أعلن نادي ريال مدريد الإسباني أول أمس الثلاثاء انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي يوفنتوس الإيطالي، في صفقة بلغت قيمتها 100 مليون يورو، في خطوة وضعها أفضل لاعب كرة قدم في العالم خمس مرات في إطار بدء “مرحلة جديدة”.
وأكد النادي الملكي بهذا صحة التقارير الصحافية التي تتحدث منذ أيام عن انتقال هدافه التاريخي البالغ 33 عاما، والمتوج معه بسلسلة ألقاب أبرزها دوري أبطال أوروبا أربع مرات، إلى بطل إيطاليا في المواسم السبعة الأخيرة.
وفي حين كانت التقارير الصحافية تتحدث عن صفقة بقيمة تصل الى 105 ملايين يورو، أكد النادي الإيطالي أنه ضم رونالدو في عقد لأربعة أعوام، وسيدفع إلى ريال مدريد “100 مليون يورو على مدى سنتين ماليتين”.
وفي حين لم يحدد النادي الإيطالي راتب رونالدو، أشارت التقارير الصحافية إلى أنه سيتقاضى سنويا ما يصل الى 30 مليون يورو.
وخطف يوفنتوس رونالدو في وقت لم تكن فيه علاقة الأخير بإدارة ريال مدريد في أفضل حالاتها، في ظل التقارير عن رغبة اللاعب بزيادة راتبه بشكل يوازي الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة الاسباني) والبرازيلي نيمار (باريس سان جرمان الفرنسي)، مقابل عدم تجاوب رئيس ريال فلورينتينو بيريز مع ذلك.
وقال النادي الإسباني في بلاغ بعد ظهر الثلاثاء أنه “يقدم (….) شكره اليوم الى لاعب أثبت أنه الأفضل في العالم في احدى أكثر الفترات تألقا في تاريخ نادينا وكرة القدم العالمية”، مضيفا “وفقا للرغبة والطلب الذي أعرب عنه اللاعب كريستيانو رونالدو، وافق على انتقاله الى يوفنتوس”.
وبحسب التقارير الصحافية، تصل قيمة الصفقة إلى 105 ملايين يورو (120 مليون دولار أميركي)، وسيحصل بموجبها رونالدو على راتب سنوي يقدر بـ 30 مليون يورو، مقارنة مع 23,6 حاليا رفقة نادي العاصمة الإسبانية.
وودع رونالدو مشجعي النادي برسالة نشرت على الموقع الالكتروني لريال وجاء فيها “لقد فكرت كثيرا واعتقد ان الوقت قد حان لفتح مرحلة جديدة في حياتي، ولهذا السبب طلبت من النادي قبول انتقالي”.
وتابع “لدي شعور كبير بالشكر لهذا النادي وللمشجعين والمدينة”، مضيفا “أطلب من الجميع، وخصوصا مشجعينا ان يتفهموني”.
ويأتي رحيل رونالدو الذي انضم الى ريال مدريد في 2009 قادما من مانشستر يونايتد الإنجليزي لقاء 94 مليون يورو (رقم قياسي في حينها)، بعد أسابيع من إعلان مدرب النادي الملكي الفرنسي زين الدين زيدان رحيله أيضا، بعدما قاد النادي مع رونالدو إلى لقب دوري الأبطال لثلاثة مواسم تواليا.
وبعيد وقت قصير من إعلان انتقاله رسميا، ارتفعت أسهم يوفنتوس في بورصة ميلانو بنسية 5,71 بالمئة، لتبلغ أعلى مستوى لها منذ عام.
وأثار رونالدو زوبعة إعلامية في عالم الكرة المستديرة عندما صرح في 26 ماي بعيد دقائق من إحراز فريقه لقبه الثالث تواليا في دوري الأبطال على حساب ليفربول الإنجليزي (3-1 في كييف) أنه “كان من الجيد اللعب لريال” مستخدما صيغة الماضي.
وهدأت التقارير الصحافية عن احتمال الرحيل أثناء مشاركة رونالدو مع البرتغال في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، حيث وصل الى الدور ثمن النهائي وخرج أمام الأوروغواي 1-2 في 30 يونيو الماضي.
وتألق رونالدو في الدور الاول من المونديال لا سيما في المباراة الأولى التي سجل فيها ثلاثة أهداف وخطف تعادلا ثمينا مع إسبانيا 3-3 في اللحظات الأخيرة إثر ضربة حرة رائعة، ثم سجل هدف الفوز في مرمى المغرب (0-1)، قبل التعادل مع إيران 1-1 في المباراة الثالثة.
لكن وسائل الاعلام الإسبانية والإيطالية كثفت بعد خروج البرتغال من كأس العالم الحديث عن صفقة انتقاله الى يوفنتوس، وعن اتصال هاتفي بينه وبين مدرب “السيدة العجوز” ماسيميليانو اليغري.
وبرز رونالدو في صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي بين عامي 2003 و2009، وعرف معه طعم الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في 2008، وهو العام الذي نال فيه أولى كراته الذهبية الخمس.
وانضم الى ريال مدريد في 2009 وحققه مسيرة مذهلة شملت إحراز لقب دوري الأبطال أربع مرات (2014، 2016، 2017، و2018)، والدوري الاسباني مرتين (2012، 2017)، اضافة الى كأس العالم للأندية مرتين (2014 و2016، اضافة الى 2008 مع يونايتد)، وكأس إسبانيا مرتين.
كما حقق رونالدو في 2016 لقبه القاري الأول مع المنتخب البرتغالي، وذلك بالتتويج بكأس أوروبا على حساب فرنسا المضيفة، بالفوز 1-0 في المباراة النهائية بعد التمديد.
***
مسيرة طويلة وأرقام مثيرة
انتقل البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي يوفنتوس الإيطالي قادما من ريال مدريد الإسباني. وفيما يلي حقائق عن أفضل لاعب في العالم 5 مرات، والهداف التاريخي لريال مدريد:
– نشأته
ولد رونالدو في الخامس من فبراير 1985 في فونشال- ماديرا، ولعب في فريق الشباب في ناسيونال قبل الانضمام إلى سبورتنج لشبونة في 2002، المنافس التقليدي لبنفيكا فريقه المفضل في طفولته.
– مسيرته مع مانشستر يونايتد
تعاقد أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد آنذاك، مع اللاعب المغمور البالغ عمره 18 عاما مقابل 12.24 مليون جنيه إسترليني (20.1 مليون دولار)، في غشت 2003، عقب أداء استثنائي أمام يونايتد في مباراة ودية استعدادا للموسم الجديد في لشبونة.
واختير رونالدو أفضل لاعب في يونايتد موسم 2003-2004، في أول أعوامه مع النادي، وتوج بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي.
وفي موسم 2006-2007 فاز يونايتد بلقب الدوري وتوج رونالدو بجائزة أفضل لاعب في البرتغال وإنجلترا.
واحتفل بالتتويج بثنائية الدوري المحلي ودوري الأبطال موسم 2007-2008 وتصدر هدافي أوروبا برصيد 42 هدفا وفاز بالعديد من الجوائز المحلية منها لاعب الموسم في إنجلترا.
وكلل رونالدو نجاحه في موسم 2008 بالفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم خلال العام ذاته، ليصبح ثالث برتغالي يفوز بالكرة الذهبية بعد إيزيبيو 1965 ولويس فيجو 2000.
وفي موسم 2008-2009 ساعد يونايتد على الفوز بلقب الدوري الممتاز وكأس رابطة الأندية الإنجليزية وكأس العالم للأندية والتأهل لنهائي دوري الأبطال حيث خسر الفريق 2-صفر أمام برشلونة.
وسجل «الدون» 118 هدفا في 291 مباراة مع يونايتد.
– مسيرته مع ريال مدريد
تعاقد مع ريال مدريد مقابل (106.16 ملايين دولار) من مانشستر يونايتد في 2009 ليصبح أغلى لاعب في العالم آنذاك.
وسجل رونالدو 26 هدفا في 29 مباراة في الدوري، موسم 2009-2010، وسبعة في ست مباريات بدوري الأبطال، لكن ريال مدريد أنهى الموسم بدون أي لقب كبير، وتمت إقالة المدرب مانويل بيليغريني ليحل بدلا منه جوزيه مورينيو.
وحقق اللاعب رقما قياسيا إسبانيا بتسجيله 40 هدفا في 34 مباراة، موسم 2010-2011، ورفع رصيده من الأهداف في الدوري الإسباني إلى 46 هدفا في 38 مباراة موسم 2011-2012، لكن تفوق عليه ليونيل ميسي هداف برشلونة الذي سجل 50 هدفا في 37 مباراة.
وكان موسم 2012-2013 متواضعا وفقا لمعاييره، حيث فشل ريال مدريد في الفوز بأي لقب ليرحل مورينيو.
وحقق رونالدو رقما قياسيا شخصيا بتسجيله 17 هدفا في دوري الأبطال موسم 2013-2014 عندما حقق ريال مدريد لقبه العاشر في دوري الأبطال.
وتوج بالكرة الذهبية أعوام 2008 و2013 و2014 و2016.
وأصبح أول لاعب في تاريخ دوري الابطال يسجل 100 هدف، وسجل ثنائية في مرمى يوفنتوس في نهائي دوري الأبطال في كارديف ليقود ريال مدريد للقبه 12.
وحصد الكرة الذهبية الخامسة في دجنبر 2017 لينضم إلى ميسي، وكلاهما فقط توج بالجائزة خمس مرات.
ويعد رونالدو الهداف التاريخي لريال مدريد برصيد 451 هدفا في تسعة مواسم وحصد 16 لقابا.
– مسيرته مع منتخب البرتغال
شارك في أولى مبارياته الدولية مع البرتغال في انتصار ودي 1-0 على كازاخستان في 2003.
وساعد البرتغال صاحبة الضيافة في احتلال المركز الثاني في بطولة كأس أمم أوروبا 2004.
وخرجت البرتغال من دور الستة عشر لكأس العالم 2010 أمام إسبانيا.
وساعد البرتغال على بلوغ قبل نهائي كأس أمم أوروبا 2012، حيث خرجت مرة أخرى أمام إسبانيا لكن هذه المرة بضربات الترجيح.
وودعت البرتغال كأس العالم 2014 من الدور الأول.
وفي مارس 2014، تجاوز رونالدو رقم باوليتا الهداف التاريخي للبرتغال برصيد 47 هدفا.
وفي 2016 ساهم في قيادة البرتغال لأول ألقابها القارية عندما فازت 1-0 على فرنسا في نهائي يورو 2016.
وسجل رونالدو هدفه الدولي 85 أمام المغرب في المونديال الجاري، ليصبح الهداف التاريخي لأوروبا.