مسؤولية «برلمان» الرجاء…

تصريح غير عادي أدلى به مؤخرا، فتحي جمال مدير التكوين بالإدارة التقنية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
«الرجاء خارجين عليها الحياحة.. خاصك تعطيهم لفلوس باش يخليوك تخدم، حياحة كاتلقاهم فباب الوازيس كايتسناوك تخرج من الملعب. مايمكنش دري صغير كايقرر فمصير رئيس عندو 70 عام، عبر صونداج عن طريق المواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك). الرجاء ماغاديش تموت وغاترجع أكيد، والرئيس القادم خاصو يخدم على مشروع طويل ماشي عام…».
فتحي جمال الذي فضل الابتعاد عن الأضواء خلال السنوات الأخيرة، وبدأ يتحفظ في خرجاته وتصريحاته، وحتى لقاءاته خارج إطار العمل، تخلى أخيرا عن واجب التحفظ الذي ميز كلامه، ليجهر بالحقيقة الصادمة، حقيقة يعرفها الخاص والعام، لكن قليلون هم الذين يتجرؤون على البوح بها علانية…
ما قاله جمال يعكس بصدق حقيقة الأزمة التي تعصف بالرجاء، منذ حوالي عقد من الزمن، تأثير ضاغط لعينة من الجمهور امتلكت القدرة على توجيه الأحداث، والمصادقة على القرارات، بل اختيار الأشخاص وتحديد المسؤوليات، في استغلال فادح لوسائل التواصل الاجتماعي الذي أصبح سلطة لا يمكن تجاوزها بسهولة.
صحيح ما قاله جمال بخصوص أطفال صغار يؤثرون على رؤساء يجرون وراءهم سنوات من التجربة والخبرة، سواء في الحياة أو المسؤوليات، لكن هذا نصف الحقيقة فقط، اما النصف الآخر فيتمثل في من يحرك ويخطط ويمول؛ ومن يعطي انطلاقة الحملات، ومن يأمر بوقفها؟
الأكيد أن هناك أشخاصا كبارا في السن، لكن يطغى عليهم تفكير صبياني طائش يبيح كل شيء من الوصول إلى الأهداف، والرجاء أصبحت خلال السنوات الأخيرة رهينة بيد أشخاص يتحركون الأمور بواسطة «الريمونت كونترول»، لا تهمهم مصلحة الفريق، بقدر ما يسعون إلى الوصول إلى أهداف ومصالح خاصة، مهما كلف ذلك من ثمن.
وجاء التصريح الأخير لنائب رئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم والمالك الوحيد لنادي شباب المحمدية، هشام أيت منا، ليفجر قنبلة انشطارية ستزيد من تأثير الأوضاع داخل القلعة الخضراء.
قال أيت منا، وفق تصريح إعلامي منسوب له، «ما لا أفهمه هو أن يكون هناك شخص يعلن رغبته في تسيير فريق الرجاء الرياضي، وهو الذي سبق له أن خصص منحا مالية لفائدة أندية من أجل خسارة الرجاء، وأنا شخصيا حضرت لهذا الأمر وكان بجانبي.. لا أفهم كيف يرغب هذا الشخص في تسيير الرجاء؟»، مردفا: «سيرو قلبو عليه شكون هو».
فهم الجميع قصد أيت منا، من وراء هذا الاتهام الواضح، لكونه يلمح بوضوح إلى زميله في حزب التجمع الوطني للأحرار محمد بودريقة، بحكم أنه رئيس سابق ومرشح حالي، مع تبرئة منافسه سعيد حسبان البعيد كل البعد عن مثل الشبهات.
الكل يتهم بودريقة بأنه هو وراء تحريك الذباب الإلكتروني، وجاء اتهام أيت منا ليزيد من تعقيد الأمور، أضف إلى ذلك اتهامه بالضلوع في بيع تذاكر المونديال الأخير في قطر، وغيرها من التهم والملفات، التي لا تعد ولا تحصى…
وهو الآن مرشح لرئاسة فريق خربه من الداخل، ويخطط حاليا للعودة لمنصب المسؤولية، فما رأي برلمان الرجاء المطالب بحسن الاختيار؟

>محمد الروحلي

Related posts

Top