عقدت منظمة الطلائع أطفال المغرب الدورة الثانية عشر لمجلسها الوطني حضوريا بمدينة أكادير يومي 11 و12 يونيو 2022، وانطلقت بتقديم ومناقشة تقرير المكتب التنفيذي الذي تطرق إلى أهم المستجدات الدولية والوطنية ورسم خارطة طريق عمل المنظمة خلال الفترة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بالعرض الوطني للتخييم لسنة 2022 والتحديات التي يطرحها. كما تم عرض التقرير المالي لسنة 2021.
وبعد التداول في مختلف النقط المدرجة في جدول أعمال الدورة تمت المصادقة بالإجماع على تقرير المكتب التنفيذي والتقرير المالي لسنة 2021، وكذا بيان الدورة الذي تعلن من خلاله منظمة الطلائع أطفال المغرب ما يلي:
على الصعيد الدولي
تعبر المنظمة عن قلقها البالغ جراء استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والتحديات التي تطرحها على الوضع الدولي، خاصة فيما يتعلق بتداعياتها على الأمن الغذائي العالمي، وتهديدها لحياة الأطفال وسلامتهم نتيجة للدمار والخراب ووضعيات التشرد واللجوء التي تخلفها، ما يجسد انتهاكا خطيرا ومقلقا لحقوق الأطفال، وما يستدعي من الأطراف المعنية وكل مكونات المنتظم الدولي العمل، وعلى وجه السرعة، على إيقاف هذه الحرب قبل ان تتسبب في المزيد من تدهور الأوضاع ومن الكوارث.
تجدد المنظمة إدانتها الشديدة واستنكارها القوي الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي أودت بحياة الصحفية الفلسطينية المناضلة شيرين أبو عاقلة، وانتهاك حرمة جنازتها، إضافة إلى الاعتداءات المتكررة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في القدس الشريف والمسجد الأقصى؛ كعنوان لغطرسة الاحتلال الإسرائيلي وخرقه السافر للقانون الدولي واستهتاره بكل قيم المجتمع الإنساني. وتعبر المنظمة من جديد عن تضامنها المطلق وغير المشروط مع أطفال فلسطين والشعب الفلسطيني في نضالاته من أجل انتزاع كافة حقوقه العادلة والمشروعة، وعلى رأسها الحق في بناء وإقامة دولته الوطنية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، داعية المجتمع الدولي لملاحقة المعتدين وترتيب المسؤوليات أمام منابر العدالة الدولية ذات الاختصاص.
كما تؤكد منظمة الطلائع-أطفال المغرب على تثمينها المجهودات التي يبذلها المغرب لدعم فلسطين الشقيقة مستثمرا موقعه الإقليمي والدولي، واعتزازها بالمبادرات التضامنية والإنسانية بقيادة جلالة الملك وتقديرها العالي لمساعيه الرسمية لإيقاف التصعيد الإسرائيلي الخطير وتشبثه بعدم المساس بالالتزام الدائم والمستمر بنصرة القضية الفلسطينية ذات المرتبة نفسها مع قضية الوحدة الترابية المغربية.
على الصعيد الوطني
تتابع المنظمة باهتمام بالغ تطورات قضية الوحدة الترابية المغربية خاصة ما يتعلق بالاستفزازات المتواصلة للخصوم التي تروم تأزيم الوضع؛ وتجدد منظمة الطلائع-أطفال المغرب، بمناسبة انعقاد الدورة الثانية عشر لمجلسها الوطني، إدانتها القوية للانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها ساكنة مخيمات تندوف وخاصة الأطفال المحتجزين هناك، واستنكارها الشديد تجاه الأوضاع المزرية والمعاناة اليومية التي يتكبدونها، وتعرضهم المتواصل لعمليات الترحيل القسري والتجنيد الإجباري في خرق سافر للمواثيق الدولية.
وبخصوص تطورات جائحة كورونا، تسجل المنظمة ارتياحها للعودة التدريجية للحياة الطبيعية بعد طول معاناة، آملة ألا ترتفع حالات الإصابة مرة اخرى، بالنظر إلى التأثيرات الكارثية الناجمة عن أي قرار جديد بالحجر المنزلي.
كما تعبر المنظمة عن قلقها البالغ جراء التدهور المتنامي للأوضاع الاجتماعية بسبب ارتفاع أثمنة المحروقات وغلاء أسعار المواد الأساسية في مقابل عجز الحكومة عن اتخاذ تدابير ناجعة لمواجهة الازمة، وتوفير الضمانات الضرورية لحماية حقوق الأطفال على هذا المستوى وتأمين مستقبلهم، باعتبارهم الفئة الهشة الأكثر تضررا من تدهور الأوضاع المعيشية.
تطور حماية حقوق الأطفال بالمغرب
تثمن منظمة الطلائع-أطفال المغرب عاليا الخطوات التي قام بها المغرب لتعزيز وحماية حقوق الأطفال، وانخراطه في المنظومة الحقوقية الدولية، ومصادقته على مختلف الاتفاقيات والبروتكولات الاختيارية الملحقة بها؛ كما تعتز بجميع المكتسبات التشريعية والمؤسساتية الهامة ذات الصلة.
لكنها تسجل، بالمقابل، استمرار حالات انتهاك حقوق الأطفال، كضحايا للعنف الأسري باعتبارهم الحلقة الأضعف في بناء الأسرة، من خلال تعرضهم لمختلف أشكال الاعتداء والاستغلال الجنسي والاقتصادي، وهو ما تؤكده حالات اغتصاب وقتل الأطفال، والخادمات القاصرات، وظاهرة تزويج القاصرات، وأطفال في وضعية الشارع، والأمهات العازبات القاصرات. وغيرها من المظاهر التي تتطلب سياسات عمومية ناجعة وإرادة مجتمعية قوية للحد منها والقضاء عليها.
وبمناسبة اليوم العالمي لمحاربة تشغيل الأطفال الذي يصادف 12 يونيو تثمن المنظمة المجهودات المبذولة لمحاربة تشغيل الأطفال لاسيما التشريعية منها؛ غير انها تسجل، للأسف، استمرار استفحال الظاهرة وضعف الحكومة الكبير في ما يتعلق بضمان حماية الأطفال من الاستغلال الاقتصادي وحرمانهم من حقوق التعليم والترفيه واللعب في انتهاك للمواثيق الدولية، مما يستوجب توفر إرادة حقيقية وقوية للحد من الظاهرة عبر تقوية المؤسسات والأجهزة المختصة، وتحقيق التقائية السياسات العمومية، والرفع من الاعتمادات المالية المخصصة لمحاربة الظاهرة، وتوسيع أدوار الفاعلين ودعم المشاريع ذات الصلة وتكثيف أنشطة ومبادرات التوعية والتحسيس.
العرض الوطني للتخييم:
في إطار البرنامج الوطني للتخييم، تستغرب منظمة الطلائع-أطفال المغرب ضعف وهزالة الميزانية المرتبطة بالطفولة والشباب، وتطالب بضرورة تغيير مقاربة الحكومة للقطاع عبر الرفع من الميزانية المخصصة له، والإسراع بإصلاح وصيانة فضاءات الطفولة والشباب ومراكز الاصطياف والتخييم.
وتستنكر المنظمة، من جهة أخرى، إعدام فضاءات التخييم، وآخرها مخيم سيدي رحال بإقليم برشيد وهو الإغلاق النهائي الذي يدخل ضمن سلسلة من الإغلاقات المستمرة التي تهدد شبكة مراكز الاصطياف والتخييم وتضعفها وتؤثر سلبا على تنوعها وأعداد الأطفال والشباب المستفيدين منها.
كما تعبر عن قلقها جراء ارتفاع الأسعار وموجات الغلاء وتخوفها من أن يؤثر ذلك بشكل سلبي على جودة التغذية المقدمة للمشاركين في المخيمات الصيفية، وتدعو الحكومة والوزارة الوصية إلى اتخاذ تدابير استعجالية للرفع من الاعتمادات المالية المخصصة للتغذية بالمخيمات الصيفية.
وتطرح المنظمة، بالموازاة مع ذلك، تساؤلات تهم غياب رؤية استراتيجية واضحة للمخيمات الصيفية من قبل الحكومة والقطاع الوصي ومدى جاهزية فضاءات ومراكز الاصطياف والتخييم بعد الإغلاق بسبب جائحة كورونا إضافة إلى تحديات التأطير والتكوين وصيانة فضاءات وتجهيزات التخييم ومجانية التنقل إلى المخيمات الصيفية وضمان أمن وسلامة المشاركات والمشاركين.
وعلاقة بشروط إنجاح البرنامج الوطني للتخييم في نسخته الحالية، وإن كانت تتفهم الوضعية الاستثنائية لهذه السنة، إلا أنها تشدد على ضرورة جعل إجراءات هذا الموسم من حيث تقليص الفضاءات وتقليص عدد المستفيدين وتقليص عدد أيام كل مرحلة من مراحل التخييم، مجرد إجراءات استثنائية مؤقتة مرتبطة بهذا الموسم فقط.