وزارة الصحة تنفي وقوع وفيات بسبب لقاحات الحصبة بنواحي مراكش

نفى مصدر مسؤول من وزارة الصحة صحة الأخبار التي يتم تداولها حاليا على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن وقوع حالات وفاة في صفوف أطفال نواحي إقليم مراكش، بسبب تلقيهم للقاحات ضد مرض الحصبة.
وأفاد المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ضمن اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، أول أمس الثلاثاء، أن السلطات الصحية سواء على مستوى الدواوير الواقعة بنواحي مراكش حيث يقع الدوار المعني بهاته الأخبار المزعومة، أو على مستوى المديرية الجهوية للصحة بجهة مراكش- آسفي، لم تتوصل، إلى حدود يوم أمس الثلاثاء، بأي شكايات أو معلومات في هذا الموضوع.
المسؤول المذكور أكد أن مختلف اللقاحات المستعملة سواء في المستوصفات والمراكز الصحية العمومية، أو ضمن حملات التلقيح التي تشرف عليها الوزارة، تعتبر آمنة وتخضع لاختبارات دقيقة قبل استخدامها، وتتم كذلك مراقبة نتائجها بصفة مستمرة.
وتداول نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، على نطاق واسع خلال الأيام القليلة الماضية، رسالة صوتية تتحدث فيها سيدة تدعي انتماءها لمنطقة جبلية بنواحي مراكش، وتحديدا أحد الدواوير المسماة “دوار بوسايل”، مؤكدة بأن مجموعة من التلاميذ المتمدرسين بهاته المنطقة تعرضوا لمضاعفات خطيرة بعد تلقيهم لجرعات من اللقاح المضاد لمرض الحصبة أو ما يعرف بـ”بوحمرون”، مما أدى إلى وفاة 7 منهم. وأضافت أن أهالي التلاميذ رفضوا مواصلة تلقيح أطفالهم بعد هذا الحادث.
وسرت موجة من الهلع والحذر في صفوف آباء وأولياء التلاميذ من المواطنين الذي تلقوا هذه الرسائل على هواتفهم، خاصة أن الأمر يأتي في ظل استمرار عدد من المدارس بمختلف مناطق المملكة في تنظيم حملات للتلقيح، وذلك في إطار الانخراط في الحملة الوطنية التي كانت قد أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية منذ نهاية أكتوبر الماضي.
وكانت الوزارة قد أعلنت عن إطلاق حملة وطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة، وذلك خلال الفترة من 28 أكتوبر إلى 17 نونبر 2024.
الحملة، التي تم تنظيمها بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة الداخلية، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى شركاء محليين آخرين، تندرج، كما أوضحت الوزارة في حينه، في سياق “ترسيخ مكتسبات بلادنا في مجال التلقيح ومحاربة الأمراض الوبائية”.
ووضعت الوزارة لهاته الحملة هدفا أساسيا يتمثل في استدراك التلقيح ضد مجموعة من الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال، والدفتيريا (الخناقية)، والسعال الديكي (العواية)، والحصبة (بوحمرون)، والكزاز (التيتانوس)، وكذا التحقق من استفادة الأطفال دون سن 18 سنة من جميع جرعات اللقاحات المدرجة في الجدول الوطني للتلقيح، وكل ذلك في إطار تعزيز المناعة عند أكثر من 95 في المائة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة.
كما جاءت الحملة في إطار الاستجابة للحاجة الملحة لاستدراك التراجع الحاصل في التلقيح ضد داء “بوحمرون” لدى الأطفال أقل من 18 سنة، وذلك بعد أن كان المرض قد أودى بحياة سبعة أطفال بإقليم شيشاوة، خلال الصيف الماضي، حيث طالبت ساكنة المنطقة آنذاك السلطات الصحية بتوفير التدابير الوقائية الضرورية، وعلى رأسها التلقيحات، للحد من انتشار الوباء.

< سميرة الشناوي

Top