فاز فيلم “كل لا يتجزأ” (أنديفيزيبيلي) للمخرج الإيطالي إدواردو دو أنجليس بجائزة تمودا للفيلم الطويل، وهي الجائزة الكبرى لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، الذي اختتم فعاليات دورته الثالثة والعشرين، مساء أول أمس السبت، والذي استمر منذ ال 25 من الشهر الماضي.
اللجنة التي ترأسها بانيوس كركانفاطوس من اليونان وتشكلت من فاطمة لوكيلي من المغرب، وكريستينا بلاساس من إسبانيا وكريستيانا باتيرنو من إيطاليا وفرانسيس بوردا من فرنسا وكادي توري من كوت ديفوار، منحت أيضا تنويهين خاصين لفيلم “ضربة في الرأس” للمغربي هشام العسري وفيلم “قرية أولمبية” لصوفيا إسكارشو (اليونان – بولونيا).
وجاءت باقي الجوائز على الشكل التالي:
> جائزة النقد (مصطفى المسناوي)، وعادت لفيلم “الإنكار” (غودليس) للبلغارية غاليتزا بتروفا، وهو الفيلم الذي فاز أيضا بجائزة محمد الركاب، وكانت لجنة النقد تتكون من الناقد المغربي حمادي كيروم، رئيسا، بعضوية كل من الناقدة السينمائية الجزائرية رابحة آشيت، والناقدة والإعلامية اللبنانية هدى إبراهيم، و الناقد السينمائي المصري أسامة عبد الفتاح.
> جائزة عز الدين مدور للفيلم الأول وفاز بها فيلم “زوجة صالحة” لمرجانا كارانوفيتش وهو من انتاج صربيا، البوسنة والهرسك، وكرواتيا.
> جازة أحسن دور نسائي وفازت بها الممثلة الإسبانية كارمن ماشي عن دورها في فيلم “الباب المفتوح”.
> جائزة أحسن دور رجالي وحصل عليها الممثل عمرو سعد عن دوره في فيلم “مولانا” للمخرج المصري مجدي أحمد علي. وتعتبر الثانية، بعد حصوله على نفس الجائزة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته السادسة.
ونشر عمرو سعد صورة له خلال فعاليات المهرجان، عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”، وعلق عليها: “أفضل ممثل في مهرجان تطوان، شكرا كل أهل المغرب على الاستقبال”.
أما بخصوص لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي التي ترأسها توماس باور من فرنسا وتشكلت من باتريسيا باستاكنازي من إيطاليا ومحمد اشويكة من المغرب وفاطمة لوزاردو من إسبانيا وأنيك غيزينيلكس من بلجيكا وهاكي كورتولوس من تركيا، فقد قررت منح جائزة العمل الأول لفيلم “الإسلام كذاكرة” للمخرجة الفرنسية بنديكت باكنو، بينما سلمت جائزتها لفيلم “ميل يا غزيل” للمخرجة إليان الراهب، من لبنان.
أما جائزة مدينة تطوان للفيلم الوثائقي فقد نالها شريط “الأرض المهجورة” للمخرج البلجيكي جيل لوران الذي لقي مصرعه جراء عمل إرهابي في بروكسيل، سنة 2016.
وكما كان متوقعا فقد حظي الفنان المغربي محمد خيي والممثلة الإسبانية أنا فرنانديث بالتكريم خلال حفل اختتام الدورة الثالثة والعشرين من مهرجان تطوان الدولي للسينما، وكان المهرجان قد كرم إبان انطلاقه، الفنان المغربي الكبير عبد الوهاب الدكالي، والفنانة المغربية السعدية لاديب، كما احتفى بالممثل المصري خالد الصاوي.
وقد تنافس في مسابقة الفيلم الطويل 12 فيلما من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا وصربيا والدنمارك ولبنان وتونس والمغرب ومصر.
أما مسابقة الفيلم الوثائقي فضمت كذلك، 12 فيلما من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا وكرواتيا والجزائر والمغرب ومصر ولبنان.
وحلت السينما الصينية ضيف شرف على الدورة ال 23 من مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط من خلال عرض مجموعة من الأفلام، إضافة إلى تشريف سفير الصين خلال عرض شريط “عملية ميكونغ” للمخرج دانتي لام الذي يحكي عن وقائع حقيقية عرفت باسم “مذبحة ميكونغ”، إذ وقعت باخرتان تجاريتان صينيتان في كمين لعصابة تجار مخدرات وهي تبحر في نهر ميكونغ بمياه “المثلث الذهبي إحدى أكبر مناطق العالم إنتاجا للمخدرات”، وتم قتل 13 بحارا بطريقة بشعة وحيازة 900 ألف قرص مهلوس، فأرسلت الحكومة الصينية فرقة ضباط متخصصة في مكافحة تهريب المخدرات.
وكانت لضيوف المهرجان فرصة الاطلاع على السينما الصينية في مختلف توجهاتها. وسعت هذه الفقرة الاستثنائية في برنامج الدورة إلى ارتياد آفاق سينمائية جديدة، من خلال الاطلاع على المنجز السينمائي الصيني، في سياق التواصل المغربي الصيني “جنوب جنوب”.
وذكرت إدارة المهرجان، في ورقة خاصة عن السينما الصينية، أن هذه السينما، ومنذ انطلاقاتها نهاية القرن التاسع عشر ظلت “تواصل تطورها وتحظى بالإعجاب والمتابعة في مختلف بقاع العالم». وتوقفت الورقة عند الجيل الأول من السينمائيين الصينيين، إلى حدود سنة 1932، الذي شهد إخراج فيلم «جبل دنجون”، وهي السنة التي شهدت قصف اليابان لمدينة شنغاي، وما خلفه ذلك من تدمير لكل التجهيزات السينمائية.
كما تميزت الدورة بتنظيم ورشات وموائد مستديرة إضافة الى فتحها لسؤال الحدود والهجرة غير الشرعية، وذلك من خلال ندوة موسعة أقيمت علي مدي يومي الخميس والجمعة الماضيين تحت عنوان الحدود في السينما المتوسطية.
وشارك في الندوة نقاد سينمائيون وباحثون. وهدفت إلى الاقتراب من اشكالية الحدود وتجارب اختراقها، كما تبدو من خلال عين الكاميرا المتوسطية، وإلى أن تضيء بشكل مغاير ظاهرتي الحدود والهجرة من خلال التعبيرات السينمائية. كما عالج الباحثون موضوع الحدود التي قد تنشأ بين الأشكال التعبيرية، بين السينما والأدب، والفيلم الوثائقي والفيلم الروائي، ففي الوقت الذي يشيد الناس جدرانا من كل الأصناف للاحتماء خلفها درءا لأخطار وهمية، تفلح التعبيرات الفنية في العثور على منافذ ونقاط التقاء وتقاطع، وفي النهوض بالتبادلات الغنية.
مبعوث بيان اليوم إلى تطوان: سعيد الحبشي