خاض الفريق الوطني المغربي لكرة القدم مساء يوم الثلاثاء بالرباط، مقابلة إعدادية ضد منتخب غانا، انتهت بفوز صغير لصالح العناصر الوطنية، والحصة هدف لصفر من توقيع المدافع جواد الياميق في الدقيقة 68 .
جاء الهدف عن طريق ضربة خطأ مباشرة نفذها بذكاء حكيم زياش، استغلها المدافع المغربي بضربة رأسية، بعد خطأ الحارس وارتباك وسط دفاع الغانيين.
انتصار وإن كان ثمينا، من حيث تحسين ترتيب (الفيفا)، مع ما يحمله احتلال مركز متقدم من فوائد مستقبلا، وبصفة خاصة خلال مواعيد القرعة واختيار المجموعات، فإن المردود على المستوى التقني كان جد متوسط، إن لم نقل كان ضعيفا على جميع المستويات، وبدون أية قناعات تستحق الذكر.
صحيح أن المنتخب الغاني كان خصما صعب المراس، بفضل لاعبيه المتميزين والمتفوقين من الناحية التكتيكية، حيث استطاع تقديم رسم تكتيكي في المستوى العالي، عجز المدرب وحيد خاليلوزيتش عن فك شفرته، والدليل على ذلك قلة فرص التسجيل، كما أن أرقام المواجهة، أظهرت أن التسديدات المؤطرة نحو المرمى بالنسبة للمنتخب المغربي، لم تتجاوز تسديدتين، في حين أن التسديدات غير المؤطرة، بلغت أربعة فقط طيلة تسعين دقيقة، وهي سلبية وجد مقلقة ونادرة.
إلا أن قوة “البلاك ستار” ليست مبررا لقبول كل هذا التواضع، والعجز عن فرض طريقة اللعب، والتحكم في مجريات المباراة، خصوصا وأن هناك عناصر ممتازة قادرة على إعطاء الإضافة الضرورية، إلا أن المشكل يكمن بصريح العبارة في التوظيف الضعيف، والذي لا يسمح بإيجاد حلول كفيلة بخلق امتياز على مستوى العدد بمختلف الخطوط.
ثم لماذا الإصرار على تطبيق خطة 3-5-2 ؟ وهل يتوفر الفريق الوطني على لاعبين قادرين على تنشيط مثل هذا الرسمي التكتيكي؟
تكتيك يتطلب كما هو متعارف عليه، الكثير من التجريب وفرص الاختبار، والأكثر من ذلك البحث عن لاعبين قادرين على الانسجام، مع ما يتطلبه من قطع غيار أساسية، والمنطق السليم يقول، إنه ليس هناك أي مبرر ضاغط يفرض الإصرار على تطبيقه، على بعد أشهر معدودة من انطلاق المواعيد الكبرى، ومن بينها تصفيات مونديال قطر 2022، وكأس أفريقيا للأمم بالكامرون.
عموما، فإن الأداء التقني خلال مباراة غانا، أكد بوضوح أن مستوى المنتخب لا يتحسن ولا يتطور، بل لا يعكس الإمكانيات الموجودة رهن إشارة مدرب، لا زال الرأي العام الرياضي ينتظر حصيلة عمله، وهو يقترب من سنته الثانية على رأس الإدارة التقنية للفريق الوطني.
إنه إشكال حقيقي يخيم بظلاله على واقع منتخب يحظى بالأسبقية، وله مكانة خاصة، إلا أن واقعه الحالي لا يبعث اية إشارة اطمئنان، في ظل وجود مدرب بدون حلول…
>محمد الروحلي