قال مصطفى الناجي، عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد فيروس كورونا، إن “الجائحة مستمرة والفيروس لا يزال موجودا”.
ولفت في تصريح إعلامي إلى عدم الخلط بين انتهاء الموجة الثالثة وانخفاض حالات الإصابة، الذي لا يعني حسبه، اختفاء الجائحة. ولئن أكد على أن الحالة الوبائية بالمملكة مريحة، فإنه شدد في نفس الوقت على الاستمرار في الالتزام بالتدابير الاحترازية والاستمرار في التلقيح، منبها بقوله: ” لا يمكن أن نتنبأ بما سيكون عليه المستقبل، والدليل هو ما تعيشه الصين حاليا وبلدان أخرى”، محملا بهذا الصدد المسؤولية للمواطن في الحفاظ على الوضعية الوبائية المطمئنة بالمملكة..
هذا، وفي جديد الحالة الوبائية بالمملكة في ضوء آخر أرقام ومعطيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، لأول أمس الثلاثاء، تم خلال الـ24 ساعة الماضية تسجيل 57 إصابة جديدة، مقابل تعافي 38 شخصا.
وبلغ عدد الملقحين بالجرعة المنشطة 6 ملايين و243 ألف و266 شخصا تلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، فيما ارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 23 مليون و282 ألفا و409 شخصا، مقابل 24 مليونا و804 ألف و195 شخصا تلقوا الجرعة الأولى.
ورفعت الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى مليون و164 ألف و774 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام مليون و148 ألف و310 حالات، بنسبة تعاف تبلغ 98.6 في المائة.
وبلغ مجموع الحالات النشطة 398 حالة، في حين تم تسجيل حالة خطيرة واحدة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليصل مجموع هذه الحالات إلى 13 حالات. وبلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد 0.2 في المائة.
من جهة أخرى، حذرت منظمة الصحة العالمية أول أمس، من أن التراجع الكبير في عدد اختبارات كوفيد التي يتم إجراؤها ترك العالم في حالة عمى حيال استمرار تطور الفيروس وتحوراته الخطيرة المحتملة.
وأضاف “هذا يصيبنا بالعمى أكثر حيال أنماط انتقال الفيروس وتطوره”، معقبا “عندما يتعلق الأمر بفيروس قاتل، فإن الجهل ليس نعمة”.
وأعرب ويليام رودريغيز الذي يترأس تحالف التشخيص العالمي “فيند” أيضا عن غضبه لأن العديد من الحكومات توقفت في الأشهر الأخيرة بكل بساطة عن أجراء اختبارات للكشف عن المصابين بالفيروس.
وفي حديثه خلال مشاركته في المؤتمر الصحافي الذي استضافته منظمة الصحة العالمية، أشار رودريغز إلى أنه في الأشهر الأربعة الماضية ووسط ارتفاع الإصابات بالمتحورة أوميكرون “انخفضت معدلات الاختبارات من 70 إلى 90 بالمائة في جميع أنحاء العالم”.
والمفارقة أن التراجع في عدد الاختبارات جاء في وقت أصبحت فيه إمكانية التوصل إلى نتائج دقيقة حول الإصابة أكثر من أي وقت مضى.
وأشار رودريغيز الى أنه “لدينا الآن قدرات غير مسبوقة لمعرفة ما الذي يحدث”.
وأضاف “ومع ذلك، نظرا لأن الاختبارات اليوم كانت أول ضحية لقرار عالمي بالتخلي عن حذرنا، فقد أصابنا العمى وأصبحنا غافلين عما يحدث مع هذا الفيروس”.
وتسبب وباء كوفيد وفق الأرقام الرسمية في وفاة أكثر من ستة ملايين شخص منذ ظهوره لأول مرة في الصين أواخر عام 2019، لكن يعتقد أن العدد الحقيقي أكثر بثلاثة أضعاف على الأقل.
وفي حين أن العديد من البلدان تلغي التدابير الوقائية وتحاول العودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية، إلا أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الوباء لم ينته بعد.
وقال تيدروس “هذا الفيروس لن يختفي لمجرد أن الدول ستتوقف عن البحث عنه”، مشيرا إلى أنه “ما زال ينتشر وما زال يتحور ويقتل”.
وحذر من أن “ظهور متحور جديد خطير لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا”، مضيفا أنه “على الرغم من انخفاض عدد الوفيات، إلا أننا ما زلنا لا نفهم العواقب طويلة المدى للإصابة على الناجين”.
< سعيد ايت اومزيد