اعتبر مدرب فريق الوداد البيضاوي الحسين عموتة أن بعض الظروف والأخطاء المرتكبة من لاعبيه، ساهمت في إقصاء بطل إفريقيا من دور ربع نهاية كأس العالم للأندية لكرة القدم 2017 بدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم تلقي هزية ثانية في مباراة تحديد صاحب المركز الخامس.
وقال عموتة في حوار أجرته معه “بيان اليوم” بأبوظبي عقب انتهاء المباراة الثانية ضد نادي أوراوا ريد اديموندز الياباني، إن ضعف تكوين اللاعب المغربي ساهم في تواضع مشاركة الفريق الأحمر بالمونديال، موضحا أن أي فريق مغربي يتوجب الاستثمار في التركيبة البشرية إذا أراد بلوغ العالمية.
وبعدما شدد عموتة على ضرورة إبرام الفريق الأحمر لبعص التعاقدات في فترة الانتقالات الشتوية خاصة في الشق الهجومي، أكد الإطار الوطني على أنه ما يزال مدربا للوداد ولم يجر أي مفاوضات أي فريق آخر، رغم اعترافه بأنه مر بفترة صعبة منذ توليه مهمة الإشراف على بطل المغرب.
> ما هو تقييمك الأولي للمستوى العام للوداد بمونديال الأندية؟
< أظن أن الظروف التي وصلنا على إثرها إلى الإمارات أثرت نوعا ما من الناحية البدنية والذهنية فيما يخص تركيز اللاعبين ما أدى إلى ارتكاب مجموعة من الأخطاء سواء في المباراة الأولى أو الثانية. كانت أخطاء يصعب هضمها وظهرت أيضا في محاولات التسجيل التي أتيحت لنا. انفردنا بحارس الخصم، لكن مع الأسف لم نسجل ولم نحسم الأمور بشكل جدي. بالنسبة لي أرى أن المشاركة لا بأس بها. كما أن اللاعبين سيستفيدون منها، إذ يتعين علينا الاشتغال على المباراتين بالنظر إلى أن الناديين اللذين واجهناهما، لديهما مميزات يجب تعلمها. في مباراة الثلاثاء رأينا الفريق الياباني والتزامه التكتيكي دفاعيا أو هجوميا. رأينا أيضا طريقة لعبه. الفريق المكسيكي هو الآخر امتلك بعض نقاط القوة كالشراسة في اللعب والتدخلات القوية والثقة في النفس. لكن عموما فقد كان بمقدورنا الفوز في المقابلتين، لكن هذا هو حال كرة القدم. يجب أن نستفيد من هذه التجربة، وأن نستعد جيدا ونعطي البطولة الأهمية التي تستحقها سواء كمدرب أو إدارة أو لاعبين. فالانتقال للعب من المستوى الإفريقي إلى المستوى العالمي يتطلب بذل مجهود ذهني كبير، إذ لا يمكن أن نشارك في مباراة دولية ونفكر بعقلية مغربية محدودة كأننا نخوض إحدى مباريات البطولة الوطنية.
> هل هذه النتيجة راجعة لطريقة تكوين اللاعب المغربي أو شيء آخر؟
< طبعا التكوين .. فاللاعبون يتمتعون بالإرادة لكن ليست كافية وتستوجب مجموعة من الشروط. فسلاح اللاعب هو المهارات والحس التكتيكي في التعامل مع الصعوبات. وأفضل مثال هو الهدف الثاني الذي سجل علينا ضد أوراوا بعد ضربة خطإ لعبت خف ظهر مدافعينا بطريقة غير مقبولة. وهنا يأتي الحس التكتيكي، فالمدرب لن يقوم بتوجيه اللاعبين من خارج الملعب أثناء المباراة، وبالتالي فعلى اللاعب أن يبحث عن الحل الأنسب. وهذه أمور يجب الاستفادة منها ومعرفة أن مستوى الكرة العالي لا يأتي بسهولة. يلزم التضحية وأن يتمتع اللاعب بالإرادة المشروطة بظروف المعيشة والتداريب والاستمرارية والمشاركة بالمباريات. وهنا أذكر بعض الصحافيين اتصلوا بي من المغرب للاستفسار عن سبب عدم مشاركة إسماعيل الحداد في المباراة الأولى، علما أني شرحت ذلك سابقا. فالحداد لم يشارك في 6 مباريات بالبطولة الاحترافية بسبب الإصابة. وبالتالي فغير ممكن إشراك لاعب عائد من الإصابة في مباراة من المستوى العالي سواء من الناحية البدنية أو الذهنية. ولقد رأينا كيف تعامل مع بعض الكرات أمام مرمى الخصم. هذا شيء عادي في كرة القدم، لكن يتوجب علينا الرفع من مستوانا فيما يخص التعامل مع اللاعبين أو طريقة تفكيرهم، لأنه -مثلا- وقعت بعض الأمور بعد المباراة الأولى ولم أعلم بها. بعض اللاعبين الذين لم يشاركوا قاموا بتصرفات غير لائقة داخل المجموعة. وهي أمور لم تكن سابقا. علينا أن نعي هذا الدرس وأن نكرر نفس الأخطاء مستقبلا.
> أنت كمدرب للوداد كيف ستعمل على استعادة معنويات اللاعبين بعد الإقصاء من المونديال؟
< أعتقد أن اللاعبين أنفسهم لم يتوقعوا تحقيق نتيجة كبيرة بهذه البطولة لأنهم خاضوا المباراتين بإمكانياتهم. والتجربة هي الكفيلة برفع مستوى الفريق. العقم التهديفي مشكل يجب الاشتغال عليه أكثر في مثل هذه المستويات العالية، فمثلا لو لاحظتم الفريق الياباني يضم مدافعا ومهاجما برازيليين لهما وزن كبير إضافة إلى الياباني هوندا الذي يلعب للفريق المكسيكي. أي فريق أراد بلوغ العالمية، فعليه الاستثمار من الناحية البشرية.
> الأكيد أنك أخذت فكرة كاملة عن المجموعة، وينتظر أن تقدم على عدد من الانتدابات في فترة الانتقالات الشتوية، فما هي مراكز الخصاص في نظرك؟
< سنعمل على تعويض الانتدابات الصيفية الفاشلة. نحن نحتاج بشدة إلى مهاجم ولاعب وسط مهاجم يلعب في الأطراف أو خلف رأس الحربة. ففي ظل إصابة عدد من اللاعبين وعدم انضباط آخرين، يتوجب التوفر على بدلاء في المستوى. لا يمكن أن نشارك في المباراة النهائية لعصبة أبطال إفريقيا دون أن نجد بديلا لمحمد أوناجم المصاب. وها نحن قد شاركنا في البطولة العالمية بلاعبين افتقدوا للتنافسية لقرابة الشهر. كما قلت هذا أمر غير مقبول. وإذا أرادت التنافس عالميا عليك خلق الشروط المطلوبة لتحقيق ذلك.
> مستقبل الحسين عموتة مع الوداد؟
< عموتة ما يزال متواجدا مع الوداد. وعقدي يمتد إلى غاية 30 يونيو.
> ألا توجد مفاوضات مع أندية أخرى؟
< لا يوجد أي شيء من هذا القبيل. البعض قال إني فاوضت مع مسؤولي الزمالك. والواقع أني لم أجلس مع أي فريق. لدي عقد مع الوداد وإلى حدود الساعة أنا مدرب له.
هل أنت مرتاح داخل الوداد؟
< سأكون كاذبا لو قلت إني مرتاح. مررت بمراحل صعبة. حاليا أحمد الله لأني كنت متزنا في اتخاذ قراراتي خلال تلك الفترات. فكرت في الاستقرار داخل المجموعة ومصلحة عشاق ومحبي الوداد. وقعت أمور لم أكن راضيا عنها منذ قدومي للفريق، لكن بعدها الأمور بدأت تتحسن تدريجيا. الجميع مسؤول بالوداد سواء عموتة أو اللاعبين أو الإدارة. الآن علينا العمل يدا واحدة وتفادي الأخطاء التي وقعنا فيها مع بداية الموسم الجاري. الحمد لله الموسم بالنسبة لي موسم ناجح لأننا توجنا أبطالا لإفريقيا وأنقذنا الموقف. ورغم أني لا أتحمل في بعض الأحيان مسؤولية بعض الأخطاء، لكني والبقية نشكل منظومة تتحمل المسؤولية بالوداد. وعلينا تفادي تكرار الأخطاء ليصبح فريقنا أقوى مما مضى.
حاوره من أبوظبي: محمد الروحلي