نادية المغربية في ضيافة دار الطرب بالدار البيضاء

نظمت جمعية دار الطرب بالدار البيضاء، يوم الثلاثاء الماضي، ما بين الثامنة والحادية عشر ليلا لقاء غنائيا بامتياز، بمشاركة مطربين في بداية مسارهم الغنائي، غير أن مفاجأة هذا اللقاء تمثل في إشراك صوت غنائي قوي لم يبرز إلا خلال المدة الأخيرة رغم أن صاحبته تقدمت في السن، يتعلق الأمر بنادية المغربية التي قامت بأداء المقطع الأخير من أغنية الأطلال للراحلة أم كلثوم بمشاركة الجوق الموسيقي القار للجمعية.
 إنه تقليد جيد وجدير بأن يحذو حذوه باقي مكونات المجتمع المدني التي تهتم بالخصوص بالفن الغنائي الأصيل، ففي قلب منزل بإحدى الأحياء الراقية بمدينة الدار البيضاء -وهو منزل مؤثث ومزين على الطريقة المغربية الأصيلة، يطلق عليه قاعة الشعب، ولهذه التسمية دلالتها باعتبارها تعبيرا عن الانفتاح على الشعب بمختلف شرائحه من أجل الفرح والغناء، لكن ليس أي غناء، إنه ذلك الغناء الأصيل الذي يراعي اللحن الجميل والكلمة الراقية المعبرة- في هذا السياق أقيم الحفل الغنائي. لم يضع صاحب قاعة الشعب قيودا أما الراغبين في ولوجها والاستمتاع بالعروض الموسيقية التي تحتضنها، عند مدخلها يستقبل رئيس الجمعية الساهرة على تنظيم حفلات دار الطرب، مختلف الزوار، سواء كانوا منخرطين في الجمعية أم لم يكونوا، يستقبلهم بوجهه البشوش وبحفاوة كبيرة.
 انطلق الحفل بأداء مقاطع موسيقية غير مصحوبة بالغناء، تمهيدا لانطلاق مشاركات غنائية جماعية وأخرى فردية، ففي مجال الغناء الجماعي الذي انخرط فيه جميع الحاضرين، بعد أن تم توزيع أوراق مطبوعة عليها النصوص الغنائية التي تمت برمجة أدائها، والتي كانت للمطربة اللبنانية فيروز. تم المرور إلى مفاجأة هذا اللقاء، المطربة نادية المغربية التي كانت قد انتشرت عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الالكتروني، في ظرف قياسي كبير، علما بأنها لم تعلن عن ظهورها إلا بعد أن تقدم بها السن.
 في هذا اللقاء أدت المقطع الأخير من أغنية الأطلال وحظيت بتجاوب مختلف الحاضرين، عقب ذلك تناوبت على منصة الأداء، مجموعة من الأصوات الغنائية التي تخطو خطواتها الأولى على درب الغناء، ومما يتم ملاحظته على مختلف العروض الغنائية التي برمجت في هذا اللقاء، أنها تتقاطع حول نقطة محددة، هي العناية بالطرب الأصيل.  

رئيس جمعية دار الطرب: نسعى إلى تفويت مشعل الأصالة الفنية العربية للجيل الصاعد

 بالمناسبة صرح رئيس جمعية دار الطرب محمد كسوس فؤاد لبيان اليوم، أن هذه الجمعية “تسعى إلى تفويت مشعل الأصالة الفنية العربية للجيل الصاعد. الجمعية لا تسعى إلى الربح المادي، بل تسعى إلى الطرب والفن وهي تحرص على أن تكون سباقة إلى تشجيع المواهب الفنية المغربية. بخصوص لقاءات الثلاثاء التي دأبت الجمعية على تنظيمها مرتين في الشهر، يبتدئ اللقاء بمعزوفات فنية عربية ومغربية أصيلة، في جو عائلي.. هي عائلات متميزة جدا من المجتمع البيضاوي، نكون كتلة بشرية فنية تعشق الموسيقى وتحبذ الطرب الأصيل. الجمعية مكونة حاليا من حوالي مائة وخمسين منخرطا ومنخرطة يساهمون بقسط من المال لتغطية تكاليف ما تقوم به الجمعية من تنشيط وتحفيز.. كما أن الجمعية لها هدف اجتماعي من خلال زيارتنا للمستشفيات وإزالة العبء عن المرضى، وكذا زيارة السجون لإزالة العبء عن المساجين وكذا عن نزلاء دور العجزة وتقديم هدايا لهم ونقضي يوما معهم، نحن نقوم بأعمال اجتماعية بموازاة مع الميدان الفني.. الفقرات الأساسية للقاءات الثلاثاء تبتدئ بما يسمى بالصوامت، أي معزوفات موسيقية صامتة، وننتقل إلى العروض الجماعية، بمعنى أن كل المنخرطين في الجمعية يقومون بالأداء الغنائي، ثم نمر إلى الفرديات التي تهم أداء أغاني عربية أصيلة للأسماء المعروفة: محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، فيروز.. أي كل ما هو عربي أصيل، إلى جانب الأصالة المغربية، في كل لقاء يتم أداء أربع عشرة قطعة، والسهرة تمتد من الثامنة ليلا إلى الحادية عشر ليلا..”.
 وتحدث رئيس الجمعية كذلك لبيان اليوم عن أبرز المشاركات في هذا اللقاء، حيث قال: “خلال الثلاثاء الأخير كانت لنا مفاجأة للجميع، تتمثل في صوت نسائي مغربي برز قبل أسبوعين عبر المواقع الاجتماعية، اسمها نادية المغربية، امرأة تقدمت شيئا ما في السن، وكانت لها موهبة الغناء منذ صغر سنها، ولم يتح لها المجال للغناء أمام الجمهور إلا خلال هذا اليوم، حيث زارتنا وغنت، إنها من عائلة بسيطة من المجتمع البيضاوي، وسنحرص على أن ندفع بها إلى الأمام للبروز أكثر، إنها فنانة هاوية ولها قدرات صوتية متميزة جدا، ونتمنى أن تكون انطلاقتها الحقيقية من دار الطرب، وقد تقرر أن تؤدي أواخر أغنية الأطلال لسيدة الطرب أم كلثوم بمعية الجوق الموسيقي القار لدار الطرب، إننا نواظب على التمارين على العروض الموسيقية المبرمجة لأيام الثلاثاء حتى نكون في مستوى تطلعات الزوار كمنخرطين أو ضيوف.. إن الاهتمام بالطرب الأصيل -يضيف رئيس الجمعية- نابع من الوعي بأنه غابت الكلمة الطيبة في كل ما يبث حاليا من أغاني، في كل ما يجول من هيب هوب وراي أو أي نمط موسيقي آخر، وبدأت الأغنية العربية الأصيلة تضمحل، فأبت جمعية دار الطرب إلا أن تعنى بهذا النوع الغنائي وتعمل على تفويت مشعله إلى الجيل الصاعد حتى نرقى بالذوق الفني..”.

نادية المغربية: أفضل أداء الأغاني الطربية

 وعلى هامش مشاركة المطربة نادية المغربية في لقاء الثلاثاء، صرحت لبيان اليوم قائلة: “البداية عندي كانت منذ الطفولة، أحب الغناء لكن لم تتح لي الفرصة، إلا مؤخرا من خلال ظهوري في بعض المواقع الالكترونية والقنوات التلفزية، الحمد لله أنني حظيت بتجاوب جمهور عريض، وهذا أول حفل غنائي أشارك فيه بدار الطرب، وأنا فخورة بهذه المشاركة، أفضل أداء الأغاني الطربية وبالأخص الأغاني المغربية، لقيت المساعدة في بداية انطلاقتي الغنائية من طرف الأستاذة أسماء عدنان حيث بادرت إلى وضع مقطوعتي الغنائية في صفحتها الاجتماعية بالموقع الالكتروني بعد أن اقتنعت بموهبتي في الغناء، فنلت التشجيع من طرف العديد من المتتبعين، طبعا لا أتمنى أن تظل تجربتي محصورة في تقليد أغاني الآخرين، بل  أنتظر خيرا في المستقبل، وأن تكون هناك أعمال خاصة بي، دون أن ينفي هذا تنكري للطرب الأصيل، لحد الآن لم أتلق أي عرض من طرف ملحن ما، وأعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن تفاصيل الأغنية التي أحب أداءها، أهي بالدارجة أم بالفصيح.

متابعة: عبد العالي بركات

Related posts

Top