ناشرون وكتاب أفارقة يتحدثون عن وضعية الكتاب والنشر والقراءة في بلدانهم

جريا على تقليد الدورات السابقة، تعرف الدورة الثالثة والعشرين، حلول ضيف شرف، يتمثل في المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا، التي تحظى باحتفالية تلقي مزيدا من الضوء على منجزه الحضاري والثقافي والمعرفي، عبر تنظيم محاضرات وفعاليات شعرية وأدبية ولقاءات مفتوحة بين مبدعين و مفكرين من البلد الضيف و جمهور المعرض.
تعتبر المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا، أو ما يعرف اختصارا باللغة اللاتينية ب ( (CEEAC، منظمة دولية أسست بهدف تعزيز وتقوية التعاون والتنمية المتوازنة والذاتية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين دول وسط افريقيا، في أفق إنشاء هياكل إقليمية قد تؤدي تدريجيا إلى سوق مشتركة. ويأتي اختيار دول هذه المجموعة لتكون ضيف شرف هذه الدورة لتعزيز عرى الأخوة والصداقة والتاريخ المشترك بين المملكة المغربية وأشقائها في الجنوب الإفريقي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التكتل يتكون من كل من الدول الشقيقة والصديقة: أنغولا، بوروندي، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، جمهورية الكونغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الغابون، غينيا الاستوائية، تشاد و ساو تومي وبرينسيب، ورواندا.

بوبوا كايمبي (كاتب من الكونغو)

الثقافة في الكونغو تتسم بتعددها وغناها، وهذا شكل رافدا أساسيا للأدب في بلدنا. الهوية حاضرة بكل ثقلها في الإنتاج الأدبي الكونغولي مع الحرص على البعد الجمالي لهذا الإنتاج.
 هناك نقطة أساسية لا بد من الإشارة إليها بخصوص القضايا والتيمات التي يتم التطرق إليها في مختلف الإنتاجات الإبداعية، وبالأخص في الرواية، هي أن المعاناة الطويلة من الحروب كان لها انعكاس قوي على ذلك، في هذا الخضم يصدر مع ذلك صوت للتعبير عن اللاممكن، وهو السعادة، إلى جانب ما هو مشترك إنساني أفريقي.
 في ما يخص النشر، هناك حركية، غير أن عملية الرواج تتم بصعوبة، نظرا لأن الظروف المواتية لذلك، لا تزال هشة.

أمين أداب هاياريمانا (باحث أكاديمي من بوروندي)Sans titre-12

الثقافة في أفريقيا الوسطى بصفة عامة تكتسي صبغة التنوع والتعدد، هناك عدة لغات ولهجات يتم التحدث والكتابة بها، تأتي على رأسها اللغة الفرنسية، التي انتقلت عل إثر الاحتلال البلجيكي.
 الإنتاج الأدبي في بروندي، هو الآخر متنوع، غير أن الإبداع المسرحي يأتي على رأس قائمة هذا الإنتاج، يليه من حيث الأهمية فن الرواية ثم القصة القصيرة وغيرها من الأجناس التعبيرية، هناك قائمة طويلة من الأسماء الفاعلة في هذه المجالات كلها.
من ميزات هذا الأدب أنه يقوم على البوح، أو بتعبير آخر، نقل الجراح.
 بوروندي بلد منفتح على الآخر، وعلى آخر المبتكرات لهذا من الطبيعي أن تكون الثقافة الإلكترونية، وما يعرف بالمدونات نشيطة جدا.
 هناك صراع نتيجة الخلافات الإثنية التي يتخبط فيها بلدنا، مما يجعل السلام هشا، وهذا بطبيعة الحال له انعكاس على الإنتاج الثقافي البوروندي.
 من خلال هذا الإنتاج، يتم العمل على إيصال خطاب ذي بعد تربوي أخلاقي، يقوم على أساس نبذ العنف وتربية النشء على حياة أفضل.

جون ديفاسا روائي من الغابونSans titre-14
اهتماماتي متعددة: كتابة الرواية، المسرح، الشعر، لكن أركز أكثر على الإبداع الروائي، ومن دواعي الكتابة في هذا المجال، هو أنني كنت قد لا حظت أن الشباب في بلدي، لم يعودوا يتحدثون بلغتهم الأصلية، وبالتالي حاولت إيصال الخطاب لهم عبر الأدوات اللسانية، حتى لا يفقدوا البوصلة ولا يقعوا في عدم التفاهم وما يترتب عنه من خلافات وصراعات.
 من خلال هذا الإنتاج الروائي، هناك دعوة إلى الحفاظ على الثقافة الأصلية المتجذرة في الهوية الغابونية.
 هناك كتاب متعددون ينتجون في مختلف التعابير الفنية، وكل واحدة له خانته الخاصة، وبالتالي يصعب الحديث عنهم بشكل مطلق. على العموم، يتسم هذا الإنتاج بتنوعه وكثافته.
هناك عمل على إدماج المعتقدات الدينية في الإنتاج الأدبي حتى تترسخ في وجدان المواطن الغابوني، سيما وأن الاستعمار الفرنسي كان قد حرم مواطنينا من عيش هذه المعتقدات. التاريخ الغابوني، لم يتم توثيقه بشكل سليم، بسبب النزعة الكولونيالية، وشخصيا، بحثت في هذا التاريخ، واعتمدت بصفة خاصة على الوثائق والمصادر الشفوية، لأكون أمينا في نقل هذا التاريخ، دون أن يشكل ذلك قطيعة بين البحث والإبداع الأدبي.

هونوري كومي ناشر كاميروني

وضعية النشر في الكاميرون في تطور مستمر، هناك حركية على مستوى الإنتاج، لكن الإكراه الذي نعاني منه، يتمثل في جانب التمويل وكذا الجانب المتعلق بالبنيات التحتية.
 هناك كذلك إكراه آخر، يتجسد في ضعف نسبة المقروئية، وهو ما يجعل أن ميدان النشر في بلدي له مردودية مادية ضعيفة جدا، وأحيانا منعدمة.
 كما أن الناشرين لا يستثمرون بشكل كافي، مما يجعل هذا القطاع عموما في حالة منكوبة، إذا جاز القول.
 الكامرون في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء ممثلة بثلاثة ناشرين، وهذا الاختيار راجع بالخصوص إلى أن الناشرين الثلاثة لهم حضور فاعل في سوق النشر.

متابعة: عبد العالي بركات > تصوير: عقيل مكاو

Related posts

Top