في إطار برنامج توطين فرقة مسرح المدينة الصغيرة بالمركز الثقافي بتطوان، أنهت الفرقة جولتها لعملها المسرحي الجديد “نادي الشمس” بمدن الفنيدق، المضيق، مارتيل، تطوان، الحاجب ومكناس.
مسرحية “نادي الشمس” هي نوستالجيا الذاكرة الجماعية، المونولوغات الفردية العميقة، الشخصيات الأكثر غرابة، الغرور في أعلى رتبه، الانكسار في أعلى درجاته، الفراغ والوحدة في عنفوانهما، الانتقام في أقوى تجلياته.
في “نادي الشمس” قررت شخصيات أن تلتقي ثلاثين سنة بعد افتراقها، لتعيش يوما واحدا كما كانت تعيشه أيام شبابها. التقت سرورا، تصافحت شوقا، تضاحكت بهجة، تغابت لطفا، تقاتلت عنادا، تصارعت غضبا، بكت حزنا، وافترقت نهاية.
المسرحية من تأليف أحمد السبياع، إخراج ياسين أحجام، سينوغرافيا ياسين الزاوي، ملابس طارق الربح، مؤثرات ضوئية محمد بنعمر، مؤثرات بصرية طارق بوغلاد، تشخيص حميد البوكيلي، مصطفى الستتو، حنان أولاد بنموسى، ليلى الرحموني، محمد بوغلاد، مخلص بودشار، عقبة ريان.. التواصل والإعلام عبد الحق ميفراني، التنسيق والبرمجة رضا الدغمومي، فوتوغرافيا عزيز أسعود.
وتحكي المسرحية عن شخصية “الراضي”، الذي كان في شبابه يجالس شلة من الأصدقاء كل مساء في ناد يدعى نادي الشمس، وكانت هذه الشلة تعيش حياتها الخاصة المغلقة، لديها معجمها الخاص وأسلوبها المتفرد في الضحك، لكنهم جميعا يرتبطون بأواصر متينة. افترق الجميع، غير أن الراضي لم ينس كل هذا الماضي، فقرر أن يعيد يوما واحدا من أيام الشلة؛ فاقتنى نادي الشمس، وبحث عن النادل القديم نجيب، وأعاد إلى نادي الشمس هيئته الأولى، واستدعى كل الأصدقاء ليعرض عليهم سعادته وغناه وتفوقه.
تبدأ المسرحية وقد اجتمع الأصدقاء من جديد، ليعيشوا يوما واحدا كما أيام الماضي، وليتذكروا، وليتصارعوا، وليتحاسبوا، وليصفع بعضهم بعضا. وفي النهاية ليعود كل منهم إلى حياته المعتادة.
ويرى المخرج ياسين أحجام أن النص المسرحي هو بمثابة مقترح لمشروع عرض مسرحي، ومن تمة يتبين بأن التصور الإخراجي لهذا العمل يرتكز بشكل أكبر على أداء الممثلين من حيث تشذيب تمثيلهم ونحت شخصياتهم والتدقيق في ماضي كل شخصية على حدة وذلك اعتبارا لخصوصية الحبكة المنبنية على استرجاعات الماضي. وهو استرجاع يكتسي طابعا دراميا متواترا من حيث اللحظات والأحداث الماضية المشتركة بين الأصدقاء.
لقد كان رهان العرض، من زاوية الإخراج، هو الرهان جماليا على قدرات الممثل المسرحي في هذا العرض، مما جعله يتجه أكثر إلى اختيار أسلوب الأداء النفسي الواقعي مما صعب من ضبط إيقاع العرض والسيطرة على انتباه المتلقي، باعتبار أن علاقة الممثلين ببعضهم وبالفضاء المسرحي ستكتسي الكثير من الدقة والتركيز. واعتمد العرض على إنارة وظيفية تتجه نحو التعبير عن مرور الزمن وتراكم الأحداث، كما أن السينوغرافيا اتجهت أكثر إلى خلق الإيهام بقطع الديكور التي تخلق لنا عمقاً بصريا مطلوبا للمشاهدة.
الفنان ياسين أحجام يستعيد نوستالجيا الذاكرة الجماعية
الوسوم