قال محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن قافلة الكتاب التي ينظمها الفريق البرلماني للحزب على المستوى الوطني، تروم التواصل مع المواطنين الذي وضعوا ثقتهم في البرلمانيين الحاليين لحزب التقدم والاشتراكية، مثمنا مبادرة حط رحال القافلة الثالثة بمدينة الجديدة.
وأكد نبيل بنعبد الله، في الجلسة الافتتاحية للقافلة التي نظمت يومي 25 و26 مارس الجاري، والتي اختير لها شعار: “الشباب ورهان البيئة المستدامة”، (أكد) على ضرورة حمل الفريق البرلماني للتقدم والاشتراكية، قضايا الساكنة المحلية، والترافع على ملفاتها، والدفاع عن مشاكلها في البرلمان.
واعتبر بنعبد الله هذه اللقاءات فرصة لتجديد الدماء في الحزب، باللقاء بين المناضلين والمنتخبين، وتقييم النتائج التي تم الحصول عليها في الاقتراعات الأخيرة سواء على المستوى الوطني أو المحلي.
وأوضح الأمين العام لحزب الكتاب أن هذه القافلة الوطنية التي يقودها الفريق البرلماني لحزب التقدم والاشتراكية، تعد حلقة لتقاسم المعارف والخبرات بين المنتخبين، والانصهار بين جميع الطاقات الحزبية المتمرسة، حتى تستفيد الوجوه الجديدة بالحزب من تجربتها.
وأشار نبيل بنعبد الله إلى أن حزب “المعقول” ظل منفتحا على محيطه عبر التاريخ، ومسيرته النضالية تتحدث عن ذلك، وسيستمر في المستقبل مدافعا عن قضايا الوطن ومشاكل الشعب المغربي.
وشدد بنعبد الله على أن هذه القافلة لا يتوخى من ورائها مخاطبة الساكنة والمنتخبين، ولكن الاستماع إلى المشاكل، في الوقت الذي تختفي فيه اليوم العديد من الأحزاب السياسية التي لا تظهر إلا خلال الحملات الانتخابية، وتعلن عن انتهاء علاقتها بالمواطنين مباشرة بعد صدور نتائج الاقتراع.
ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى إرجاع الثقة للمواطنين في العمل السياسي بالنزول إلى الميدان للإصغاء، والشرح، والتفسير، وحل مشاكل المواطنين، وليس الاختفاء عن أنظار الرأي العام، وضرب مصداقية هذا العمل النبيل.
ووجه المتحدث ذاته، الدعوة إلى الجديدين ومنتخبيهم الذي حضروا بمختلف تلاوينهم السياسية، إلى دق باب الفريق البرلماني لحزب التقدم والاشتراكية، وطرح مشاكلهم على أعضائه المخول لهم الترافع عن قضاياهم من موقع المعارضة في مجلس النواب.
وعبر محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عن ارتياحه لمستوى النقاش والتفاعل والتواصل الذي تمر به محطات القافلة، حيث كانت الأولى بأكادير والثانية بتطوان، وهما ناجحتان، كما نجحت في ذلك محطة الجديدة التي شهدت حضورا مكثفا، ونقاشات ساخنة حول العديد من الملفات العالقة بالدائرة الترابية.
وعاد نبيل بنعبد الله بالذاكرة إلى الوراء، وبالضبط إلى اقتراعات 8 شتنبر 2021، ليتحدث عن كواليس الصراع الذي دار حول الكرسي الذي ظفر به النائب البرلماني يوسف بيزيد عن حزب التقدم والاشتراكية بدائرة الجديدة، موضحا أنه كان يتابع بشكل شخصي وعن كثب جميع تطورات الحادث.
ويرى زعيم حزب التقدم والاشتراكية، أنه يجب الاعتزاز بهذه النتائج والارتياح لها، بيد أنه لا يمكن التراخي وإغفال المسؤوليات الملقاة على عاتق المنتخبين باسم الحزب، الذين وثق الناس فيهم، معتبرا القافلة التي تحط الرحال بالجديدة مناسبة لطرح مختلف المشاكل على الفريق البرلماني حتى يترافع عنها، بطرح الأسئلة الكتابية والشفوية، والتواصل مع وزراء الحكومة، والمسؤولين بالإدارات العمومية بشأنها بشكل مباشر، مشددا على أن ذلك “هو الدور النبيل لممارسة السياسية”.
أزمة الأوضاع الاجتماعية
وتحدث بنعبد الله، عن التحديات المطروحة اليوم على المغرب، فيما يتصل بالتداعيات الاجتماعية والاقتصادية لفيروس كورونا، والأزمة الأوكرانية الروسية الأخيرة، محملا الحكومة مسؤولية تدبير الوضع بدل التنصل من المسؤولية، والهروب إلى الأمام بتقديم أسباب غير موضوعية للمواطنين.
ونبه إلى ما تعيشه بعض القطاعات من سكتة قلبية وانعكاسها على الأوضاع الاجتماعية للعاملين فيها، من قبيل السياحة التي تشهد تسريحات، وإغلاقات، نتيجة غياب المداخيل المالية، وهو ما ساهم حاليا في تفاقم نسبة البطالة.
لكن ما يستغرب له، استنادا إلى مداخلة نبيل بنعبد الله، هو أنه في ظل هذه الأزمة، تعرف العديد من الأسعار ارتفاعات صاروخية، محيلا على أثمنة الغازوال التي قاربت 13 درهما، و15 درهما بالنسبة للبنزين، و12 درهما فيما يخص الطماطم، ومن المتوقع أن تعرف هذه المواد وغيرها مزيدا من الارتفاع إذا لم يتم التحرك من قبل الحكومة.
وسجل بنعبد الله، تأخر هذه الحكومة وفشل أغلبيتها في وضع إجراءات ملموسة يحس بها المواطن، الذي يكتوي اليوم بأسعار المحروقات، والمواد الغذائية الأساسية، والخضر، والنقل.. بالرغم من توفرها على آليات إجرائية كفيلة بإنهاء هذا النزيف الذي أرهق جيوب المغاربة من ذوي الدخل المحدود.
وأرجع الأمين العام لحزب الكتاب أسباب عدم المبادرة إلى أخذ القرارات للحد من الارتفاعات الصاروخية في الأسعار، إلى تضارب مصالحها، وتشجيع الوسطاء على الاحتكار والمضاربة، بدل حماية المواطنين من جشع شركات المحروقات التي تضاعفت أرباحها بشكل خيالي.
ولم يخف الأمين العام لحزب الكتاب، رغبته في نجاح هذه الحكومة في المهمة المنوطة بها، لأن نجاحها سينعكس بشكل إيجابي على “بلادنا وشعبنا”، لهذا يجب أن تكون الحكومة قوية بـ”الإجراءات” التي تتخذها، وليس بـ”الكلام والأرقام وعدد المقاعد المحصل عليها في الانتخابات”.
وقال محمد نبيل بنعبد الله، إنه للتغطية على الضعف والترهل الذي تعيشه الحكومة واستمرار غيابها عن التفاعل مع مشاكل المغاربة بخصوص الأسعار، والجفاف، بادر جلالة الملك محمد السادس إلى إطلاق مبادرة دعم العالم القروي، بـ 10 مليارات درهم، خاصة بفئة الفلاحين الذي تأخرت عنهم التساقطات المطرية هذه السنة.
وأشار نبيل بنعبد الله، إلى أنه مقابل هذه الخطوة الملكية، لم تأخذ الحكومة مزيدا من المبادرات، لمواكبة الفلاحين في محنتهم الصعبة التي يمرون بها، بل إن الدعم لم يصل إلى الفلاحين المستهدفين بفعل الخلل التقني والمنهجي الذي تعرفه سلسلة إمدادات هذا الفتات غير الكافي.
ويرى بنعبد الله، أن البلاد غير مستعدة لتحمل 5 سنوات أخرى من الفشل والمشاكل والضعف والترهل والآثار السلبية، منبها إلى التلاعب الخطير الحاصل حاليا بالرأي العام، الذي تم التلاعب به في الانتخابات بالشعارات غير القابلة للتحقق.
ولأن المغاربة تعاقدوا على نموذج تنموي جديد، وضع العامل البشري على رأس أولوياته، أبرز زعيم حزب “المعقول”، أن هذا النموذج في واد والحكومة في واد آخر، لأن هذه الأخيرة لم تفعل بعد أي إجراء قوي لمحاربة الاحتكار، والريع، والرشوة..
وشدد نبيل بنعبد الله، على أنه من أهم الملفات التي من المفترض أن تشتغل عليها الحكومة الحالية، هو إعادة تشغيل محطة التصفية “سامير”، لضمان الأمن الطافي للبلاد في مجال المحروقات، والضرب بيد من حديد على المضاربين في المواد الغذائية والفلاحية، تطبيقا لمفهوم “الدولة الاجتماعية”.
وزاد مفصلا في هذا المفهوم، بالتأكيد على أن “الدولة الاجتماعية” هي دعم المقاولات المتوسطة، والصغيرة، والصغيرة جدا في أوقات الأزمات، وذلك لضمان استمراريتها فيما بعد، ومنحها شروط المنافسة، ناهيك عن توفير العرض الصحي ببناء المستشفيات، وتوظيف الممرضين، والأطباء، وتقوية المدرسة العمومية.
وفي هذا الصدد، شدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، على أنه لا وجود لإصلاح قطاع التعليم بدون الاهتمام بالعامل البشري، منبها الحكومة إلى الفراغ الذي تمر به المؤسسات في الآونة الأخيرة بفعل إضراب الأساتذة المتعاقدين، مشيرا إلى أن الحزب يدعم حل هذا الملف.
ووقف محمد نبيل بنعبد الله في الأخير، عند المسؤوليات الموضوعة على عاتق الحكومة، لتنفيذ ما وعدت به في الانتخابات، تقوية للجبهة الداخلية للبلاد التي حققت بقيادة جلالة الملك محمد السادس، نتائج مهمة في ملف الصحراء المغربية، آخرها دعم دولة إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب بالصحراء المغربية، بعد الدعم الذي حظي به المغرب من قبل ألمانيا، والاتحاد الأوروبي، والاعتراف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء.
التواصل المباشر
من جانبه، قال رشيد حموني رئيس فريق حزب التقدم والاشتراكية، إن القافلة التي يقودها الفريق بمختلف جهات المغرب، تدخل في صميم العمل الذي من الواجب أن يقوم به النائب البرلماني، قبل الانتخابات وبعدها.
وأكد رشيد حموني في مداخلته، على أن هذه القافلة التي تنظم بشراكة مع الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، تسمح للبرلمانيين باللقاء مباشرة مع المواطنين والمنتخبين بالمجالس المحلية، للترافع عن ملفاتهم بالوسائل المتاحة للنائب البرلماني، وإن كان ذلك من موقع المعارضة الذي اختاره حزب التقدم والاشتراكية باعتباره لم يتوسل لأحد للدخول للحكومة.
ووصف حموني التقدم والاشتراكية بـ”الحزب المتطور والمتحرك والدينامي”، مقابل بعض الأحزاب الجامدة التي لا تتحرك إلا أثناء كل عملية انتخابية، بل إن “هذا الحزب لا ينفك عن إصدار بلاغات خلال كل أسبوع متفاعلا مع السياق الوطني والدولي، محذرا مرارا وتكرارا من خطورة الوضع، ومقدما المقترحات والبدائل لتدبير الوضع بالبلاد”.
وأوضح رئيس فريق حزب التقدم والاشتراكية، أنه لا يمكن ترك المنتخبين محليا في مواجهة المواطنين وجها لوجه، ومن ثم جاءت فكرة دعمهم من طرف الفريق ومواكبتهم بالتنسيق لحل مشاكل الملفات التي بين أيديهم.
وتعجب، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، من تحول الحكومة إلى وكالة أنباء لاستعراض أخبار الأسعار الدولية للمواد الأولية، في الوقت الذي يجب أن تتحمل مسؤوليتها في وضع إجراءات تحمي المواطنين بالآليات القانونية المخولة لها.
وأشار رشيد حموني إلى أن الحكومة تروج اليوم إلى دعم قطاع النقل، لكنها، لم تقدم التفاصيل التقنية لهذا الدعم (خطة الدعم، الزمن، الجهة المستهدفة)، وهو ما يستغرب له الرأي العام الوطني!
وهذه الارتجالية في التدبير لا تهم هذا الملف فقط، بحسب حموني، بل يتعلق الأمر أيضا، بمشروع أوراش الذي أطلق مؤخرا متنبئا بفشله لأنه لا يروم إلا تحويل الشباب إلى مياومين، ما يعني أنه نسخة طبق الأصل لما كان يسمى قديما بالإنعاش الوطني.
ووجه النائب البرلماني عن دائرة بولمان، سؤالا للحكومة حول وعدها بالزيادة في أجور الأساتذة بـ 2500 درهم، معتبرا تحقيق شبه مستحيل، إذ كيف للحكومة، يقول المتحدث، أن تفعل ذلك، وهي تحارب الفئات الشابة بوضع سقف 30 سنة للمترشحين لمباراة التعليم مؤخرا.
واستنكر رئيس فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، غياب الوزراء عن الجلسات العمومية في البرلمان، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة لم يحضر إلى الجلسات الشفوية العمومية إلا ثلاث مرات، وهو ما يعتبر، بحسبه، ” خارقا الدستور الذي ينص على حضوره مرة في كل شهر”.
واعتبر المتحدث ذاته، أن الشارع لم يحس إلى اليوم بوجود هذه الحكومة، التي لم تتخذ إجراءات تمسه، وهو ما يشجع على فقدان الثقة في السياسة التي من أدوارها التأطير، وخدمة
مصالح الناس، وليس الفرار عنهم بعد النجاح في الانتخابات وتحمل المسؤوليات.
ولم تفت رشيد حموني المناسبة إلى التنبيه لوضع الفلاحين الحالي، في موسم جفاف الأمطار، بفعل تغير المناخ، واستنزاف الفرشة المائية للبلاد نتيجة تشجيع حفر الثقب المائية لسقي بعض الزراعات الكمالية كتوت الأرض، و”الأفوكادو”، والبطيخ الأحمر.. في حين يتم استيراد الحبوب التي يجب أن تولى لزراعتها الأهمية أولا.
وخلص، حموني في نهاية كلمته، إلى أنه لا يمكن تشجيع الناس على الانخراط في العمل السياسي إلا بالمصداقية في الممارسة والفعل، ولا يمكن أن يحصل ذلك بالتواطؤ مع شركات المحروقات، والتأمينات.. التي تتفق على أسعار تغيب عنها التنافسية، وهو ما يجب على الحكومة أن تتدخل لوضع حد له، إلى جانب مجلس المنافسة.
مواصلة النضال
من جهته، وعد يوسف بيزيد النائب البرلماني لحزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب عن دائرة الجديدة، الساكنة بمواصلة النضال دفاعا عن مشاكلها، ودفاعا عن ملفاتها لدى الوزارات، والإدارات والمؤسسات العمومية الوطنية.
وأكد يوسف بيزيد وعيه وإحاطته التامة بمختلف الملفات، ناهيك عن تواصله الدائم مع جميع المنتخبين بالدائرة، منوها بالالتفاف الملحوظ بالحزب من قبل الجديديين، وهو ما يظهره التنسيق المستمر في العديد من المواضيع التي تهم الساكنة.
واعتبر بيزيد هذه القافلة التي حطت رحالها بالجديدة، فرصة لفائدة الساكنة وممثليها من المنتخبين للقاء بالنواب البرلمانيين عن حزب التقدم والاشتراكية، وشرح المشاكل التي تعوقهم حتى يتسنى لهم الترافع عنها بمجلس النواب.
وفي سياق متصل، قال كريم تاج رئيس الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، إن مبادرة قافلة الكتاب تروم الاشتغال في إطار موحد وفق مقاربة تشاركية بين الحزب، والفريق البرلماني والمنتخبين بالجهات والمجالس المحلية.
وأكد كريم تاج في كلمته، أهمية هذه المبادرة التي تسمح للفريق البرلماني بالاطلاع على أوضاع المغاربة بمختلف المناطق، حيث يتم حمل ملفات الساكنة التي تشتكي من عدة مشاكل، على أساس أن يتم طرح أسئلة بالبرلمان، وفق الآليات المتاحة للفريق النيابي بالبرلمان (أسئلة كتابية، شفوية، لجن الاستطلاع).
وأشار تاج إلى أن قيادة الحزب والفريق البرلماني رهن إشارة المواطنين والمنتخبين، لمناقشة مختلف المشاكل ومحاولة إيجاد حلول لها بالتنسيق مع المصالح المختصة (الوزارات، المؤسسات العمومية).
ودعا رئيس الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، المنتخبين محليا، إلى طرق أبواب الوزارات بمدينة الرباط، من أجل تمويل المشاريع والبرامج التي يشتغلون عليها، عوض الانزواء إلى الوراء والاقتصار على المداخيل البسيطة للجماعة التي تنعدم بالنسبة للبعض.
وشدد كريم تاج على أن المواطنين في حاجة إلى أن يحسوا بوجود المنتخبين، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بالتحرك والاشتغال على حاجياتهم اليومية البسيطة، كالطرق، والإنارة، والنقل، والمرافق العمومية الضرورية.
هذا، وضمت قافلة الكتاب النائبة البرلمانية خديجة أروهال، ولبني الصغيري، ونادية تهامي، وحسن أومريبط، وأحمد العبادي، وعبد الإله شيكر، وذلك بالتنسيق مع رشيد روكبان وعائشة لبلق عضوي المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية المكلفين بتتبع جهة الدار البيضاء سطات، وكذا كريم تاج رئيس الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين.
<يوسف الخيدر
<تصوير : عقيل مكاو