• إحياء الذكرى 68 لانتفاضات مدن أبي الجعد ووادي زم وخريبكة والقبائل المجاورة ضد الوجود الاستعماري

• استحضار لمواقف بطولية لأبناء هذه الربوع من أجل التحرير

يخلد الشعـب المغربـي ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومـة وجيش التحرير يومه السبت 19 غشت 2023، الذكرى 68 لانتفاضات ومظاهرات مدن أبي الجعد ووادي زم وخريبكة والقبائل المجاورة ضد الوجود الاستعماري الغاصب دفاعا عن حياض الوطن وحماه والعودة الشرعية لبطل التحريــــر والاستقلال جلالة المغفور له السلطـــان محمد الخامس من المنفى السحيق وإعلان استقلال البلاد وتحررها من نير الاحتلال الأجنبي

تجسد الذكرى 68 لانتفاضات ومظاهرات مدن أبي الجعد ووادي زم وخريبكة والقبائل المجاورة ضد الوجود الاستعماري، نضالات وتضحيات لرجال ونساء وشباب تعبئوا وهبوا للدفاع عن حرية واستقلال الوطن.
ستظل هذه الذكرى المجيدة مروية بمداد الفخر والإعجاب على صفحات من التاريخ الوطني ومنقوشة بأحرف الوطنية والمواطنة الصادقة في الذاكرة المحلية والجهوية والوطنية يتردد صداها ويتوهج إشعاعها كلما أتى لسان على ذكر مقاومة المنطقة للإستعمار الفرنسي.
ويعتبر هذا الحدث المتجذر في تاريخ المنطقة والمرصع بأبهى صور التلاحم الوثيق والوشائج القوية التي تشد منذ قرون خلت الشعب المغربي الأبي بالعرش العلوي المنيف، منبعا لا ينضب للقيم الوطنية تغترف من معينه الفياض الناشئة والأجيال الحاضرة والمتعاقبة.
لقد شارك أبناء إقليم خريبكة بكل شجاعة وإقدام في معركة التحرير والاستقلال، مسترخصين الغالي والنفيس في سبيل عزة الوطن وكرامته مدافعين عن مقدساته وثوابته وهويته، مستنكرين إقدام السلطات الاستعمارية على فعلتها النكراء في 20 غشت 1953 بنفي بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، ومتصدين بكل استماتة لهذه المؤامرة الدنيئة التي كانت الإقامة العامة للحماية الفرنسية تستهدف منها المساس بالعروة الوثقى التي تربط العرش بالشعب وإخماد جذوة الروح الوطنية المتأججة في نفوس المغاربة.
وهكذا، وقف أبناء المنطقة الصناديد وقفة رجل واحد معلنين انخراطهم التام والفاعل في العمل الفدائي مبادرين إلى تأسيس العديد من الخلايا السرية التي كانت تخطط وتنفذ العمليات الفدائية مستهدفة مصالح ومنشآت المستعمر ومسجلين مشاركتهم الفعالة في الانتفاضات الشعبية التي شهدتها المنطقة وفي طليعتها ثورة 19 و20 غشت 1955 التي تزامنت والذكرى الثانية لنفي بطل التحرير والاستقلال فهبوا في حماس قل نظيره نساء ورجالا شيبا وشبابا هاتفين مرددين شعارات المطالبة بالاستقلال وبعودة رمز الأمة من المنفى إلى أرض الوطن غير آبهين بالتدخلات العنيفة والوحشية لجيش الاحتلال الذي جند كل إمكانياته من جنود وعتاد عسكري لتفريق المتظاهرين، الذين سقط منهم عشرات الشهداء ملبين نداء ربهم وهم في ساحة الوغى يدافعون عن وحدة واستقلال الوطن ومئات الجرحى والمعتقلين، الذين عانوا الويلات من مختلف أشكال التنكيل والتعذيب التي ورغم بشاعتها لم تنل من عزيمتهم حيث ظلوا سائرين على درب النضال حتى تحقق النصر المبين والمنشود بفضل ذلك الالتحام الوثيق بين العرش والشعب وقوة وصمود المقاومة المغربية التي استلهمت كل مقوماتها من قائدها ورائدها الذي آثر أهوال المنفى وشدائد الإبعاد على أن يخضع لأهواء المستعمر الغاشم.
وفي خضم هذه الأحداث واستمرارا في السير على درب النضال، تعزز هذا المسار النضالي بانطلاق عمليات جيش التحرير في غمرة ثورة عارمة كان النصر حليفها، فعجلت بالعودة الميمونة والمظفرة لجلالة المغفور له محمد الخامس بمعية رفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة إلى ارض الوطن في 16 نونبر 1955 معلنا انتهاء عهد الحجر والحماية واشراقة شمس الحرية والاستقلال.
وإن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وهي تخلد، ككل سنة بكل افتخار واعتزاز فصول انتفاضات ومظاهرات مدن أبي الجعد ووادي زم وخريبكة والقبائل المجاورة، المشبعة بالدروس والعبر، والطافحة بالمعاني والدلالات، فإنها تجدد الموقف الثابت من قضية وحدتنا الترابية مؤكدين أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها فهذه هي الحقيقة الساطعة المفندة لمناورات ومؤامرات الخصوم والحسابات المغلوطة للمتربصين بالوحدة الترابية والسيادة الوطنية، وستظل بلادنا متمسكة بروابط الإخاء وحسن الجوار والدفع في اتجاه بناء الصرح المغاربي وتحقيق وحدة شعوبه، إيمانا منها بضرورة إيجاد حل سلمي واقعي ومتفاوض عليه لإنهاء النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية.
والمناسبة سانحة لاستحضار ما ورد في الخطاب الملكي السامي لعيد العرش في ذكراه 24، الذي دعا فيه جلالته المغاربة إلى التمسك بخصال وقيم طالما شكلت مكونا هاما من الهوية التاريخية الوطنية، وهي الصدق والجدية والتسامح والانفتاح والاعتزاز بالتقاليد العريقة والهوية الوطنية الموحدة. وخص جلالة الملك بالذكر في خطابه السامي خصال وقيم الجدية والتفاني في العمل، ودعا جلالته إلى استحضار هذا المكون الهام من أجل الارتقاء بالمسار التنموي المغربي المتفرد إلى مرحلة جديدة، من أجل فتح آفاق أوسع من الإصلاحات والمشاريع والبرامج والأوراش الكبرى.
واحتفاء بهذا الحدث الوطني بما يليق به من مظاهر الاعتزاز والبرور، تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مهرجانا خطابيا يوم السبت 19 غشت 2023 بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة خريبكة، تلقى خلاله كلمات وشهادات تستحضر مضامين وأبعاد هذه الانتفاضة المباركة، وتبرز تأثيرها على مسار الكفاح الوطني في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية.
وستجري بنفس المناسبة مراسم تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم خريبكة، برورا بهم ووفاء لجلائل أعمالهم وأياديهم البيضاء وتضحياتهم الجسام في رياض العمل الوطني ومعترك المقاومة والتحرير والفداء، بالإضافة إلى توزيع مساعدات اجتماعية وإعانات مالية وإسعافات على عدد من المستحقين للدعم المادي والاجتماعي من عائلات وأرامل المتوفين منهم.

نوافذ:
المناسبة سانحة لاستحضار ما ورد في الخطاب الملكي السامي لعيد العرش في ذكراه 24، الذي دعا فيه جلالته المغاربة إلى التمسك بخصال وقيم طالما شكلت مكونا هاما من الهوية التاريخية الوطنية، وهي الصدق والجدية والتسامح والانفتاح والاعتزاز بالتقاليد العريقة والهوية الوطنية الموحدة. وخص جلالة الملك بالذكر في خطابه السامي خصال وقيم الجدية والتفاني في العمل.
——————————————————————–

• أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وهي تخلد، ككل سنة بكل افتخار واعتزاز فصول انتفاضات ومظاهرات مدن أبي الجعد ووادي زم وخريبكة والقبائل المجاورة، المشبعة بالدروس والعبر، والطافحة بالمعاني والدلالات، فإنها تجدد الموقف الثابت من قضية وحدتنا الترابية مؤكدين أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها فهذه هي الحقيقة الساطعة المفندة لمناورات ومؤامرات الخصوم والحسابات المغلوطة للمتربصين بالوحدة الترابية والسيادة الوطنية، وستظل بلادنا متمسكة بروابط الإخاء وحسن الجوار والدفع في اتجاه بناء الصرح المغاربي وتحقيق وحدة شعوبه

إعداد للنشر: سعيد ايت اومزيد

Top