أجمع أغلب المتتبعين على أن اختيار إجراء المباراة القوية ضد منتخب الغابون بمركب محمد الخامس كان اختيارا صائبا، وجاء هذا الإجماع لرمزية الملعب وقيمة جمهور مدينة الدار البيضاء وطريقة تشجيعه غير العادية.
فالأجواء الحماسية التي يخلقها عادة جمهور مركب محمد الخامس، والحضور الكبير الذي يؤثث مدرجاته الفسيحة.. مميزات أصبح مفروغ منها، ومن غير المقبول حرمان الفريق الوطني من تأثيرها الإيجابي والحاسم طيلة أطوار أي المباراة.
فمركب محمد الخامس الذي يلقب بالملعب “الأسطوري” بالنظر للإنجازات التاريخية التي تحققت فوق أرضيته والذكريات الجميلة التي ارتبطت باسمه، شكل على امتداد التاريخ، عقدة لأغلب المنتخبات والأندية التي لعبت على أرضه، وشعرت بالخوف من طريقة جمهوره في التشجيع دون كل أو ملل.
وبالإضافة إلى الجمهور الكبير لمدينة الدار البيضاء من حيث العدد وأسلوبه غير التقليدي في طريقة التشجيع، فان العاصمة الاقتصادية تعودت على جلب جمهور آخر سواء من باقي المدن المغربية أو من أفراد الجالية المغربية بالخارج، ليتشكل ذاك الحضور الرائع الذي يمثل مختلف مناطق المغرب بمختلف تجلياته وتنوعه ولهجاته وأهازيجه وغنى ثقافاته…
وبدون أدني شك، فإيجابية قرار الجهاز الجامعي بالعودة لمدينة الدار البيضاء بعد غياب دام سنوات عديدة، واكبها تنظيم جيد للمباراة، وبطريقة أجمع الكل على أنها كانت طريقة احترافية اهتمت بكل التفاصيل وحتى الصغيرة منها، الشيء الذي يبين أن فريق العمل الذي تعتمد عليه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في التنظيم، يشكل وحده ضمانة كافية على نجاح مثل هذه الاختيارات…
إلا أن كل هذه المميزات التي يوصف بها جمهور العاصمة الاقتصادية، تخدش أحيانا بسلوكات معزولة لأفراد غير أسوياء، مثل ما حدث أثناء عزف النشيد الوطني لدولة الغابون، حيث أصر هؤلاء على الصفير، رغم التحذيرات المسبقة، ورغم العقوبات التي تهدد المغرب من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والذي سبق أن فرض غرامة مالية على الجامعة بعد حدوث نفس الصفير أثناء مقابلة مالي بالرباط.
والغريب أن أفرادا من الجمهور أصحاب المصالح والأغراض الخاص، وعدوا بالصفير على السلام الوطني لدولة الغابون، ونفذوا بالفعل وعدهم انتقاما من قرار حل الإلترات بسبب تكرار أحداث الشغب بجل الملاعب الوطنية.
وباستثناء ذلك، فان مقابلة الغابون عرفت نجاحا تنظيميا، ونجاحا في الاختيار، توجا بنجاح المنتخب في تحقيق انتصار كبير نتيجة وأداء…
محمد الروحلي