فوز عريض في غياب التوازن المطلوب…

بعد الانتصار المحقق ضد الغابون، يعود الفريق الوطني المغربى لكرة القدم، لخوض ثاني مباراة، وتدخل هى الأخرى في إطار تصفيات كأس إفريقيا للأمم التي ستجرى بالمغرب…

ستكون مواجهة مساء يومه الاثنين ضد ليسوتو فوق أرضية ملعب أدرار باكادير، وليس خارج المغرب،  والسبب كما هو معلن، عدم ملاءمة ملاعب هذه الدولة الصغيرة، مع شروط الاتحاد الإفريقي لكرة القدم…

والأكيد أن المباراة الثانية، ستكون أسهل بكثير من نظيرتها الأولى، كانت ضد منتخب غابوني، أبان عن شراسة لم تعكسها النتيجة التي آلت للعناصر الوطنية؛ وبحصة تبدو عريضة (4 – 1).

وبالرغم من أن الفوز كان بيننا، إلا أنه طبع بنوع من الصعوبة، بحكم الأخطاء المرتكبة سواء في الاختيار ، أو  بالتموضعات، وعدم الحرص على ضمان توازن أساسي في الأداء، وهذا ما سمح لأصدقاء العميد اوبا ميانغ من تهديد مرمى الحارس المغربي المتألق ياسين بونو…

كان بونو أبرز لاعب بصفوف المنتخب المغربي، حيث أنقد مرماه في أكثر من مناسبة من أهداف محققة، وهذا دليل على أن المهمة لم تكن أبدآ سهلة، ولا في المتناول، رغم أن الحصة كما قلنا كانت كبيرة…

والأكيد أن سوء الاختيارات والاجتهاد غير الموفق في إحداث تموضعات جديدة، هى التي ساهمت في ظهور اختلالات عميقة، خاصة على مستوى المنظمومة الدفاعية، اذ أن تغيير الظهيرين كان سيئا، فأشرف حكيمي هو مدافعا أيمن، ومزراوي غالبا ما ظهر في الجانب الأيسر، ولا يمكن إدخال تعديل أو تجريب، وهذا ما ساهم في افتقاد قوة كانت دائما مفتاح تفوق المنتخب المغربي، وتتجلى في الجهة اليمنى، التي  ينشط بها بشكل فعال حكيمي.

على مستوى قلب الدفاع، فكانت هناك شوارع مفتوحة على مصراعيها، فإذا كان نايف أكرد يفقتقد لإيقاع المنافسة الرسمية، فإن أبقار لازال في حاجة إلى الكثير من الوقت، حتى يصبح لاعبا رسميا بقلب الدفاع، وحاليا لا يمكن المغامرة بترسيمه، خاصة خلال مواجهة أقوى المنتخبات، والمواعيد الكبرى…

بخط الوسط، كلف سفيان امرابط، وحده، بمهمة تشكيل الحائط الأول لخط الدفاع، طمعا في اختبار نزعة هجومية مغايرة لما سبق، لكن المخاطر كانت كبيرة، بينما كان من الأفيد إدخال أمير ريتشارسون، نظرا لتوفره على مواصفات اللاعب القادر على القيام بدورين أساسيين في نفس الوقت، مصادرة عمليات الخصم، وتسهيل الربط في اتجاه لاعبي الخط الأمامي، وهذا ما كان له تأثير بالغ على الأداء العام لأسود الأطلس…

فبلال الخنوس، ورغم قيمته كلاعب واعد يتوفر على مجموعة من المؤهلات، لم يقو على القيام بهذا الدور، تماما كما كان يقوم به من قبل سليم أملاح، خاصة خلال مونديال قطر، وبالتالي، فإن التأثير كان كبيرا…

نصل إلى التوظيف على مستوى الهجوم، حيث ظهر مشكل الترضية واضحا، والسعي لإيجاد توليفة تلبي الرغبات الفردية، عوض الحسم في اختيار يخدم أساسا مصلحة المجموعة، وهنا نتحدث عن حالتي حكيم زياش وإبراهيم دياز، وهو الإشكال الذي سيبقى حاضرا بقوة إلى حين امتلاك المدرب وليد الركراكي، الجرأة الكافية لتحمل مسؤولية الاختيار، الأصعب بالنسبة له…

في خضم هذه “اللخبطة” التكتيكية والتخريجات غير الموفقة، برز بشكل لافت الجناح الزلزولي، كما أن سفيان رحيمي قام بالدور المطلوب منه، وكانا معا وراء الحصول على ضربتي جزاء، استحوذ على تنفيذهما زياش “مول الفرقة”، دون منح إحداها لدياز، هذا الأخير  الذي تمكن من تسجيل أول هدف له بقميص المنتخب المغربي…

ننتظر الوصفة التي سيقدم عليها “رأس لافوكا” ضد ليسوتو، وإمكانية منح الفرصة للاعبين آخرين بمختلف الخطوط. فقطع الغيار موجودة بوفرة، لكن في حاجة إلى توفر مدرب يمتلك خاصيتين أساسيتين، الخبرة الكافية، والجرأة المطلوبة،  لكن حين يلمس الجميع أن المدرب يشعر بنوع من الدونية في مواجهة لاعبين يعتبرون نجوما داخل أنديتهم، ففي هذه الحالة يصعب القيام بدور القائد الحقيقي المتجرد من كل التأثيرات الخارجية…

محمد الروحلي

Top