منتخب النجوم، بدون حلول

أن تفوز بحصة عريضة، ويخرج حارسك أفضل عنصر في المقابلة، فهذا معطى غير إيجابي بالمرة، وقفنا عليه بالملموس خلال المواجهة ضد الغابون….
أن تحقق انتصارا في الدقائق الأخيرة من عمر مباراة، ضد منتخب يسمى لوسوتو، يصنف من المنتخبات الضعيفة قاريا ودوليا، فهذا يعكس مستوى غير صحي تماما…
أن تحاول الانفتاح على اللعب الهجومي، ويتعرض خط دفاعك بالمقابل لبهدلة، فهذا تأكيد على ضعف التصور التكتيكي، وغياب الخبرة الضرورية في هذه الحالة…
أن تحرص على إرضاء الخواطر، وتفادي “زعل” بعض اللاعبين من الحرس القديم، حتى ولو على حساب آخرين أكثر جاهزية، فهذا يعكس ضعف شخصية المدرب، في مواجهة من يعتبرون أنفسم أصحاب الحل والعقد داخل النخبة المغربية…
أن تحرص على استدعاء لاعبين غير جاهزين، على حساب عناصر رسمية بفرقها، وتبرر ذلك بمعطيات غير صحيحة، فإن هذا سلوك غير مهني، ولا علاقة له بالاحتراف الحقيقي…
أن تحول اللقاءات الصحفية إلى مجال للمزايدات والردود المجانية والبوليميك الفارغ، و”المعايطة” التي تحط من قيمة صاحبها، فهذا أسلوب مبتذل، لم يعد له مكان بكل قواميس التدريب، ولا طرق القيادة…
كل هذه المعطيات وغيرها كثير، تؤكد أن الأمور ليست على ما يرام، فلا يعقل أن تقف عاجزا أمام فريق يركن للوراء، ولا تجد حلولا عاجلة، حتى وإن كان الخصم الأضعف على جميع الأصعيد…
فعندما جرب المدرب الانفتاح على اللعب الهجومي، ظهرت هناك شوارع وسط خط الدفاع، كما لم يتمكن سفيان امرابط الذي بقى وحيدا بوسط الميدان، من القيام بمهمة تشكيل الحائط الأول، والنتيجة تهديد مرمى الحارس بونو في أكثر من مناسبة، كما ضيع أصدقاء العميد اوبا ميانغ فرصا سهلة، وصدت العارضة أكثر من هدف محقق…
الأشكال هو أن الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، لا يعكس في أدائه أي تطور يستحق الذكر، كما لا يتحسن في أسلوب اللعب، وحتى عندما يتم تجريب تكتيك مغاير ، لذلك الذي لعب به خلال مونديال قطر، فإن الأمور تنقلب رأسا على عقب.
صحيح بإمكانك تسجيل أكبر عدد من الأهداف، لكن الحصانة الدفاعية تصبح مفقودة، كما حدث ضد منتخب الغابون، رغم التراجع الذي يعرفه هذا الأخير، فما بالك لو واجهت منتخبا أكثر جاهزية من كبار القارة…
ضد لوسوتو، عمل وليد الركراكي على منح الفرصة للاعبين آخرين، خاصة ممن تألقوا بدورة باريس الأولمبية، إلا أن المبادرة افتقدت هى الأخرى لمنهجية صحيحة، إذ كان من الممكن أن يتم ذلك وفق أسلوب يضمن نوعا من التدرج، وطريقة سلسة، وليس دفعة واحدة، وقد لاحظ الجميع أن إمكانيات اللاعبين مهمة، ولكن هناك افتقاد لمنهجية صحيحة، وتوظيف أفضل ومقاربة مغايرة لما تم تطبيقه…
كنا نأمل أن نخصص قراءة أخرى لأداء المنتخب المغربي، المحاط بهالة إعلامية كبيرة، بفضل تألقه بالمونديال الأخير؛ وبفضل ترسانة النجوم الذين يبرزون بأفضل الدوريات الأوروبية؛ وبفضل الإمكانيات والرعاية الاستثنائية المتوفرة له.
هناك حكم مطلق يتعلق بالمدرب وليد الركراكي، ويقول بأن منتخبا مثل المنتخب المغربي بنجومه الكبار في حاجة إلى مدرب كبير، بخبرته وبكفاءته وبشخصيته ونضجه التكتيكي، فكيف يستقيم الحال عندما يقود هذه المجموعة مدرب بخبرة محدودة، والأكثر من ذلك يلمس الجميع انه يشعر بالدونية أمام لاعبين متميزين، وغير قادر على فرض شخصيته؟…
إنه إشكال حقيقي، يفرض التعامل معه، إلى حين حلول موعد يقتنع فيه الجميع، أن ما تحقق خلال مونديال قطر مجرد ذكرى جميلة، قد لا تتكرر إذا استمر الوضع على ما هو عليه….

>محمد الروحلي

Top