نظم مهرجان كناوة وموسيقى العالم في دورته الـ25، الدورة الحادية عشرة لمنتدى حقوق الإنسان، في موضوع “المغرب-إسبانيا-البرتغال: تاريخ بمستقبل واعد”. ونظم المنتدى بالموازاة مع الحفلات الموسيقية والأمسيات الفنية، وتماشيا مع روح المهرجان وفلسفته التي تهدف إلى الحوار بين ثقافة كناوة وباقي موسيقى العالم.
وأصبح المنتدى إحدى أهم وأغنى فقرات المهرجان، وتتم كل سنة دعوة باحثين ومتدخلين سياسيين ومثقفين وجمعويين، لهم إسهامات مهمة في مجالات اهتمامهم، لمناقشة موضوع محدد له راهنيته. وفي هاته السنة، اختار المنتدى النبش في العلاقات التاريخية التي تجمع بين المغرب، إسبانيا والبرتغال، بمناسبة الحدث المقبل الذي ستحتضنه البلدان الثلاثة: التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم 2030.
ونظم المنتدى بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومجلس الجالية المغربية بالخارج. وقد تمكن المنتدى خلال دوراته العشر السابقة من مناقشة مواضيع متنوعة همت قضايا الثقافة والشباب ومستقبل القارة الإفريقية ونسائها المبدعات. كما قارب محاور أخرى كمسألة الجاليات والإبداع والسياسات الثقافية في زمن الرقمنة، وإلزامية المساواة وقوة الثقافة في مواجهة ثقافة القوة.
وحضر الجلسة الافتتاحية مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة-موكادور، أندري أزولاي، ورئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، ومديرة ومنتجة المهرجان، نائلة التازي، ورئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج إدريس اليزمي، بالإضافة إلى شخصيات أخرى.
وفي مداخلة لها في المنتدى، قالت مديرة ومنتجة المهرجان، نائلة التازي، إن المنتدى يعتبر واجهة للمهرجان لأنه يتيح مناقشة مختلف القضايا الراهنة. معتبرة أن المهرجان، فضلا عن بعده الفني، يعكس قيم التعايش المشترك من خلال خلق مساحات للنقاش والحوار والتبادل. كما نوهت بالروابط العميقة التي تجمع المغرب، إسبانيا والبرتغال، معتبرة أنها شراكة نموذجية لها آفاق واعدة.
وأبرزت المتحدثة ذاتها، أن منتدى المهرجان هاته السنة، اختار التركيز على تيمة تنظيم كأس العالم مع بلدين صديقين، وهما إسبانيا والبرتغال. مضيفة: “إن هذا الترشيح المشترك يعكس حجم العلاقات السياسية التي استمرت في التطور والعلاقات الاقتصادية التي تتعزز يوما بعد يوم، حيث أن إسبانيا، على سبيل المثال، هي الشريك التجاري الأول للمغرب”، داعية إلى “مواجهة التحديات لإنجاح هذا الحدث الكبير”.
من جهة أخرى، أشاد إدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، بمهرجان كناوة وموسيقى العالم، نظرا للدور الذي يلعبه في تسليط الضوء على التنوع الثقافي الذي يزخر به تاريخ المغرب، وكذا انفتاحه على العالم.
وأضاف اليزمي: “اخترنا مع المسؤولين عن مهرجان كناوة، تنظيم منتدى حقوق الإنسان حول تيمة “المغرب-إسبانيا-البرتغال” تاريخ بمستقبل واعد، وهو موضوع له علاقة بالتنظيم المشترك لكأس العالم 2030. وهو فرصة للبلدان الثلاثة من أجل تقوية وتسريع التعاون المشترك، لكن، كل هذا يتطلب مجهودا من المجتمعات المدنية للدول الثلاث، لأنه لدينا ماض مشترك طويل جدا مع إسبانيا والبرتغال، فيه فترات من التعاون والازدهار الثقافي والسياسي المشترك. لكن فيه أيضا فترات من الأزمات”.
وخلص اليزمي إلى أن هذا التنظيم المشترك يمكن أن يسمح للمجتمعات المدنية للبلدان الثلاثة لتقوية المبادرات المشتركة، مثل مجلس الجالية الإسبانية في الخارج، ومجلس الجالية البرتغالية في الخارج. مشيرا إلى أن هناك عدة ميادين أخرى يمكن أن يكون فيها التعاون مشترك بين الدول الثلاث، وهو ما سيساهم في نجاح موعد 2030.
أما الرئيس السابق للحكومة الإسبانية، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، فقد نوه في مداخلته بالعلاقات التاريخية والثقافية التي تربط بين المغرب وإسبانيا. معتبرا أنه “لا يمكننا فهم تاريخ إسبانيا دون فهم تاريخ المغرب والعكس صحيح”.
وفي سياق الحديث عن التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 للبلدان الثلاث: المغرب وإسبانيا والبرتغال، اعتبر ثاباتيرو أن هذا الحدث العالمي والمهم، الذي يجمع بين ثلاثة بلدان تتقاسم تاريخا مشتركا، يإمكانه أن يقوي العلاقات بين بعضها البعض، حتى تستطيع مواجهة مختلف التحديات.
جدير بالذكر، أن مهرجان كناوة وموسيقى العالم، رأى النور بالصويرة، في يونيو سنة 1998، بهدف رد الاعتبار للموروث الفني والغني لموسيقى كناوة وحمايته من الضياع والاندثار، وقد تكلل هذا المشروع بإدراج موسيقى كناوة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية سنة 2019. واحتفل المهرجان هاته السنة في دورته الـ25 بذكرى ربع قرن من انطلاقه، وكانت مناسبة للعودة إلى الوراء، واستحضار ذكريات وإنجازات المهرجان التي تم تحقيقها طوال السنوات التي مضت.
مبعوثا بيان اليوم إلى الصويرة
متابعة: سارة صبري
تصوير: أحمد عقيل مكاو