يلتقي المنتخبان الفرنسي والكرواتي، يوم غد الأحد بملعب “لوجنيكي” بموسكو، برسم المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم 2018 بروسيا، وعين كل فريق على انتزاع اللقب العالمي الثاني لـ “الديوك” الفرنسية والأول لـ “الأخطبوط” الفرنسي.
وتأهلت فرنسا إلى النهائي عقب تفوقها على المنتخب البلجيكي في مباراة نصف النهائي الأولى الثلاثاء الماضي بهدف لصفر، بينما قلبت كرواتيا الأربعاء النتيجة أمام إنجلترا بهدفين لواحد.
وستكون هذه المباراة ثأرية بالنسبة للكروات الذين خسروا أمام الفرنسيين قبل 20 عاما بنتيجة (2-1)، علما أنهم حققوا آنذاك أفضل في إنجاز في تاريخهم بإنهاء البطولة في المركز الثالث بعد الفوز على هولندا (1-2) في مباراة الترتيب.
ويبدو وصول المنتخب الفرنسي للنهائي منطقيا لأن الفريق المتوج باللقب في مونديال 1998 على أرضه، قد تصدر مجموعته (الثالثة)، قبل أن يطيح بمنتخبات قوية كالأرجنتين (3-4) وأوروغواي (0-2) في دور خروج المغلوب.
ويملك الفرنسيون قائمة من اللاعبين المتميزين على رأسهم أنطوان غريزمان وأوليفير جيرو وكليان مبابي ووبول بوغبا، تحت قيادة مدرب خبير اسمه ديديه ديشان الذي يحلم بأن يلتحق بكوكبة نجوم فازوا بكأس العالم كلاعبين ثم مدربين.
ويسود تفاؤل كبير في الأوساط الفرنسية حول قدرة كتيبة “الديوك” على تحقيق لقبهم الثاني في النهائي الثالث، وتعويض خيبة الأمل التي لاحقتهم قبل سنتين عندما فقدوا لقب كأس أمم أوروبا (يورو 2016) على أرضهم لصالح البرتغال (0-1).
في المقابل، لم يكن يتوقع الكثيرون أن تصل كرواتيا لهذه المرحلة المتقدمة، لكنها حصد العلامة الكاملة في دور المجموعات، ثم تفوقت على الدانمارك وروسيا في دوري الثمن والربع، وإن كانت قد احتاجت لوقت إضافي وضربات الترجيح لذلك.
وتتمتع كرواتيا أيضا بنخبة من المواهب المتميزة التي تمارس بأكبر الأندية الأوروبية يقودها لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش وأنتي ريبيتش وإيفان بيريسيتش، لكن مدربها زلاتكو داليتش يفتقد لخبرة تدبير النهائيات الكبيرة.
ويطمح الكروات إلى تسيطر مجد كروي عبر التتويج باللقب العالمي، خاصة أن رصيدهم لا يتضمن سوى المركز الثالث بمونديال 1998 بفرنسا، وبلوغ ربع نهائي كأس أمم أوروبا في دورتي 1996 بإنجلترا و2008 بالنمسا وسويسرا.
مساء الأحد سيتعرف العالم على هوية بطل العالم الجديد الذي سيخلف المنتخب الألماني على عرش كرة القدم الدولية، إما بتتويج فرنسا للمرة الثانية في تاريخهم، أو التحاق كرواتيا بركب 8 منتخبات فقط سبق لها الظفر بالكأس الذهبية.
وعلى مدار 20 بطولة سابقة، تملك البرازيل 5 ألقاب، تليها 4 ألقاب لكل من ألمانيا وإيطاليا، ثم لقبين لكل من الأرجنتين والأوروغواي، فلقب يتيم لفرنسا وإنجلترا وإسبانيا.
وبعيدا عمن سيفوز بكأس العالم لسنة 2018، فقد نجحت روسيا في رهانها التنظيمي بشهادة الجميع، بل إن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) السويسري جياني إنفانتينو قال إن مونديال روسيا هو الأفضل على من أصل 21 بطولة.
وقال إنفانتينو في ندوة صحفية عقدت أمس الجمعة “سبق لي أن أكدت على أن مونديال روسيا سيكون الأفضل في التاريخ. وها أنا اليوم أؤكدها أمام الجميع”، مبرزا أن روسيا “تغيرت وباتت دولة حقيقية لكرة القدم”.
وأوضح رئيس (الفيفا) “كرة القدم أصبحت جزء من الحمض النووي للروس خاصة مع تألق منتخبهم والتنظيم المحكم للبطولة والمستوى الرائع للبنية التحتية”، مشددا على أن ذلك “سيرفع من تصنيف روسيا في بلدان كرة القدم”.
> صلاح الدين برباش