمداخيل في ورقة وتطلب تحويل الفريق إلى شركة، علما أن الشركة تحتاج إلى الحصيلة الأولية وحصيلة في نهاية الموسم مصادق عليها خبير محاسباتي ويقدم لمجلس الإدارة من أجل الموافقة عليه. هذه الأمور والحمد لله فأن الأندية انخرطت في هذا المسلسل، وعلى ما كان يتوقعه أشد المتفائلين، هناك بعض الأندية نجحت والأخرى تسير في الطريق لكي تكون جميع الفريق في نهاية الموسم، قادرة على تحويل نفسها إلى شركات مؤسساتية. آنذاك الكل سيخضع للقانون بما أن الأمر مرتبطة بمؤسسة وشركة، وسيطمئن سواء الفاعل الاقتصادي والمنخرط والجمهور والمسير الذي يعمل وفق حبه للفريق ومؤهلاته العلمية، بعيدا عن التهم التي تلتصق في أيامنا هذه بالمسيرين هم في كثير من الأحيان بعيدون عنها.
> ماذا سيحل بالفرق في حال عدم نجاحها في مواكبة هذا الطموح سواء المتواجدة بالبطولة الاحترافية؟
< الفرق التي لن تسايرنا ستجد نفسها خارج الإطار. منذ اليوم الأول وأنا أتحدث عن قاعدة العمل، فإذا كنا نحتاج إلى لسنة مثلا فلنضف سنة أخرى، لكن في حال الاتفاق النهائي ليس هناك شيء اسمه الاستثناء. إذا أردت إضعاف قانون ما فاخضه لاستثناءات. لو أخذت مثلا أسمى قانون في البلاد وهو الدستور، وضع له استثناء، سيتوجب مراجعة الدستور برمته، فالفرق الغير القادرة على التحول إلى شركات فلن نقبل بها، نفس الحكم ينطبق على الفرق التي تحقق الصعود، وهذا قرار غير قابل كما قلنا للاستثناءات
> رشحتم نفسكم لعضوية الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، هل يندرج في إطار استراتجية تقوية الحضور المغربي على المستوى الإفريقي؟
< قبل قدومي للجامعة ومنذ كان عمري 10 سنوات، وأنا اسمع جملة تتردد حتى أحسست معها بشعور من الاضطهاد و”الحكرة”وهي: كيف للمغرب كبلد له تاريخ ومكانة ورجالاته غائب عن اللجنة التنفيذية لـ (الكاف)، بل اننا لا نترأس أية لجنة كلجنة التحكيم أو المنافسة أو غيرها. قلت إن هذا الوضع “حرام”، واشتغلنا عليه كبعد استراتيجي. قلت ذلك لإنفانتينو وحياتو في الأوضاع الصعبة والجيدة، إنه أمر غير معقول. وبتحليل منطقي مثلا: بلد نائب الرئيس الأول ورئيس اللجنة المالية، ليست به بطولة إطلاقا.
لإبعاد أي لبس، فأنا لا أطمح ولا أسعى وراء منصب بـ (الكاف)، فمسؤولياتي داخل البلاد تكفيني والحمد لله. هذا الترشيح فيه بحث عن ضمان مكانة المغرب داخل اللجنة التنفيذية مع ترؤس لجان مهمة، وهو ما أشتغل عليه بصفة مسألة أساسية لأن المغرب ينتمي لمنظومة (الكاف)، ولا بد أن يكون له حضور يدلي فيه أولا برأيه ويستعرض تجربته ويستفيد من تجارب أخرى ويقف على ما يقع. الكل يتذكر عندما وقعنا في مأزق بخصوص تنظيم كأس أمم إفريقيا 2015. وجدنا أنفسنا معزولين ودون متضامنين. لو كان لنا حضور بـ (الكاف) لدبرنا الخلاف بطريقة أخرى.
> على ذكر هذا الخلاف مع جهاز الكاف، ألا يكون لذلك تأثير على هذا الترشيح ؟
< لا .. إطلاقا. بل على العكس هناك وضوح الرؤية، وأسس مبنية على علاقة الاحترام متبادل، مع وضع حد نهائي لسلوكيات أنا أختلف معها تاريخيا وسأظل على موقفي. الآن عيسى حياتو يعي بأننا نعمل في إطار الاحترام المتبادل ولدينا تجربة وتصور لتطوير كرة القدم سواء داخل المملكة المغربية أو على الصعيد القاري. نحن مستعدون لنضع رهن إشارة (الكاف) جميع الإمكانيات للمضي وفق التصور العام لتطوير الكرة الإفريقية، لكننا لن نسمح بعلاقة يكون فيها المغرب مجبر على تنفيذ قرارات تتخذ في حقه وفي غيابه.
> في أي إطار قام رئيسا الاتحادين الدولي والإفريقي للعبة بزيارة للمغرب؟
< لا زيارتا حياتو وإنفانتيو في انتظار زيارة مماثلة لرئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان مختلفة. زيارة إنفانتينو تأتي ردا على زيارتي قمت بها لزيوريخ، لأنه اعتبر تجربتنا كنموذج يقتدى به. وبالمناسبة فإنفانتينو بمعية (الفيفا) وافق على عضويتي بلجنة الحكامة. وهذا شيء مهم سيفيدنا لاحقا في تقوية فلسفة الحكامة  في كرة القدم خاصة داخل الأندية. لدينا تحديان أساسيان خلال سنة 2017: أولا التمثيلية داخل هذين المنتظمين خاصة (الكاف) لأن 2017 سنة انتخابية. ثانيا: في نهاية العام سيتم افتتاح ترشيحات مونديال 2026، والذي يعرف تصويت 209 بلدا المنضوين تحت لواء (الفيفا). وبالتالي يجب علينا أن نحدد أهدافنا. إذا كنا نسعى للمضي في مقاربة التواصل مع مركز القرار الكروي العالمي ونتواصل في الان ذاته مع الاتحادات الوطنية، وهو ما نقوم به طيلة سنة ونصف مضت.
 أبرمنا اتفاقيات وقمنا بزيارات لدول واستدعينا منتخبات إفريقية للمغرب بحضور رؤساء بلدانهم. زرنا أيضا فرنسا واتحادها الكروي وإسبانيا أيضا. سنمضي في سياسة الانفتاح هذه من أجل تحضير بلدنا للتموقع أكثر واتخاذ القرار في الوقت المناسب لبلوغ التظاهرات العالية. فهذه هي المقاربة المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف. أما إذا كنت سننتظر نهاية المطاف للدخول في سباق مسافات قصيرة في وقت قياسي، فقد أثبتت التجارب السابقة أن ذلك لا يفيد شيئا.
> هل نفهم من حديثك أنه يمكن أن نطمع في ترشيح المغرب مجددا لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026؟
< لنكن واضحين، المغرب تقدم في بعض المجالات ووصل إلى مستويات راقية. البنتيات التحتية كالطرق السيارة والاتصالات، إذ لسنا بعيدين عن المستويات العالمية، فالملاعب التي نحن كدولة بصدد تعزيزها كملعب كبير بتطوان وآخر بوجدة، إضافة للملاعب المتواجدة حاليا. فنحن لسنا متأخرين عن الشروط المطلوبة لتنظيم المونديال. ولابد من العمل وتوضيح الصورة لمركز القرار العالمي. فلقد دعوت الرئيس إنفانتينو لزيارة مقبلة ومطولة لمجموعة من المدن، لأنه كان معجبا بمدينة مراكش خلال زيارته لها. والزيارات ستمكنه من تكوين صورة واضحة عن المعطيات المتاحة. نفس الأمر بالنسبة لرئيس (الكاف) حياتو. عندما نملك هذا التبادل المكثف مع مراكز القرار الدولي والاتحادات القارية والوطنية، آنذاك سنرى الظروف الموازية لتقديم الترشيح واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. والآن لدينا الكثير من الوقت، والأساسي هو استثمار هذا الوقت لصالح مسلسل التطور المستمر.
> كيف هي علاقة المغرب مع (الكاف) و(الفيفا) فيما يخص النقل التلفزي، بحكم أن المغاربة يهتمون كثيرا بهذه النقطة ، ونعلم أيضا أن جامعتكم رفضت بيع حقوق مباريات المنتخب الوطني في تصفيات المونديال، وهناك مشكل يخص حقوق نقل كأس أمم إفريقيا الحالية، فما هي طبيعة المشكل؟ وما هي الأمور الممكن اعتمادهم من طرفكم من أجل محاربة سياسة الاحتكار؟
< المؤكد أن كرة القدم العالمية باتت تتعرض لهذه المشكل الحقيقي. وفي رأيي الشخصي أجد أن هذه المسألة لها سلبيات أكثر من الإيجابيات. ومن بين الإيجابيات أن النقل التلفزيوني هو الممول الرئيسي لكرة القدم. أما أبرز السلبيات فهي أنه لا يمكن اليوم أن تحرم شعوب بكاملها من متابعة الرياضة الأكثر شعبية في العالم، حيث تنظم في دولة بطولة قارية تعنيها على الصعيد الإفريقي، لكن تحرم من مشاهدتها. الاحتكار أصبح ظاهرة عالمية. فمثلا الدوري الإسباني أصبح محتكرا من “بي ان سبورت” ولم يعد يملك التلفزيون الإسباني الحقوق. وبالتالي إذا أراد مواطن إسباني متابعة الليغا، فعليه أن يتابع القناة القطرية، موقفنا ونحن البلد الإفريقي الوحيد الذي اتخذ قرار عدم بيع حقوق مباريات المونديال، يأتي لسبب بسيط. عندما نجري مباراة على أرضنا، (الكاف) يقدم لنا 50 ألف دولار. وإذا وقعنا معها، فستقوم هي بتسويق حقوق النقل التلفزي، بينما عندما يرغب التلفزيون المغربي في شراء حقوق نقل مباراة على أرضه تتم مطالبته بأداء 10 ملايين درهم. شخصيا أرى أنه من الأفضل أن نخسر نحن 50 ألف دولار، وألا يخسر التلفزيون المغربي 10 ملايين درهم. ونسوق نحن بأنفسنا المباراة ليتابعها المغاربة.
شروطنا كانت واضحة، إذ طلبنا ممن يريد نقل 3 مباريات بالمغرب، بمنحنا نقل 3 مباريات تقام خارج المغرب. هذا فقط ما نطلبه، لا نرغب لا في تقديم نقود ولا الحصول عليها. صحيح أننا تنازلنا عن مدخول للجامعة، لكننا جنبنا التلفزيون المغربي الذي هو مؤسسة عمومية، خسارة مالية كبيرة. في النهاية رفضنا ذلك ولم نوقع العقد كالبلد الوحيد الذي رفض. وأيضا نحن لم نتفق على أن يوقع المكتب التنفيذي الحالي للكاف عقدا احتكار يمتد إلى غاية 2028.
انه أمر غير مقبول تماما، لأنه من الآن إلى ذلك الوقت ستعاقب مراكز القرار والمكاتب التنفيذية المقبلة بالكاف بهذا القرار، وكان من الواجب أن ندع أمامها مجالا أكثر للعمل. مع الأسف كنا 4 أو 5 دول في البداية، ثم تنازلت البلدان الأخرى وتشبثنا نحن فقط بالقرار. والحمد لله لم نشعر بأي ندم. وأكبر دليل على ذلك مباراة المغرب والكوت ديفوار التي تابعها جميع المغاربة مجانا. ويكفيني أن يشاهد المغاربة فريقهم الوطني سواء أرضيا أو فضائيا و5 ملايين متابع من الخارج. أظن أن مشكل النقل التلفزي، وأتذكر أن هذا المشكل  أثير منذ سنتين أو أكثر داخل مجلس الاتحاد الأوروبي، وسيطرح وسيأخذ أبعاد سياسية أخرى، لأنه من غير المقبول  أن تنظم بطولة ككأس العالم للأندية، ودفعنا أموالا من أجل متابعة المغاربة لـ 3 أو 4 مباريات بما في ذلك مباراة الافتتاح التي كان فريق المغرب التطواني طرفا فيها. آنذاك قلنا جميعا أنه لا يعقل أن لا يشاهد المغاربة المباراة وهي تجرى بالعاصمة الرباط ونحن ننظم البطولة. أعتقد أن الأمور تتجه لإيجاد حلول وسط، فلا يمكن أن نلغي حقوق النقل، لكن يجب إعادة النظر في القوانين الخاصة بها.
> ما هي الاستراتجية العامة التي وضعتها الجامعة فيما يخص سياسة التواصل مع وسائل الإعلام، وكيف تتعاملون مع الوسطاء داخل المنظومة الكروية ببلادنا؟
< فيما يخص التواصل، فطيلة مساري المهني وأنا أحبذ الاشتغال على ميدان التواصل في إطار مواكبة التطور التكنولوجي، وأعلم قواعد تواصل شامل قادر على التأثير في الرأي العام. أفضل طريقة للتواصل بدل الاعتماد على 70 فردا بشبكات التواصل الاجتماعي كما تفعل أطراف أخرى، هو العمل وإخراج نتائجه للعموم من أجل الوقوف علي النتائج كما هي. وإذا لم يكن في المستوى وكان هناك من يستطيع تقديم الأفضل، فمرحبا به.
 ركزنا على التواصل الإخباري، بحيث يكون الخبر متاحا في وقته بطريقة نزيهة ومنصفة. وشخصيا أول عمل قمت به لا بد من إيجاد شخص، وقد اخترت محمد مقروف لسببين بسيطين ولدي الشجاعة لقولهما. أولا: لديه تجربة وهو من أهل الدار، ثانيا: لديه شبكة علاقات ولا تحوم أي شبهة. وهذا شرط أساسي في تأدية اي مهمة. مقروف بدأ عمله بتكوين فريق تابع له، وقام بتطوير الموقع الرسمي، وأعتقد أن هذا الفريق ينتظره عمل كثير. بيد أننا نحاول إيصال المعلومة بكل الأشكال في مختلف الأوقات. نحاول التواصل لكي تتاح للصحافيين المعلومة المرتبطة بكرة القدم الوطنية في الوقت المناسب، ولكل واحد الحرية في إبداء رأيه حول هذه النقطة وحق التعليق.
أما موضوع الوسطاء، فنحن نعلم أنه تم خلق هذه المهنة لمزوالتها وفق مجموعة من المعايير مع ضرورة تمكن وإلمام كبير جدا من الوسيط بكرة القدم. ويجب أيضا أن يكون هذا الوسيط مهتما باللعبة من وليس دخيلا. وعليه كذلك أن يكون بمثابة ضامن لحقوق الجميع سواء تعلق الأمر باللاعب أو النادي. هي 3 شروط تتوفر في مهن قليلة بالقطاع الخاص. يلزمه أن يكون أمينا كالموثق وملما بكل شيء كطبيب بروفسور ونزيها ومحب للميدان، لأن سيصعب تغيير مساره كما الشأن بالنسبة لأستاذ في الجامعة.
مع الأسف هاته المهنة التي أحدثت على أسس نبيلة، أصبحت حسب اعتقاد مجموعة من الأشخاص وسيلة للاسترزاق وكسب المال بطريقة سريعة وغير واضحة. وما زاد من تعقيد الوضع قرار (الفيفا)، إذ بعدما كان هذا الوسيط يقدم ملفا تتأكد بموجبه الاتحادات من بعض الشروط إن نقل جميعها،  فسحوا أمام كل من يرغب في امتهان مهنة الوسيط، حيث يقدم طلبا ونحن مجبرون على تسليمه الرخصة تقريبا بطريقة أوتاماتيكية، فتحول الطبيب والصحافي والعاطل إلى وسيط والمدربون إلى وسطاء، ليتكون لنا خليط لا يرعي الإلمام والنزاهة والأخلاقيات.
 > لكن للجامعة الحق في تنظيم هذه المهنة، وفق ما تراه في صالح اللعبة؟
< لا يحق للجامعة تنظيم هذا الميدان، لأن هناك قانون (الفيفا). لو تلقيت طلبا صاحبه يملك سوابق فلن أرخص له وأدعه يلجأ إلى (الفيفا) وأقاومه. وانتم تعلمون أن أسهل شيء في الحياة هو إلقاء المسؤولية على الآخر، بمقدور أن أقول “طاح لي الكاس”. ولكن تحليا بالشجاعة، فعلي الإنسان تحمل مسؤوليته ومخاطبة ضميره. علينا الاتفاق حول أن كرة القدم كرياضة هي عبارة عن منظومة. وإذا كنا نتغنى بالوطنية في كافة المجالات، فعلى الأقل إذا أردنا الرقي بكرتنا، فكلنا مسؤولون. أنتم مثلا لديكم مسؤوليتك كصحافي، ويوم تخل بهذه المسؤولية تأكد فقط داخل قراره ودون حاجة لمن يحاسبك، بأنك أضعت جزء من الزمن وفرصة للبلاد.  والأمر ينطبق علي أنا أيضا كرئيس جامعة. وينطبق على الوسيط كذلك. فعندما لا يكترث وسيط ما لمصلحة النادي، أو عندما يقوم بالفريق بانتدابات ليست في المستوى، فكرة القدم الوطنية هى التي تؤدي الضريبة في النهاية. وأنا أقول في هذا الموضوع، إنه في نهاية المطاف لا يدوم إلا الصحيح. اما الربح السريع وبطرق ملتوية فقد يستمر سنة أو اثنتين أو حتى 10 سنوات، وسينتهي في النهاية.
> في إطار الحديث عن الوسطاء والسماسرة، وضعت جامعة كرة القدم شرطا يتعلق بانتداب اللاعب الأجنبي وضرورة توفره على 10 مباريات دولية، وتطبيقه خلق إشكالا كبيرا لدى الأندية، وهناك رد فعل في الساحة الكروية بأن الشرط مبالغ فيه، فما رأيكم؟
< بالله عليكم كيف قبول ضياع الجهد الذي نبذله على مستوى التكوين وإنشاء المراكز، مع ما يكلف خزينة الجامعة من مالبع مهمة، تصل الى 25 مليون درهم للنادي، إضافة إلى  مكونين يشرف على الفئات العمرية من الصغار إلى فريق الأمل، ويكلفان ما بين 4000 إلى 6000 درهم شهريا، ناهيك عن المعدات والمراكز الجهوية والتعاقد مع لارغيث ومورلان وصرف رواتب 80 إطارا والإدارة التقنية وغير ذلك، وآتي في نهاية المطاف واسمح للأندية بأن تنتدب 30 في المائة اي 4 لاعبين من أصل 11 لاعبا، من الخارج.  
  تستطيع الأندية أن تنتدب من تريد، لكن يجب توضيح شرط 10 مباريات للاعب سواء خاضها مع المنتخب الأول أو الرديف أو شارك أساسيا أو فقط تواجد بورقة التشكيلة بلقاء رسمي أو ودي. لا يعقل أن أنتدب مثلا لاعبا من مالي لم يستطع طيلة 4 سنوات خوض 10 مباريات احتياطيا وفي لقاءات ودية، علما أنه لو شارك في إقصائيات ونهائيات (الشان) لوصل إلى العدد المطلوب. إذن لماذا أستقدم لاعبا كهذا على حساب لاعب مغربي؟ لا يعقل أن يتم التعاقد مع محترف يمنح مليونا أو مليوني درهم لفريقه إضافة للنفقات المرتبطة بذلك. يجب أن ننتبه إلى أمور أخرى، فمثلا مصاريف إصلاح البنية التحية بمجموعة من الملاعب، مثلا عشب ملعب اسفي كلفت 11 مليون درهم، وتثبيت أعمدة الإضاءة كلفت 12 مليون درهم، والكلفة الإجمالية للإصلاح قاربت 3 ملايير سنتيم. فلنقم بتقسيمها على 26 لاعبا. لماذا أهدر المال على لاعب أجنبي لا يمتلك المقومات المطلوبة؟ وهذا ما نعنيه بشرط المباريات العشرة. لا يلعب مباراة ودية ولا يشارك مع المنتخب الرديف ولا المنتخب الأول، فمع من سيلعب؟
> آخر نقطة في هذا الحوار تهم المنتخب الوطني الذي يواصل تحضيراته استعدادا للمشاركة بكأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، كيف استعدادات “تتابعون أسود الأطلس” لـ “الكان” مع كثرة الإصابات التي تعرض لها اللاعبون، وهل أنت متفائل بخصوص هذه الدورة؟
< من لديه ثقافة كروية يدرك جيدا أن هناك فرقا كبيرا بين المنافسات. البطولة تختلف عن كأس العرش وتختلف عن عصبة الأبطال الإفريقية. هناك اختلاف عندما يلعب المنتخب الوطني الإقصائيات وعندما يشارك بمسابقة ستستمر لأسبوعين تقريبا.  
فمثلا عند الحديث عن إقصائيات كأس العالم، سنقف على أن المباراة المقبلة للمنتخب الوطني ستجرى في شهر غشت، أي هناك ما يقارب 10 أشهر. وفي هذه المدة الطويلة فمن الضروري أن تتغير أوضاع المنتخبات الوطنية. هناك لاعبون جدد وآخرون يتعرضون للإصابة وهناك من يمر بمراحل فارغة وآخرون يتوهجون.
نحن نحرص على تحضير الظروف المتحكم فيها بالنسبة المنتخب الوطني خلال مشاركته بكأس أمم إفريقيا، كالإقامة والسكن والأكل والشرب وكان التداريب وغيرها. هذه أمور تدخل في اختصاص الجامعة، وحسمنا في ذلك منذ 3 أشهر. المنتخب الوطني تدرب في أحدث مركز بمدينة العين الإماراتية، والمسؤولون هناك قدموا جميع التسهيلات لبعثة المنتخب الوطني. ومن الظروف المتحكم فيها أيضا نجد الاختيارات، فتكون لديك تشكيلة تختار فيها بوصوفة أو بلهندة أو زياش لكي يلعب أساسيا.
هذا متحكم فيه، لكنه من اختصاص المدرب، وهو من يختار ويعيش مع المنتخب الوطني. من الظروف المتحكم فيها كذلك، هناك المحيط المنتخب الوطني، والذي يمتاز بالاحترافية التامة واللازمة. وبالتالي ما هو المطلوب؟ طبعا النتائج والمردود. أن نكون في أفضل مستوى يوم 16 يناير ضد منتخب الكونغو الديمقراطية. هذا الهدف مجموعة من العوامل الخارجية التي لا يتحكم فيها أحد هي الإصابات، هل هناك أحد كان يتمنى إصابة بوفال وطنان وأمرابط؟ لكن هذا ليس عذرا لأننا بصدد منتخب وطني يعتمد على 40-50 محترفا ولاعبين داخل أرض الوطن، ولدينا منتخب رديف يواصل تحضيراته. هناك ظروف إجراء المباراة. ولا أقصد الظروف الطبيعية أو ما شابه ذلك، بل حالة اللاعبين قبل اللقاء، لأن عطاء اللاعب يتغير بين ظروف وأخرى بشكل كبير. هذه الأمور لا يستطيع أحد التحكم فيها. أظن أن المطلوب منا جميعا أن نقدم ما تستطيع تقديمه للمنتخب الوطني الذي ليس مسؤولية الجامعة أو فلان أو غيره فقط كما يروج البعض، لأن نجاحه نجاح للمغرب وفشله فشل للمغرب أيضا، لكي نحاول استغلال الظروف المتحكم فيها من أجل تجاوز الظروف الغير متحكم فيها. وما نتمناه أن تكون هذه الظروف في صالحنا. في كرة القدم هناك ما نسميه بالنجاح، إذ قد يؤدي فريقك مباراة كبيرة لكنك تصيب القائم في أربع مناسبات ويمكن أن ترتطم الكرة بمدافع وتتحول إلى الشباك.
> لنتحدث قليلا عن حالة لاعب أجاكس أمستردام الهولندي حكيم زياش الذي أثار استبعاده عن التشكيلة ضجة من طرف الجمهور المغربي والصحافة، ما تعليقك على هذه الحالة خاصة أنك رئيس لجنة المنتخبات؟
< أنا المسؤول الأول والأخير عن المنتخب الوطني وسأتحمل كامل المسؤولية. أما حالة زياش، فمنذ استدعائه للمنتخب الوطني في الأيام الأولى له، أتفهم متطلبات زياش كلاعب له مؤهلات كبيرة، لكن هناك فرق بين الموهبة ولاعب كبير المنتخب. قد تكون لاعبا يملك مهارات لكن قد يصعب عليك أن تكون لاعبا دوليا كبيرا، ويلزمك معطيات أخرى غير الموهبة. زياش ما يزال شابا، ولقد أوضحت له هذه الأمور في العديد من المناسبات آخرها في مواجهة الرأس الأخضر عندما لم يشارك وشرحت لها الوضع، وان المستقبل ينتظره. لأنه لاعب لم يتخط 23 سنة و في بداية مشواره الاحترافي على أعلى مستوىن لكن اللاعبين في نفس المركز بوصوفة وبلهندة يتمتعان بالتجربة أكثر منه.
 الآن على زياش استثمار  تواجده مع المنتخب سواء استدعي أم لا أو لعب أساسيا أو احتياطيا، بشكل إيجابي لكي يراكم التجارب ويكون أحسن خلف لأحسن سلف في الوقت المناسب. أظن أن طموح زياش كان أكبر من هذه المعادلة. وصراحة تعامله مع معسكر حاسم قبل مباراة الكوت ديفوار، كلها أمور تجعل من زياش خارج حسابات الناخب الوطني. وأنا أتفق مع قرار المدرب 100%  وهو قرار لا يناقش ولم يسبق لي أم ناقشته في مثل هذه الأمور، لأن ما يربطنا أهداف ونتائج وفق خطة مدروسة. لكن كمتتبع ومسؤول أظن أنا زياش في هذا الوضع الحالي بطموح لا يخضع لأي معادلة وبردود أفعاله المتكررة، فمن الصعب مشاركته في المباريات دون أن ننسى أنه في وقت خاض بوصوفة 3 بطولات، كما اشار المدرب، فزياش لم يخض أي لقاء خارج أرض الوطن. وعندما تسجل هدفين في مباراة ودية، فتلك مجرد بداية البدايات في مشوار اللعب دوليا. شخصيا أطمح عقب آخر اتصال لي مع زياش قبل أيام، أن يظل اللاعب ربحا كبيرا للكرة المغربية التي ستظل رهن إشارته لأن المنتخب الوطني منتخب بلده الأم ومستقبله الدولي مع هذا المنتخب. زياش يلزمه فقط تطوير الآليات الأخرى لإعطاء قيمة أكبر وأكثر وضوح للقيمة الفنية الخاص به.
> على ذكر الأهداف مع الناخب الوطني هيرفي رونار، هل يمكنك تحديديها لنا؟ هل هي منحصرة في بلوغ ربع نهائية كاس أمم إفريقيا؟ أم دور النصف؟ أم التأهل لنهائيات مونديال روسيا؟
 في العقد لدينا مجموعة من الأهداف المسطرة أقلها بلوغ ربع النهاية والأقصى هو التأهل للمربع الذهبي والتأهل لكأس العالم، حسب العقد الموقع مع رونار. وفي حال –لا قدر الله- لم تتحقق الأهداف سنتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
> كلمة أخيرة ..
< اشكركم وأشكر القراء، وأتمنى ان يظل هذا التواصل مستمرا ومبنيا على الوضوح ووضع الجميع في الصورة الحقيقة للكرة المغربية.

حاوره: محمد الروحلي

عدسة: رضوان موسى

Related posts

Top