اعتبر تقرير جديد للخارجية الأميركية، حول الإرهاب في العالم برسم سنة 2017، المغرب حليفا وشريكا استراتيجيا للولايات المتحدة الأمريكية على مستوى محاربة آفة الإرهاب بمنطقة شمال إفريقيا.
واعتبر التقرير الذي نشر أول أمس الأربعاء، أن المغرب ينعم بالاستقرار الأمني، ويشتغل جاهدا على نشر هذه الثقافة بين الدول الإفريقية، فضلا عن تعاونه المستمر مع عناصر الأوروبول، في تفكيك مجموعة من الجماعات الإرهابية التي تنشط على مستوى دول الاتحاد الأوروبي، مستحضرا واقعة برشلونة التي قدمت فيها الاستخباراتية المغربية لنظيرتها الإسبانية معطيات حول منفذي العملية.
ووصف التقرير ذاته تحركات المغرب الأمنية، بالنشيطة، لاسيما في مبادرة “الأمن والدفاع في إطار 5 + 5″، التي تعالج القضايا الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتعنى بالقضايا الأمنية في المنطقة المتوسطية، فضلا عن احتضانه السنوي للتمرين المشترك المغربي – الأمريكي “الأسد الإفريقي”، الذي يعرف مشاركة مجموعة من الدول في تمرينات ذات طابع إقليمي خاص.
وذكر التقرير أن المغرب يسهر، بشكل مستمر، على تكوين المسؤولين الأمنيين والعسكريين والشرطة بدول جنوب الصحراء، ويعتبر، بالتالي، عضوا نشيطا في الشراكة من أجل مكافحة الإرهاب عبر الصحراء.
وأشار التقرير السنوي للخارجية الأمريكية إلى أن المغرب ما زال يواجه من حين لآخر تهديدات إرهابية، تأتي إلى حد كبير من خلايا إرهابية صغيرة، موالية أغلبها لتنظيم داعش أو تستلهم أساليبه، مذكرا بأن السلطات المغربية سجلت خلال سنة 2017 تراجعا في عدد الاعتقالات المرتبطة بالإرهاب “186”، وذلك للمرة الأولى منذ سنة 2013.
وفي سياق متصل، حملت واشنطن الجزائر مسؤولية العرقلة السياسية لحل ملف قضية الصحراء، معبرة عن أسفها لهذا الخلاف السياسي الذي “لا يزال يشكل عائقا أمام التعاون الثنائي والإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب”.
واعتبر التقرير أن استمرار الجزائر على هذا النهج، يشكل خطرا على الحدود المغربية – الجزائرية بالمناطق الجنوبية، في الوقت الذي يتوجه فيه المغرب إلى دعم الاستقرار في القارة الإفريقية انطلاقا من مقاربة شمولية تخص مكافحة الإرهاب، وانطلاقا من المزاوجة بين تدابير اليقظة الأمنية والتعاون الإقليمي والدولي وسياسات محاربة التطرف..
> يوسف الخيدر