كثرة الأعطاب

يلاحظ منذ بداية الموسم الرياضي الحالي، كثرة الأعطاب وسط لاعبي البطولة الوطنية لكرة القدم، خاصة بقسمها الأول، وتطور الأمر إلى حدود أن كل الفرق تعاني أسبوعيا من عدم اكتمال صفوفها لنفس السبب، وبات الأمر مقلقا للغاية لكونه يضع أغلب الأطقم التقنية أمام حالات استعصاء بالغة في التعقيد.
الأسباب كثيرة ومتعددة، إلا أنها تقود في النهاية إلى حالة واحدة، ألا وهي توقف العديد من اللاعبين عن الممارسة لمدد تختلف حسب حجم الإصابات أو طرق العلاج ونجاح المعالجة الطبية.
فبالإضافة إلى الانعكاسات من الناحية التقنية، هناك التكلفة المالية، دون أن نستثني التأثير النفسي بالنسبة للاعب المصاب الذي يدخل وسط دوامة من التخبط والمعاناة، خصوصا بالنسبة للحالات التي تتكرر فيها الإصابات أو تتجدد بين الفينة والأخرى.
وطبيعي أن هناك أسبابا ومسببات تجعل من الإصابات واقعا لا مفر منه بالنسبة لأي ممارس، كيفما كان مستواه أو قيمته، إلا أن غير العادي في هذه الحالة هو تكرر الحالات، وظهور لاعبين معينين بصفة متقطعة وغير منتظمة وعدم التمكن من ضمان الاستمرارية المطلوبة.
تعدد هذه الأسباب يختلف حسب اختلاف المعطيات البدنية حسب كل ممارس، وتكوينه ومدى احترامه لالتزامات وشروط الممارسة الرياضية، خاصة في جانبها الاحترافي الذي يتطلب الكثير من التضحيات التي أصبحت عادية أمام التطور في العقليات ومناهج الممارسة.
إلا أن هذا المعطى لا يعفينا من طرح السؤال الذي يبقى جوهريا ويتعلق بقوة البنية الطبية داخل الأندية الوطنية، واستيفاء الأطقم المتخصصة في الطب الرياضي لكل المستجدات، بعيدا عن طغيان الهاجس التجاري، وما يطرح في بعض الأحيان من شكوك حول الكفاءة والدراية والتكوين العلمي، دون أن نستثني سوء أرضية الملاعب، وضعف التجهيزات، وعدم احترام المعايير المطلوبة، والتي غالبا ما كانت سببا مباشرا في تعرض بعض اللاعبين لإصابات مختلفة.
الجانب الطبي من الجوانب الأساسية بالممارسة الرياضية، والاهتمام به مسالة حيوية، ولابد ثقافة التوعية من طرف كل المتدخلين، ليمكن الوصول إلى ممارسة رياضية سليمة.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top