أجرى لاعب نادي باريس سان جرمان الفرنسي لكرة القدم نيمار جونيور، أول أمس السبت، عملية جراحية في مسقطه البرازيل، قد تصل مدة التعافي منها إلى ثلاثة أشهر، قبل نحو 100 يوم من انطلاق نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.
وكان باريس سان جرمان قد أعلن تعرض أغلى لاعب في العالم لالتواء في الكاحل وشق في مشط القدم خلال مباراة في الدوري المحلي الأحد الماضي ضد أولمبيك مرسيليا.
بيد أن طبيب المنتخب البرازيلي رودريغو لاسمر الذي رافق اللاعب إلى البرازيل وأجرى له العملية، أكد أن الإصابة كانت أخطر من الاعتقاد الأولي، وهي عبارة عن كسر في مشط القدم.
وعلى رغم أن الغياب يعني ابتعاد نيمار (26 عاما) عن أبرز مباراة قارية لناديه، أي إياب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا ضد نادي ريال مدريد الاسباني حامل اللقب والفائز ذهابا 3-1، إلا أن التقارير أفادت أن لاعب برشلونة الإسباني السابق والمقربين منه فضلوا إجراء العملية لضمان جاهزيته مع المنتخب في مونديال روسيا بدء من 14 يونيو المقبل.
عملية مغلفة السرية وعودة قبيل مونديال روسيا
وصل نيمار في وقت مبكر الخميس الماضي إلى ريو دي جانيرو البرازيلية برفقة لاسمر الذي أجرى العملية، ورافقه فيها البروفسور الشهير جيرار سايان من قبل باريس سان جرمان. وأكد لاسمر أن مدة التعافي “ستراوح بين شهرين ونصف شهر، وثلاثة أشهر”.
وفي حال امتدت مدة التعافي إلى حدها الأقصى المتوقع، سيكون في إمكان نيمار العودة إلى اللعب مطلع يونيو، أي قبل أقل من أسبوعين من انطلاق المونديال الروسي، ما يطرح أيضا علامات استفهام حول تأثير غيابه على الاستعدادات البرازيلية لكأس العالم.
وقال لاسمر “همنا بالدرجة الأولى” هو تمكن نيمار “من التعافي بشكل جيد وأن يكون متوافرا لصالح ناديه والسيليساو بأسرع وقت ممكن، هذا هو التحدي الذي نواجهه”، متابعا “سنقوم بأقصى ما يمكن” ليكون نيمار جاهزا “في نهاية الموسم بالنسبة إلى ناديه والمنتخب”.
ووصل نيمار على متن رحلة للخطوط الجوية الفرنسية “إير فرانس” إلى ريو دي جانيرو، قبل أن ينتقل إلى جهة مجهولة على متن طائرة خاصة، بحسب المتحدث باسم المنتخب البرازيلي لكرة القدم فينيسيوس رودريغز.
وخرج نيمار من الطائرة على متن كرسي متحرك.
وبحسب التقارير الصحافية، فقد أجربت العملية في مدينة بيلو هوريزونتي (جنوب شرق)، وعلى الأغلب في مستشفى ماتر داي حيث يعمل لاسمر الذي كان قد وصل إلى باريس الأربعاء للوقوف على حالة نيمار، قاطعا مشاركته في مؤتمر ينظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في مدينة سوتشي الروسية للمنتخبات المتأهلة إلى المونديال.
نيمار: لن أستسلم وسأتسلق الجدار
في أول تعليق له بعد إعلان حاجته لإجراء العملية، وجه نيمار رسالة شكر فجر الخميس إلى مشجعيه الداعمين له، مع صورة له ممددا على أرض ملعب “بارك دي برانس” الأحد خلال المباراة، وتعليق جاء فيه “لا يجب على العوائق أن توقفك. إذا واجهت جدارا، لا تستسلم. عليك أن تكتشف كيف تتسلقه”.
وكانت إدارة باريس سان جرمان أعلن ليل الأربعاء أنه “بعد فترة علاج أولية لثلاثة أيام بحسب بروتوكول طبي صارم، تم اتخاذ قرار مشترك بين الجهازين الطبيين لباريس سان جرمان والمنتخب البرازيلي”، مضيفا “بالتوافق مع اللاعب، تقرر أن يخضع نيمار جونيور لعملية جراحية في البرازيل”.
ووضع هذا الإعلان حدا لثلاثة أيام من الجدل حول مصير نيمار وإصابته، بدأت بتفاؤل مدربه أوناي إيمري وحديثه عن إمكانية “ضئيلة” لمشاركة نيمار ضد ريال مدريد في السادس من مارس الجاري، وتأكيده أن لا قرار بشأن عملية، وصولا إلى إعلان والد اللاعب غيابه ستة أسابيع على الأقل.
وأوضح لاسمر أن التقييم الإضافي لحالة نيمار أظهر أن إصابته كانت أسوأ مما يعتقد. وقال “أمس (الأربعاء) عدنا إلى المستشفى وأجرينا فحوصات جديدة أظهرت” أن الإصابة كانت عبارة عن “كسر. لم تكن شقا بسيطا. هذا كسر في عظمة مهمة” في القدم.
وأضاف “لم يعد ثمة شك بشأن العلاج. أجمعنا على ضرورة حصول علاج جراحي”، مشيرا إلى أن عدم حصول ذلك كان سيمثل “خطرا أكبر”.
نيمار يدعمPSG ضد الريال بـ “بارك دي برانس”
أصيب نيمار في مباراة بالدوري المحلي ضد أولمبيك مرسيليا الأحد في باريس، انتهت بفوز المضيف 3-0.
وفي غياب النجم الذي انضم إلى صفوفه صيف 2017 مقابل 222 مليون يورو، فاز سان جرمان مساء الأربعاء على مرسيليا نفسه بالنتيجة نفسها، وهذه المرة في ربع نهائي كأس فرنسا.
ردا على سؤال عما إذا كان إعلان فترة غياب نيمار من قبل والده مفاجئا للنادي، قال رئيسه القطري ناصر الخليفي “على الإطلاق”.
وأضاف “أنتم وسائل الإعلام تحبون فعلا البحث عن الأمور المثيرة للجدل، لكنها غير موجودة”، متابعا “أريد أن أشكر والد نيمار (…) ابنه يغادر (إلى البرازيل) لكن هو سيبقى هنا من أجل متابعة المباراة ضد ريال مدريد ودعم باريس سان جرمان، بينما كان في إمكانه أن يكون مع عائلته”.
من جانبه، شدد لاسمر على أن “العلاقة بين باريس سان جرمان والسيليساو كانت جيدة دائما، نحن على تواصل منذ البداية”.
إصابة تعيد للأذهان ذكريات سيئة
تثير إصابة نيمار ترقبا في البرازيل الباحثة عن لقبها السادس في كأس العالم، لاسيما أن الإصابة تعيد إلى الأذهان ذكريات سيئة، عندما غاب نيمار عن نصف نهائي مونديال 2014 في بلاده بسبب الإصابة، وتلقى حينها المنتخب خسارة تاريخية أمام المنتخب الألماني 1-7.
وقال المعلق الإذاعي البرازيلي ميلتون نيفيس عبر إذاعة “باندنيوز” الأربعاء “ربما نكون قد خسرنا كأس العالم الأحد”.
وعرضت القنوات المحلية بشكل متكرر مشاهد إصابة نيمار.
وقال المعلق في القناة البرازيلية لشبكة “آي أس بي أن” الرياضية ماورو سيزار بيريرا لوكالة فرانس برس “لا أعتقد أنه في إمكاننا الحديث عن مخاوف فعلية من غيابه عن كأس العالم. إلا أن ثمة استعجالا للبحث عن حل يمكن نيمار من التعافي في الوقت المناسب”.
وأكد لاسمر إدراكه للترقب والتوقعات بشأن نيمار، قائلا “من الواضح أن ثمة أهدافا لبلوغها لجهة التوقيت، وسنقوم
بأفضل ما في وسعنا”.